مواضيع اليوم

التزوير .. في سلوكيات الفرد والدولة !

تركي الأكلبي

2011-04-27 14:29:39

0

 

 

يُعرف مصطلح "التزوير" بعمومية دلالته اللغوية على إصدار مستند ثبوتي أو وثيقة ذات طابع رسمي من غير منشأها الحقيقي وبخلاف واقع الحال الذي تنص عليه . أو التعديل في أي عنصر من العناصر الأساسية لأي مستند أو وثيقة رسمية . أو غير ذلك من أشكال التزوير وأغراضه غير المشروعة ..
ومن مجالات التزوير : مخالفة القوانين والأعراف والأخلاق ، والفساد المالي والإداري ، والغش ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ونهب المال العام ..

لكن ، هل هذا هو فقط ما يعنيه مفهوم "التزوير" أم أن كثيرا من الممارسات السلوكية قد تكون ضربا من ضروب التزوير وشكل من أشكاله ؟
وهل الفرد هو فقط من يقوم بعمليات "التزوير" لنفسه أو للآخرين ،
أم أن الدول والمؤسسات الرسمية أيضا قد تمارس "التزوير" بأوجه مختلفة ؟!

بالتأكيد هناك أنماط أخرى من سلوكيات "التزوير" ..
فعلى مستوى الأفراد هناك من يشتري بالأقساط مركبة تفوق
قيمتها ما يعادل راتبه الشهري المحدود لمدة خمس سنوات !
وهذا باعتقادي تزوير في ما يعرف بالوضع الاجتماعي .
وهناك "تزوير" مظهري من نوع آخر ولكني لا أود الحديث عنه هنا لكي لا يفهم على نحو غير الذي أقصده .
والمرأة المعاصرة هي الأكثر استهلاكا لأدوات "التزوير" المظهري "الماكياج" ! عدا كونها الأكثر إقبالا على عيادات عمليات التجميل !.
و"الكوافير أو الكوافيرة" هما من المزورين المصرح لهم رسميا "بالتزوير" وقد تكون شهادات بعضهم المهنية مزورة كتلك التي تكتشف -اكتشاف متأخر- في مستشفيات وزارة الصحة !

ومن مظاهر التزوير على مستوى الدول العربية ذلك التصريح الشهير : "كل شيء على ما يرام" يا طويل العمر أو يا فخامة الرئيس ! بينما ما هو على "ما يرام" هي فقط أحوال (المصرح)الخاصة !
وفي أرق بعض الأجهزة الحكومية الخدمية كثيرا ما تجرى المزيد من عمليات التجميل لتغطية التشوهات العميقة بطبقات رقيقة وغير شفافة !

والحكومات بشكل عام تجيد " فن " الدبلوماسية في صياغة الخطاب السياسي إلا أن الدول المتخلفة فقط هي التي "تزور" الحقائق بشكل مكشوف من خلال وسائل إعلامها الرسمية وغير الرسمية .
ولعل من الواضح ما حدث ويحدث من تزييف للحقائق في بعض البلدان العربية التي ثارت عليها شعوبها منذُ بداية الثورات العربية حتى الآن ، حيث تتحدث الحكومات عن مظاهرات مواطنيها على أنها مظاهرات تؤيد النظام الحاكم ، وهم يعلمون أن العالم أجمع يشاهد ويسمع ويعرف ماذا يحدث ، وماذا يريد المتظاهرين ، وماذا يريد الشعب .. "الشعب يريد إسقاط النظام" ؟؟؟ فإذا اتسعت الأحداث وعلت الأصوات وسالت الدماء قيل : "أنها المؤامرات الخارجية !"

وهكذا عاشت الشعوب العربية في دائرة من تزييف الوعي وقلب الحقائق حتى عبرت إلى القرن الواحد والعشرين بأكبر جواز سفر
مزور !!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !