التراث المعماري لواحة امتضي
I- بلدة امتضي او امطضي:
تعتبر بلدة امتضي من الجماعات المحلية الحديثة النشأة اد احدثث في التقسيم الإداري لسنة 1992 ,وهي تابعة لإقليم كلميم دائرة بويزكارن قيادة اداي ايت حربيل ,مساحتها الإجمالية لاتتعدى 326 كلم,ولها حدود إدارية مع إقليم طاطا وتزنيت وهده ميزة تميزها, في الشمال تحدها جماعة انفك وجماعة بوطر وش من إقليم تزنيت وفي الجنوب تحدها جماعة اداي ايت حربيل وتغجيجت وفي الشرق جماعة تمنارت من إقليم طاطا وفي الغرب جماعتي اداي ايت حربيل وبطروش إقليم تزنيت. يتميز مناخها بالقارية فهو جاف صيفا وبارد شتاء,معدل التساقطات السنوية لا يتجاوز 120ملم, وجغرافيا فهي تنتمي إلى كتلة جبلية ضمن سلسلة جبال الأطلس الصغير,شديدة الارتفاع يتخللها واد امتضي الذي يعتبر رافدا من الروافد المهمة لواد صياد. أما عدد السكان فهو لايتجاوز1768 فردا حسب إحصاء سنة 2004 يشكلون ما يقارب 356 أسرة موزعة على شكل دواوير متفرقة,يعتمد السكان في غالب الأحيان على تحويلات المهاجرين وعلى بعض الأنشطة المرتبطة بالنشاط السياحي.تزخر بمؤهلات سياحية هامة جعلها قبلة للزائرين من داخل المغرب وخارجه حيث تتوفر على كنوز عمرانية واثأر تاريخية في غاية الأهمية كالقصبات "اكيدار"كقصبة ادعيسى واكلوي لتكونا حصنا منيعا للممتلكات النفيسة للسكان,كما تتوفر على مؤهلات طبيعية كالشلالات وعيون وواحة نخيل,ولأهميتها السياحية تحتضن مرافق سياحية.فندق مصنف مأوى سياحي و مخيم.
II- مخازن الغلال "اكيدار أو اكو دار":
إن الكثير من الباحثين والدارسين للتراث المعماري لهده المنطقة يتحدثون ويشيرون إلى ان هدا النوع من المباني بأنه قصبات,لكن في الحقيقة إنما هو مخازن للغلال يدعى باللغة الامازيغية "اكيدار او اكودار" وتعتبر بلدة امتضي نظرا لموقعها الجغرافي المحصن طبيعيا الفضاء الأكثر احتضانا لمثل هده المعالم العمرانية,اد تحتضن خمس أو ستة مخازن للغلال أربعة منها اختفت معالمها المعمارية ولم يبقى منها إلا ركامات الحجارة وبقايا الجبص بفعل تدخل الساكنة التي هدمته خلال خمسينيات القرن الماضي لاستغلال المواد التي بني بها (الأحجار) لبناء مدرسة إبراهيم الدرويش المتواجدة حاليا بامتضي.وسمي هدا المخزن"اكادير المهدية"او"اكادير ايرومين" اعتقادا من الكثيرين الدين استجوبتهم ان البرتغاليين هم من بنو ه,(الصورة1 ) والتاني"اكادير ارشكدن"لم يبقى منه الا الركام,يطل على اكلوي من الجهة الشمالية ويظهر من خلال بقايا الآثار أن تغطيته كانت بأحجار مسطحة (الصورة2و3) انا الثالث يدعى "اكادير اصضار" او "اكادير اماريرن " اختفت جل معالمه ويوجد في الجهة المقابلة لاكادير اوكلوي والدي سنفصل فيه لاحقا (الصورة4).وهده المخازن ليست متباعدة فيما بينها,اما المخازن التي مازالت شاهدة ويمكن الوصول إلى هندستها المعمارية بفضل تدخل الساكنة ومنظمات وجمعيات في حمايتها عن طريق الإصلاح والترميم المتواصلين فهي
1- اكادير ندعيسى:
يتموقع على قمة جبلية شبه مستطيلة,يطل عالي بلدة امتضي من الجهة الشمالية الغربية.وللوصول إليه يسلك الأهالي مسلكين الأول للصعود إليه والثاني للنزول منه,وهدا كان قديما أما اليوم يستعمل ممر واحد للصعود والنزول.بني في هدا الموقع المحصن المنيع طبيعيا لغاية أمنية,وله نظام خاص عبارة عن قانون,لكل عائلة غرفة خاصة بها داخل المخزن تخزن فيها ما تلك من غلال وتحتفظ لنفسها بالمفتاح,أما مفتاح الباب الرئيسي فينتدب شخص للاحتفاظ به,حارس المخزن يدعى اثواب تمنح له حصة من كل محصول يدخل إلى المخزن كأجرة,ويمنع قانون المخزن النساء من الدخول إليه وعند حضورهن يسلمن الغلال للحارس وهو الذي يتولى أمر ادخاره في موضعه,ويعتقد الكثير من أبناء هدا المخزن إن الغلال في منأى عن أيدي اللصوص والأعداء ليس فقط لمناعته الطبيعية وإنما يفضل بركة شيوخ زاروه وهم سيدي امحند اوبراهيم الشيخ التمنارتي وسيدي احمد اوموسى التزروالتي وسيدي الطاهر اومحمد الافراني وسيدي عبلا مبارك المغيميمي وسيدي علي اوعمر الاداييي...).وأوصلوا عددهم إلى أربعة عشر وليا من أولياء الله,وكل من حاول سرقة المخزن يفتضح أمره اما عقوبته فهي القتل .
الصورة 1بقايا اكادير المهدية:
الصورة 2بقايا احجار متراكمة باكادير ارشكدن:
الصورة3 غرفة من اكادير ارشكدن سقفت باحجار مسطحة:
الصورة4 اكادير اصضار لم يبقى منه الا الركام:
أما تصميمه المعماري فيتخذ شكل مستطيل تتسع قاعدته في الاتجاه المطل على الوادي والبلدة الحالية,ويضيق في الاتجاه المقابل.وسوره يطل على حافة الجبل على كافة الاتجاهات حيث يصعب تسلقه,أما بابه الرئيسي يؤدي إليه مسلك وعر يقوم عليه برج للمراقبة(الصورة5),وهدا المدخل عبارة عن ثلاثة بوابات كل تؤدي إلى الأخرى.وعند عبورها عبر درج(الصورة6)تصل إلى عمق المخزن تتقدمه ساحة صغيرة تؤدي يمينا عبر درب مظلم إلى غرف ضيقة متشابهة في البناء وكلها مبنية بالحجارة والجير وسقفت بجذوع النخيل,ملتصقة ببعضها البعض تخزن فيها الغلال وتستغل أيضا للسكن في أيام الغارات .
وفي نهاية هده الغرف تظهر فيها أثار لمشروع غرف أخرى لكنه لم يكتمل,وتنتهي ببرج ثاني للمراقبة(الصورة7و8),أما يسارا فيمتد إليه ممر ضيق توجد فيه غرفتان وفسحة للتهوية,وفي الخارج يؤدي الممر إلى عمق المخزن ليصطدم بجرف صخري كبير به ممر يصل إلى أربع غرف فوقه وبعدها ممران,ممر إلى اليمين وأخر إلى اليسار على امتداده غرف للغلال على شكل دائري(الصورة7و8) تنتهي بخلايا أو معسلات النحل في الجهة المقابلة لطلوع الشمس وفي نهايته يمتد برج للمراقبة وهو الثالث بالمخزن(الصورة9)وبين البرجين الثاني والثالث تمتد صهاريج للمياه(الصورة10و11).
أما الأشكال الهندسية المعمارية والزخارف فهي غائبة والبناء عادي جدا, أما بالنسبة للغرف فهي لاتختلف كثيرا من حيث المساحة,وحتى في علوها فنجدها عبارة عن سطح مستوي واحد فليس هناك تفاوت في العلو تقريبا,في الداخل نجدها مستغلة بشكل متقن لتلبي كل حاجيات مالكها حسب رتبته في القبيلة,أما بخصوص هيكلتها من الداخل فتعتمد على تقسيم فريد من نوعه تارة يتخذ شكلا طبقيا,وتارة أخرى يتخذ شكل دواليب (الصورة12) أما ارتفاع هده الغرف فهو لايتجاوز 2.50متر إلى 3 أمتار تقريبا,أما بالنسبة لطول وعرض هده الغرف 6مترعلى 5 متر تقريبا ويمكن أن يكون أكثر وصممت الغرف على هده الشاكلة لتنوع المحاصيل ورغبة في العزل فيما بينهما,ويمكن في بعض الأحيان أن يضطر السكان للنوم فيها عندما ينعدم الأمن في الدوار,أما بخصوص أبواب الغرف فهي خشبية ومن صنع محلي,ويتميز بعضها بزخارف جذابة أما طولها فلا يتجاوز 1,50 متر تقريبا وقد تكون هناك استثناءات(الصورة 13) ويبلغ عددها 78غرفة .
أما بالنسبة لسور هدا المبنى فانه بني على حافة كتلة صخرية صلبة شديدة الانحدار بأحجار مختلفة الإحجام لكن بطريقة فيها انسجام وإبداع,منحته هندسة رائعة تبهر الناظرين وهو سور متعرج وعلى امتداده ثلاثة خطوط أفقية مبنية بحجارة بارزة وخارجة عن السور تقسمه إلى ثلاثة طبقات وتظهره من الخارج عال جدا أما من الداخل نظرا لوجود صخور يبدو اقل ارتفاعا(الصورة 14و15) ويمكن أن نسجل وجود بعض النقوش على الصخور داخل المخزن وخارجه لحيوانات (الصورة16) وبعض الكتابات التي اختفى الكثير منها وتوجد هده الكتابة بجانب برج الواجهة الشرقية والمطل على الوادي,وقد نقش على تلك الصخور العبارة التالية "الحمد له...هدا الحصن في شعبان عام.." (الصورة17) رغم أن هده العبارة غير واضحة كليا اليوم, فهناك إشارة من السكان أن التاريخ المكتوب هو شعبان 1203هجرية, وهو تاريخ إعادة ترميم هدا المخزن للمرة الثانية.كما أن هدا المبنى غني بوثائق تاريخية يتراوح تاريخها مابين القرن 11 هجري والقرن13هجري, وأغلبيتها مكتوبة على ألواح خشبية ثم تليها الأوراق والتي كانت توضع داخل القصب للحفاظ عليها واغلب مواضيعها يتناول شؤون السكان (الصورة18و19) إلى جانب الوثائق نجد الاواني والادوات القديمة كلها من صنع محلي (الصورة20و21).
الصورة5 منظر رائع لبناء ضخم وفريد بهندسته البسيطة به برج للمراقبة:
الصورة6درج من الاحجار المسطحة وبوابة خشبية من صنع محلي:
الصورة7 البرج الثاني من المخزن:
الصورة8 ممر الجهة الشرقية للمخزن:
الصورة9 جرف صخري كبير يتوسطه ممر يفصله عن معسلات النحل:
الصورة10 معسلات النحل مسندة على الجرف الصخري وبجانبها خزان للمياه:
الصورة11 فتحة خزان المياه التي يسحب منها الماء:
الصورة12 احدى غرف مخزن اكادير ندعيسى تقسيم مقنن للغرف:
الصورة13 بوابة احدى غرف المخزن وبها بغض الزخارف:
الصورة14سور الجهة الشمالية الغربية:
الصورة15 المسلك المؤدي لاكادير ندعيسى ويظهر سوره في اعلى الجبل:
الصورة16نقوش صخرية لحيوانات بالقرب من بوابة المخزن:
الصورة17عبارة نقشت على هده الصخرة لكنها غير واضحة:
الصورة18 وثائق كتبت على الواح خشبية موجودة داخل المخزن:
الصورة19 انواع من الوثائق منها المكتوبة على الورق والومكتوبة غلى الخشب:
الصورة20 اواني فخارية موجودة في المخزن:
الصورة21 ادوات مختلفة الاشكال والوظائف:
2 اكادير يعقوب او اكادير او كلوي:
يقع قريبا من اكادير ندعيسى على بعد 2 كيلومتر في اتجاه الشرق من نفس الجبل يطل على الوادي (الصورة22),ويتميز هدا المخزن على الأول بكونه على شكل طبقات وبه برج واحد للمراقبة (الصورة23),ولقد بني مثل الأول على حافة جرف يصعب التسلق إليه يحرسه شخص يدعى اثواب ويساعده رجلان من أهل الدوار بالتناوب.وله نفس تصميم المخزن الأول ويؤدي إليه مسلك واحد متعرج من الأسفل إلى الأعلى,والبرج الوحيد في المخزن قريب من المدخل الرئيسي(الصورة24) والدي يمتد على ثلاثة بوابات ويقال أن اكادير اكلوي بني على ثلاث مراحل تبعا لتزايد سكان الدوار .
كله بني بالحجارة وسقف بجذوع النخيل وتغيب الزخارف والإشكال الهندسية الفنية في هدا المعمار,أما غرف النحل والمعسلات فتتواجد خارج المخزن في الواجهة الشرقية في ثلاثة مواضع متقاربة,ومن الداخل ويمينا عبر البوابة الأولى يمتد ممر يؤدي إلى مخازن أو صهاريج المياه وعددها اثنتان,وكانتا تغطيان بأحجار ضخمة ومسطحة(الصورة24و25). وبالعبور البوابة الثانية تدخل إلى فضاء المخزن وله تركيب فريد من نوعه يخالف المخزن الأول,فهناك ثلاث مستويات للبناء.وفي الأسفل موضع تصرف فيه المياه الفائضة عن الصهاريج عبر قنوات ويمكن أن يكون هدا الصهريج احتياطيا وهو الثالث في المخزن,وفوقه غرفة الأدوات التي تستعمل في الأشغال الجماعية,اما بالنسبة لمدخل هدين الموضعين فهو عبارة فتحة في السقف (الصورة26) وتوجد وسط غرف واسعة تمتد مباشرة على الغرف السابقتين وهده الغرفة تدعى"احانو نايت بلق" وبعد الخروج من هده الغرفة تمر وعلى يمينك غرفة واسعة تدعى"امسري اكرامن",هده الغرف كانت تخصص للضيافة ومنه يمتد درج إلى الأسفل يؤدي إلى غرف(27و28) وقبل ولوج البوابة الثالثة على يسارك يمتد درج يؤدي إلى سطوح المباني المذكورة(الصورة29) ومن البوابة الثالثة تلج إلى عمق المخزن عبر دروب ضيقة مظلمة(الصورة30و31),تمر منها بإنحاء لانحدار السقف وعلى طولها وفوقها تمتد غرف للخزين,وفي نهاية الممر الموجود يسارا تصعد إلى غرف الطبق الأول (الصورة32و33) ومنها عبر درج تصعد إلى السطح(الصورة34) حيث تمتد غرف أخرى للخزين(الصورة35),أما بخصوص مساحة الغرف فهي تختلف فهناك غرف ضيقة ومقسمة(36) وهناك غرف واسعة وعادية كالموجودة في السطح(الصورة37).
أما بالنسبة للبرج فما زال طلاء الجير أو الجبص باقيا (الصورة29)وفي أعلاه توجد غرفة,ربما هي للحراس حيث فيها فتحات صغيرة تطل على خارج المخزن (الصورة 38).
أما فيما يتعلق بالوثائق فهي غير موجودة عكس المخزن السابق,وأثناء معاينتي لهدا المخزن عثرت على قبر داخل معسلات النحل ما زالت فيه بقايا العظام (الصورة 39و40) ويجهل سبب وجود هدا القبر بها,وعلى مقربة من هدا المخزن تمتد صخور مليئة بنقوش لأثار أقدام في مرتفع يطل على المخزن في فضاء منبسط في أعلى الجبل ولا نعرف السبب وراء عدم اتخاذ السكان لهدا الموضع لبناء مخزنهم.
الصورة22 صورة توضح تموقع اكادير اوكلوي على احدى القمم المطلة على امتضي:
الصورة23 اكادير اوكلوي ببرجه الوحيد:
الصورة24 جانب من المخزن:
الصورة25 خزان للماء مغطى باحجار مسطحة:
الصورة26 فتحة داخل الغرفة الاولى توصل الى غرفة الخزين:
الصورة27 غرفة امسري اكرامن فوق هده البوابة:
الصورة28 الدرج الدي يؤدي الى الغرف السفلى:
الصورة29 واجهة المخزن وتظهر بها البوابة الثالثة المؤدية للداخل:
الصورة30الدرج المؤدي الى الغرف السفلى لأمسري اكرامن:
الصورة31 ممر اخر من نفس المخزن تظهر فوقه غرف اخرى:
الصورة32غرف اخرى فوق الصخرة:
الصورة33 بوابتين توجدان في نفس المستوى:
الصورة34 الدرج الدي يؤدي الى السطح وبجانبه غرف:
االصورة35 الغرف الموجودة على السطح منفتحة غلى الخارج:
الصورة36 غرف مقسمة بشكل مقنن:
الصورة37 احدى غرف السطح:
االصورة38الغرفة الموجودة اعلى البرج:
الصور39 حفرة بها قبر شخص مجهول دفن في المكان المخصص للنحل:
الصورة40 قبر بداخله هيكل عظمي وهو قبر اسلامي يظهر من خلال طريقة الدفن:
III- خاتمة عامة:
لقد حاولت من خلال هدا البحث المتواضغ إضفاء الضوء على أهم المآثر التاريخية لواحة امتضي,وربما يمكن للقارئ أن يجد اشياءا ناقصة لهدا اقو ل أن هدا البحث ليس سوى نفضا للغبار على هده المواقع المهمة ,فهي فعلا تحتاج إلى متخصصين في علم الآثار وفنون العمارة.
وفي الأخير أوجه نداءا إلى كل الغيورين والمهتمين لهدا المجال من اجل انقاد ما يمكن انقاده,وأدق ناقوس الخطر مسثغيتا يكل الهيئات التي تستتر بالموروث الحضاري الإنساني,فهده الأطلال ليست مجرد وشم خططه الزمن البائد بهده المنطقة وإنما هو نتاج حضارات امتزج فيها الدين والأسطورة,فالكنوز الأثرية التي استرسلنا في الحديث عنها سابقا هي اكبر شاهد على عمق البناء المعماري الإنساني في تلك الفترات,فارجوا أن يلقى هدا النداء أدانا صاغية .
الاسم | تاريخ الازدياد | المهنة |
احمد الهاكوم | 1916 | فلاح |
الدريوش عبد الرحمان | 1953 | فقيه |
امارير محمد | 1952 | فلاح |
بوفي الحسين | 1986 | مرشد سياحي مهتم بتاريخ المنطقة |
من انجاز الطالب:
Saaidi Mohamed
التعليقات (0)