الترهل والترشيق

 يتفق الكثيرون معي على ان البدانة والترهل هي مصدر رئيسي للعديد من الامراض والعلل , وان الرشاقة لها الدور الابرز في عدم الاصابة بالكثير منها, وهذا ما اثبته العلم الحديث , ففي امريكا يتم انفاق اكثر من (150) مليار دولار سنويا لمعالجة السمنة ونشر ثقافة الترشيق ووضع المعالجات الفاعلة للحيلولة دون انتشارهذه الظاهرة وبات الاعم الاغلب من البدينيين يسعون الى التخلص منها للظهور بجسم ممشوق لاتشوبه الترهلات وتعيق الحركة والانتقال والتخلص من ازعاج البحث عن ملابس (xxxl ).

وفي احيان كثيرة باتت السمنة تشكل احد الاسباب لرفض الرجل من قبل المراة للارتباط بها والعكس,وهو ماحصل مع احد الاصدقاء الذي اخشى من ذكر اسمه خوفا من ان يستشيط غضبا مني,حين ذهب واهله لخطبة احدى الفتيات,ولا اخفي عليكم انها تحمل الرقم(20) فقد سبق ذلك (19) عملية من عمليات البحث والتنقيب عن حواء تتصف بمواصفات لاتتعدى حدود المعقول ,وفي كل مرة يرجع بخفي حنين, حتى ان والداه اجهدا وخصوصا امه المتعبة من الامراض,

باختصار ذهب ووالديه لزيارة عائلة ذلك النصف الاخر بعد ان تم التمهيد مسبقا للقاء,ودار الحديث بين العائلتين سيما بين صديقي الذي يرى في نفسه ان كل امراة تتمناه! وبين حواء التي تبين فيما بعد انها ايضا ترى في نفسها ان كل رجل يتمناها!

انتهت الزيارة,

 وما كان منه الا ان يتصل بي ليقول: وجدتهااخيرا, فهي حسب ما اتمناه, اخذت اشد على يده, ان اسرع بالارتباط بها,فاجابني: المسألة لم تحسم بعد وانتظر الجواب منها على الرغم من موافقة اهلها بالاجماع ,

بعد اسبوع قمت بزيارته, فلاحظت اصفرار وجهه, سالته ماذا بك؟ هل انت مريض ؟اجابني كلا ,انها الحمية, اسعى لانقاص وزني كي اكون رشيق,تعجبت! ما هذا التغير المفاجىء فانت على حد علمي تعشق الاكل بجنون,حاول ان يغير الموضوع, حينها سالته متى ستخطب, سكت ,كررت السؤال فاجابني وهو يعتصر الما :عندما اجد بنت الحلال, وماذا عن المراة كاملة المواصفات, قال : يبدو ان ليس لي في الطيب نصيب, فقد رفضت الارتباط بي لسبب اني لست رشيق,ولا ارتدي الملابس الكلاسيكية, لذا ساقسوا على نفسي واحرمها من الاكل الدسم كي لا اجابه بالرفض مرة اخرى,

ما اتمناه والكثيرون ان تحذوا حكومتنا حذوا صديقي هذا وتقسوا على نفسها باتباع الحمية السياسية وان تعمل والاحزاب على الامتناع عن اكل المكاسب السياسية الدسمة الغنية بالكولسترول,وصولا الى الرشاقة المطلوبة,فالترهل الذي تبدو عليه الان كفيل برفضها وفسخ العقد الذي عقدته مع الشعب وان لم يكن الان ففي قوادم الايام سيكون شي حتمي,لامناص منه,فبلد المليار نسمة لاتتعدى وزارات حكومته (20)وزارة! واعتقد ان استمرار هذا الترهل من الممكن ان يصيبها بعدة نوبات وازمات سياسية قد لايمكن حتى اسعافها اسعاف اولي ,اذا اصيبت بارتفاع ضغط المطالبات الجماهيرية والخلافات وفك الاختناقات الحزبية,سيما ان اغلب شرايينها مصابة بانسداد كبير نتيجة ترسب الفساد على جدرانها,رغم ذلك لاتزال الفرصة سانحة امامها للبدء بعملية الترشيق الوزاري الثاني, لتؤسس لمرحلة تزيد من خلالها ثقة الشعب بها, وتخفف من حدة الانتقادات وتعطي انطباعا عنها بجدية الخطوات الصائبة التي تخطوها.