التدوين الذي.... " من أجل تدوين نظيف ". " أخلاقيات التدوين ". " الخبر مقدس والتعليق حر ". " المصداقية "... شعارات يرددها الكثيرون، حتى أصبحت هواء للتنفس. لكن ترجمة الأقوال الى أفعال أمر آخر.
مادام التدوين يعيش الأحداث ويتفاعل معها، فإن حدث اعتداء قوات البحرية الاسرائيلية على أسطول الحرية في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط يفرض نفسه على الجميع هذه الأيام. وإذا كانت إسرائيل قد قامت بقرصنة حقيقية لسفن القافلة الإنسانية، فإن بعض المدونين يمارسون قرصنة من نوع مختلف. إنهم يمارسون سطوا مسلحا على آراء وأفكار كتاب آخرين، وينسبونها دون تردد إلى أنفسهم. وأحيانا أقرأ مقالات بأكملها نقلت حرفيا من مصدرها دون أن يشير المدون إلى هذا المصدر إطلاقا. و بالرغم من وجود تصنيف يحمل عنوان : " مواضيع منقولة " ضمن قائمة التصنيفات التي اقترحتها إدارة المدونات، فإن البعض ممن يجيدون لعبة النقل واللصق لا يضعون ذلك في اعتبارهم، وآخرون يكتبون مواضيع فيها اقتباسات كثيرة من نصوص منقولة، لكنهم لا يشيرون إلى الأمر لا بالتلوين ولا بوضعها بين الأقواس ولا بذكر مصادرها. وعندما تبادر أحدهم بهذه الحقيقة وتنبهه الى ذلك يحاول أن يقلب عليك الطاولة، ويتحول إلى مظلوم يحسده الحاسدون. بل إنك قد تتحول إلى صياد في الماء العكر، لأنك أردت أن تصدح بالحقيقة وتدافع عن مصداقية هذا الصرح الإعلامي المفتوح أمام الكتابات والأفكار المختلفة.
إن مثل هذه التصرفات اللاأخلاقية تفقد فعل التدوين مصداقيته، وكل مدون يتجرأ على قرصنة أفكار الآخرين، إنما يسيء إلى قرائه ويغافلهم و يستهزئ بذكائهم. وفي الدول التي تحترم قوانينها يمكن لمثل هذا التصرف أن يودي بصاحبه الى المساءلة القضائية لأنه يندرج ضمن ما يسمى في عرف القانون بالاعتداء على الحقوق الفكرية للغير. وإذا كان الجميع يردد سمفونية التخليق، فإن سفينة الكتابة في إيلاف لا يمكن أن تواصل إبحارها الطويل إلا إذا تكاثفت جهود الجميع لمحاربة مثل هذه الأشكال المتدنية من الكتابة. وبما أن الرأسمال الحقيقي لكل المدونين هو القراء، فإن الحفاظ عليه مسؤوليتنا جميعا. وغض النظر عن مثل هذه السلوكيات يسيء إلى المدونات جميعها، لذلك أرجو أن تكون أسماؤنا في سماء التدوين ساطعة بما ننتج من أفكار وآراء، لا أسماء بدون مسميات، تقتات على ما ينتجه الآخرون، وتنسب إنتاجات الغير إلى الذات حبا في الظهور و عشقا للواجهة.
إحتراما للتدوين والمدونين كتبت هذه المقالة التي أرجو أن تجد صدى لدى كل الذين يجدون أنفسهم معنيين بالموضوع. وبعد ذلك لا يصح إلا الصحيح. محمد مغوتي.03/06/2010.
التعليقات (0)