مواضيع اليوم

التربية سيدة المنتجين

رانيا جمال

2012-09-03 07:54:48

0

من الأخطاء الفادحة التي ترتكبها الحكومة بحق التربية والتعليم هو عدهما وزارتين استهلاكيتين!..وبالتالي تتثاقل منهما ولا تنفك تتثاقل من الأموال التي ترصدها لهما. وربما يجدر بنا الوقوف عند هذا التصنيف قليلاً لنحلل ونصف ونستنتج، فالمقصود بالاستهلاك هنا المضاد الاصطلاحي للانتاج، أي من يستهلك غير منتج ومن ينتج غير مستهلك. ومع ان الاستهلاك لا يعني بالضرورة الفناء والانتهاء دون مردود معين، كذلك فان الانتاج لا يأتي دون استهلاك معين. وكما ان هناك رؤوس أموال تنفق لتحقيق انتاج معين يحقق مردوداً مادياً، ايضا يتوجب انفاق المال لتحقيق انتاج معين يسمى "الإنسان" الذي بدوره ينتج السلع والخدمات كافة. وحتى لا نضيع في وصف وتعريف الاصطلاحين إذ لهما من المختصين ما يغنينا عن الاجتهاد بالرأي فيهما، ما يعنينا وزارة التربية تحديداً التي ظلمت بدعوى الاستهلاك. التربية لم تكن في يوم من الأيام أداة للاستهلاك والاتلاف، بل انها المنتج الأكبر في عالم اليوم والعماد الذي لا تقوم من دونه قبة أي نظام متقدم لأية دولة معاصرة، التربية تنتج ما لا تستطيع أية وزارة أخرى انتاجه، انها تنتج أهم سلعة في عالم اليوم، بل هي مصدر الانتاج الرئيس اذا أردنا الانصاف والدقة.. من دون التربية لن يكون هناك عالم أو خبير يصنع معامل الانتاج ولن يكون هناك مهندس أو طبيب أو اقتصادي أو صناعي محترف أو طيار أو معلم أو نجار أو حداد أو خياط. التربية باختصار تنتج وسائل الانتاج وتحافظ على الصناعة والتجارة والزراعة من التخلّف وتمدها بخبراء التطوير والتحسين وزيادة الانتاج. أذن كيف نسمّي سيد الانتاج مستهلكاً ؟!. وللإنصاف أكثر تعالوا الى وزاراتنا "الانتاجية" لنرى أين يمكننا وضع وزارة التربية، الصناعة بلا صناعة وهي تستهلك من أموال الميزانية أكثر مما تعيد، أما الكهرباء والتجارة فمشاكلهما أكبر وأكثر من ان تحصى وتصرفان من الميزانية ما لا يتناسب والمردود الذي تقدمانه.. وحتى وزارة النفط فهي وبرغم كونها مصدر الدخل القومي الوحيد تقريبا إلا انها تبقى عرضة للاستنزاف والنفاد.. وان ما لا ينفد هو الانسان حتى يرث الله الأرض ومَن عليها. الجدير بنا ان لا نبخل بشيء على التربية والتعليم، ولو استطعنا ان نخصها بحصة الأسد فلن نكون خاسرين، فهي تعود أضعافاً مضاعفة في حسابات المستقبل اذا ضمنا توجيه انفاقها بشكل علمي ينهض بالعملية التربوية ويؤمن مستقبلاً جيداً لشباب المستقبل. وعلينا ان نؤمن ايماناً راسخاً بان عائد التربية والتعليم هو الكفيل بتحقيق العوائد جميعها اذا ما أحسنّا رعايتها بالشكل الأمثل.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !