التدينِ المرفوض
مِن المعروف والمُتفَق عليه بين الناسِ جميعاً أنَّ الدين (عموم الدين المسيحية والاسلام واليهودية والبوزية وغيرها...) هو ملجأ الانسان الاخير لكى يواجه تحديات وصعوبات الحياة وقد اثببت الاحداث منذ بدء التاريخ وحتى الان ما للدين من تأثير قوى على الانسان , و الحقيقة أن كل الحضارات الانسانية, وثورات الشعوب كانت نتاج التعاون بين الثالوث الاذلى الحكم و الدين و المال وان تاريخ البشرية اجمع كان حلقات متواصلة بين رجال الحكم ورجال الدين و رجال المال حتى أن كل الحكام كانوا او اصبحوا اثرياء مؤيدين من رجال المال ومدعمين من رجال الدين .........
كانت هذه مقدمة ضرورية للدخول في الموضوع وهو انواع التدين المرفوض , ومعنى ذلك اننا لا نعترض على التدين كفطرة بشرية اعتقدها وآمن بها الانسان منذ بدء الخلق ,ولكن اهتمامنا منصب على التدين المرفوض وهو الداء الذي إبتُليت به البشرية , وسيكون الحديث مخصوصا على مصر وشعبها وما يجرى على ارضها .
من أهم أنواع التدين المرفوض وليس كلها ’ التدين الإلتجائي , والتدين الإنتفاعي , والتدين الإنتقامي , والتدين الوراثي , و التدين الشكلى , و التدين الانتمائي , والتدين الجاهل .......
التدين الإلتجائي :وهو ان يلتجأ الانسان الى التدين عندما يواجه أزمة سواء كانت أزمة مرضية أو مالية أواجتماعية أو أى صورة من صور الأذمات فى حياته فيتخذ من الدين ملجأ ولكن ليس عن اعتقاد وفهم بل عن خوف و عجز وقتى في حال الأذمة فقط وبعد انتهاء الاذمة يترك التدين وينساه وهو طبع بشرى أقل ما يوصف به أنه عملٌ خسيس وما أكثر هذا النوعِ من التدين .......
التدين الإنتفاعي :وهو ان يكون هدف الانسان من التدين الإنتفاع ويكون القصد من التدين هو الوصول للحكم او رواج التجارة أو الثراء السريع وهذه الفئة نراها بكثرة هذه الايام وما العنف والارهاب إلا نتيجة لصراع الناس وتكالبهم على متاع الدنيا وذلك باتخاذ التدين وسيلة شيطانية لأغراضهم .
التدين الإنتقامي :وهو أن يتخذ الانسان الدين وسيلة للإنتقام من الاخرين ويكون الهدف الحقيقي من التدين ليس الدين ولكن الانتقام وما دعوات اقامة الحدود ودعوات الهجوم على اهل الاديان الاخرى وا صاحبها من عنف وعنف مضاد إلا صورة بغيضة للتدين الإنتقامى.
التدين الوراثي :وهو ان نتدين لدين الاباء و الاجداد لاننا ورثناه ولم نتعلمه او نتفهمه او نختاره وهو تدين الاغلبية من الناس فالدين عندهم موروث وليس اختيارا عن فهم وعقيدة وهذه هى الطامة الكبرى فبمرور الزمن يصبح الدين موروثا وكهنوتا لا روح فيه ولا عقل وضرر التدين الوراثي على الشعوب اكبر من اى شيئ .
التدين الإنتمائي :وهو مثل التدين الوراثي فنحن ننتمى للدين الذى وُلدنا عليه ونتعصب له ويظهر هذا جليا فى المذاهب فهذا سنى وهذا شيعي وهذا سلفى وهذا صوفى وكذلك في الاديان فهذا كاتوليكي وهذا ارثوذكسي وغيره الكثير وهذا النوع من التدين اكبر سبب للحروب في العالم .
التدين الشكلي :وهو أن يكون هدف الانسان اظهار نفسه بالشكل فقط وليس بالمضنون فنحن نصلى لكى يعلم الناس اننا متدينون وهؤلاء المتدينون شكلا هم الاغلبية الغالبة في الشعوب .
التدين الجاهل :وهو تدين الإلبية الغالبة من الناس فهم متدينون جهلاء بالدين اما عن كسل او جهل وفي الحالتين فهذا التدين ضرره ومساؤه اكثر بكثير من نفعه فالالحاد لم يكن سببا للحروب والدمار مثلما كان التدين الجاهل هو السبب.
التعليقات (0)