مواضيع اليوم

التدين سلوك أحتل مساحة كبيرة

Riyad .

2014-04-22 15:20:57

0

التدين سلوك أحتل مساحة كبيرة

  مفهوم التدين يختلف كلياً عن الدين فالدين هو القيمة الكبرى والعقيدة والتعاليم السماوية أما التدين فهو التمسك بالعقيدة وتطبيق تعاليم الدين بإجتهاد وحرص وقد يشوب ذلك التطبيق كثير من الخلط والخطأ نتيجة للتعصب أو الفهم الخاطيء للمقاصد العليا للدين أو نتيجة للجهل الذي أصاب كثيرين . المجتمعات التي يغشاها الجهل تكثر فيها الامراض الإجتماعية والإقتصادية والفكرية فتتجة نحو التدين بإسم الخلاص "تدين هروبي " يسوقهم وعاظ يخلطون بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله , هروب ينم عن فشل المجتمعات في إدارة حياتها وفق المقاصد العليا ووفق النظريات العلمية التي لا تعارض نص واضح و صريح , فالتوكل على الله شرط والأخذ بالأسباب قيمة حث عليها الدين , لكن دائرة الوعاظ التي يغلب عليها طابع الحركية والحزبية تدفع بالناس نحو التدين المحاكي لتدينهم , فالدائرة الوعظية تريد كل البشر صورة طبق الأصل دون إعتبار لحق الإختلاف والقناعة والقبول التام ! طبقة الوعاظ والمتدينين طبقة تقتات على الشعارات وتستمد وجودها من الهجوم المستمر على سلوك البشر وعلى إختلاق القصص والقضايا الوهمية , تردد تلك الطبقة عبارات ومصطلحات تخويفية تحكي القصص الخرافية ,هدفها كما تدعي دفع الناس إلى الخلاص والفوز بالجنان أما في الباطن فالهدف إما حركياً تدجينياً مغلف بالادلوجيا وإما ذو نوايا طيبة دفعها الحماس والجهل للقيام بذلك وتلك معضلة أخرى , من حق اي شخص أن يكون متديناً وفق طريقة معينة يختارها بنفسه وبقناعة تامة منه دون تدخل من أحد , ذلك الحق يقابلة حق مجتمعي فالفرد جزء من المجتمع ومن حق المجتمع عليه أن لايتأثر المجتمع سلباً بسلوك ذلك الشخص , كثيرٌ من المتدينين الذين التحقوا بقوافل العائدون كما يسمونها يصطدمون مع المجتمع ومؤسساتة المختلفة , فيأخذون بظاهر الآيات والأحاديث دون وعي أو علم أو إستقلالية علمية وفكرية فيسقطونها على المجتمع وعلى كثير من الحوادث يختلقون القصص والقضايا يحاربون كل شيء بإسم الدين ,يمارسون التطرف والتشدد دون وعي أو إدراك منهم , ينكرون كثيراً في مسائل الخلاف يتجاهلون قواعد وأصول كثيرة , يبدؤون بالزينة واللهو منكرين غاضبين وواعظين وينتهون بإختلاق قضايا كثيرة ليس أخرها قضية التغريب ومصطلحة المطاطي , متجاهلين في ممارساتهم أنه لا إنكار في مسائل الخلاف وبالتالي لا وعظ في ذلك , يدعم سلوك تلك الطبقة الواعظة حماسة من يريد أن يكون متديناً فالمتدين يطبق ما يمليء عليه الواعظ ويمارس دور الواعظ في محيطة الضيق محيط الأسرة والحي والاصدقاء ! الشخص الواعظ الذي بدأ متديناً وأصبح شيخاً , لا يدرك أن بعض ممارساته وممارسات طبقتة المتدينة الواعظة في محيطها خاطئة لانها تسير في إتجاه الفروع , فالأصول متفق عليها مجتمعياً وقل أن تجد مجتمعاً يختلف حول الأصول خاصة الأصول الدينية لكن تجد غالبية المجتمعات تختلف حول الفروع , وذلك طبيعي فالفروع تأخذ الطابع الفقهي ذو الأراء المتعددة والخلاف حولها من باب التيسير لا أكثر , فطالما المجتمع متفق حول الأصول والمقاصد العليا فلماذا محاولات تدجينة عن طريق الوعظ المستمر والنقد اللاذع لكل من خالف طبقة الوعاظ والمتدينيين في فهمهم لبعض القضايا الفرعية التي شاع فيها الإختلاف , ولماذا حملات الوعظ والنصح والتخطئة مستمرة فالناس لهم حق التساؤل ولهم حق إتباع ما يرونه دون تدخل من أحد أياً كان !؟! تعاني المجتمعات المسلمة من الوعاظ لدرجة ان الوعظ اصبح مهنة من لامهنة له ,لن تتخلص المجتمعات من الوعاظ وطبقة المتدين الناصح بسهولة لأنها تهرب من مشكلاتها بإتجاه الواعظ لا بإتجاه العالم والعلم والمعرفة وإعمال العقل والأخذ بأسباب التقدم والإنفتاح والوسطية والتعددية والتعايش فبيئة الجهل بيئة خصبة للتشدد والتدين الأمحمود والصدام الفكري وبيئة تتكاثر فيها طبقات الوعاظ وسائقي البشر نحو طبقة واحدة وهنا سبب المشكلة الرئيسي الجهل بصورة المتعددة ! التدين سلوك يسلكه الشخص متى ما أراد لكن عليه الأ يغفل عن المساحات الإنسانية الكثيرة وعليه أن يترك البشر يمارسون حياتهم بالشكل الذي يروقهم , التدين المدعوم بالوعظ أحتل مساحة كبيرة في المجتمعات التي يغلب عليها العاطفة والجهل ويغشاها المرض , مساحة كبيرة على حساب مساحات كثيرة متعددة " مساحة المعرفة , العلوم , الفنون , البناء , التعايش , التبادل المعرفي والبحث العلمي والنظري الخ " , ذلك الإحتلال جلب مزيداً من المشكلات وخلق أخرى في مجتمع كان أفضل بكثير قبل وجود تلك الطبقة المتدينة الواعظة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات