التساؤل ليس ازدراءً للدين
ازدراء الأديان جريمة لا يقوم بها سوى من غلب على عقله الجهل أو سلك طريق التطرف والتشدد الفكري والسلوكي " تنفيذ لما بالفكر " ازدراء الدين الإسلامي حديث المجتمعات منذ زمنٍ ليس بالقريب , الجميع يفسر ويٌحلل وفق ما يٌمليه عليه هواه وعقله , ضبابية وأراء ومعتقدات وتحليلات , الجميع أصبح يخاف من تلك التٌهمة البشعة فنهاية الحياة بالقتل بعد التكفير نتيجة التٌهمة الأخيرة وفي أحسن الأحوال السجن لفترة طويلة وذلك لن يٌرضي المجتمعات .
هنالك فرق بين الازدراء الواضح والصريح وبين محاولة فهم الأشياء عبر إثارة الأسئلة الكامنة بالعقل , الازدراء الواضح والصريح وبتعمد وليس عن جهل هو الكارثة التي يجب أن يقف العالم بوجهها حتى وإن اتخذت تلك الكارثة لبوس العلم أو التنوير أو التدين .
الازدراء الناجم عن جهلٍ يجب الا يٌقابل بالتكفير والقمع والتنكيل والتطرف المضاد ويجب أن لا يتم تسميته بازدراء بل يجب التعامل معه بالحوار والبيان وكشف الحقائق , ذلك الذي يٌسميه البعض ازدراء ليس ازدراءً بل جهل له أسبابه وله طرق علاج , إثارة الأسئلة الكامنة بالعقل والنفس بلغةٍ لا يكاد يفهمها المجتمع أو لا يكاد يفهمها المتعصبون يصنفها البعض على أنها ازدراء للدين , تلك الأسئلة ليست ازدراءً فطلب العلم شرطه طرح التساؤل وتلقي الإجابة ومقارنة الإجابات والبحث عن الصحيح والانفتاح عن مختلف الآراء , لو أن الأسئلة تعني ازدراء الدين فلماذا يوجد فتوى ومٌفتي ورأي فقهي وبحث فقهي الخ , من يطرح تساؤلات أو يٌطلق رأي مبني على جهل يجب أن يٌعامل برفقٍ ولين ويٌبين له الصواب من الخطأ بلغةٍ هادئة تضع أمامه مختلف الآراء ليكتشف بنفسه الصواب هذه هي سماحة الإسلام وليست شيئاً أخر , المتشدد والمتطرف والمتزمت ومن يمشي خلفهم من الجهلاء تناسوا مذهب عمر بن الخطاب في التعامل مع من أعلن كٌفره وردته فالفقهاء أجمعوا على محاورته واستتابته وتبيان الصواب له قبل محاكمته ووضعه بقفص الاتهام , في الوطن العربي والعالم الإسلامي تغيب تلك الحقيقة محاورة المٌخالف والحوار والتبيان ولا علل واضحة فكعب الجهل والتزمت والتطرف والتكفير يعلو والأسئلة والتساؤلات تموت بسبب ذلك وطلب العلم والبحث عن الآراء جريمة تٌسمى ازدراءً للدين الإسلامي وهذه هي الحقيقة !.
التعليقات (0)