مواضيع اليوم

التدين الزائف

حسن اسافن

2009-09-13 00:23:07

0

 جريدة الدار الكويتية   الاحد 23 رمضان 1430 , 13 سبتمبر 2009 العدد 507 السنة الأولى


علي البحراني
كمسلمين نعيش ونترفه ونتعالج ونأكل ونشرب مما ينتجه العالم المتقدم وننشغل نحن ببعضنا البعض أو بالدعاء عليهم بالهلاك وتيبيس أرحامهم وقطع أصلابهم، ولا هم لنا غير أن نقيم الصلاة جماعة في أوقاتها ولا نتأخر عن ذلك حتى أن البعض من المفتين ذهب إلى ابعد من ذلك، فاقترح أن تغلق المواقع الالكترونية وقت الصلاة يذكرني ذلك باقتراح دكتور كان يدرسنا التربية الإسلامية حيث أجاب عن سؤال كنت قد سألته عن جدوائية تعطيل الإنتاج وتجميد العمل وقت الصلاة فأجابني بأنه لو كان حاكما لأوقف الناس جميعا وقت الصلاة حتى المركبات في الشوارع وفي الإشارات المرورية فالجميع يترجل من سيارته ليصلي فضلا عن إغلاق المحلات.
بكل أسف نحن تمسكنا بالقشر وتركنا اللب قمنا بتأدية المظهر وتركنا الجوهر، ما أدل على ذلك وضعنا المتدهور والذليل كأمة عربية أولا وكإسلامية ثانيا فأين موقعنا من المنظومة العالمية الصناعية أو الاقتصادية أو العلمية أو التكنولوجية، نحن ربما انشغلنا بالدين والتدين أكثر من انشغالنا بتطوير ذواتنا وإيجاد موقع لنا ضمن العالم المتحضر،وبكل آسى نحن نؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها وحريصون على ذلك لكننا لا نعرف إلام نصلي ولماذا نحن نصوم ونحج ونزكي، لكننا نكذب ونخدع ونسرق وننصب وهذا وذلك على طرفي نقيض، إن تراثنا وطريقة تربيتنا لأبنائنا ومناهجنا ومعلمينا جعلت أبناءنا المبتعثين يذهبون إلى الملاهي الليلية بالخارج فإذا ما جاء وقت صلاة العشاء خرجوا من الملهى سكارى يؤدون الصلاة ثم يعودوا ليكملوا سهرتهم الماجنة.
جعلت أكثرهم يرتكبون الفواحش والمحرمات وهم صائمون وحريصون على تأدية واجباتهم الدينية السطحية دون وعي بجوهرها ومضمونها، للأسف نحن في تربيتنا حريصون على تأدية الصلاة في وقتها وإغلاق المحلات وتعطيل العمل، لكننا لا نغوص في أعماق معانيها ودورها لذلك ما إن تسنح لنا الفرصة حتى نكتشف أن صلاتنا وحرصنا على تأديتها لم تعصمنا من ارتكاب الفواحش، كيف لا وهذا الشاب اليافع يرى إمام الجماعة والخطيب الذي ظاهره متدين «بعضهم» يحرم حزام الأمان وقيادة المرأة وهو في حياته اليومية المعتادة يمارس الكذب والنصب والاحتيال فيعتقد الشاب أن التدين هو هذا أن تصلي وتدعو للصلاة وتمارس ضدها في حياتك، لا شك أننا كمسلمين نعيش عكس ما ينبغي أن نكون عليه وإلا لما كانت هذه حالنا أمام تلك الثورة العلمية المتفجرة من الغرب الكافر الذي ندعو عليه يوميا في صلواتنا ثم نبعث بأبنائنا إليهم ليعلموهم ويا قلبي لا تحزن.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !