ذكرنا في مقالات سابقة أن مراحل إعادة التدوير السياسي تتم من خلال إطار زمني ممنهج و دقيق للغاية لا تشوبة شبهة إرتجال أو تعديل أياً كانت الملابسات أو الظروف
..فالقاعدة الأساسية التغيير أسهل كثيراً من التعديل و الإصلاح فما سيتم من تعديل أو إصلاح معناه السماح بعيوب مستدامة تظل عالقة بالنموذج المراد صناعته وتكون السبب الأكبر لإختراقة و إستبداله
بمعني أنه في حال الإضطرار إلي إجراء تعديل ما علي جزء و لو يسير من أجزاء منظومة التدوير سواء في الأشخاص أو الأدوات يكون الإنتقال إلي سناريو أخر معد مسبقاً كبديل لعملية التدوير بالكامل يتم من خلالها إستخلاص النتيجة المرجوة بلا عيوب أو نقاط ضعف
و أعتقد أن النجاح الكبير للمراحل السابقة من عملية إعادة التدوير تجعلنا نؤكد علي إستمرار النظام في إستكمال كافة المراحل بنفس الكفاءة و الإلتزام
.. و من هنا نستطيع القول بأن مرحلة إعداد النموذج الرئاسي قد بدأت
و قد نراها خلال أيام قليلة و كما ذكرنا سابقاً أن هذا النموذج الرئاسي لهذه المرحلة يجب أن تتناسب مع متطلبات الظروف و العلاقات الداخلية و الخارجية و أنها ستكون شبيهه إلي حد كبير مع شخصية الرئيس مبارك مع تعديل بسيط كونها شخصية ذات نمط ثورى تنموى علي الصعيد الداخلي لإرضاء طموح الغالبية الكبرى من الشعب المصرى
قد يكون من خلال سنوات إنفتاح إقتصادى علي غرار المرحلة الساداتية يتوازى معها إغراء المؤسسات المالية بفتح باب الإقراض الشخصي علي مصرعيه لضخ سيولة مالية وقوة شرائية بشروط ميسرة تشعر الشارع بتحسن معقول و إن كان في النهاية سيسدد ثمنه ..
و أعتقد أن هذا النموذج سيكون شخصية عسكرية محترمة لها تاريخ طويل في العمل العسكرى و أعتقد أيضاً أنها ستكون شخصية مُبهمة العلاقات إلي حد كبير لإضفاء نوع من الغموض و الرهبة لدى الجميع تجبرهم علي محاولة التودد لهذه الشخصية للتعرف عليها من قرب
.. و تصنع حداً هلامياً شائكاً يمنع المدعون من التطاول أو التشكيك ..
شخصية لديها كاريزما سينمائية الأبعاد أهم ما يميزها الحوار المنمق و الهيئة الرياضية التي تنعم بقدر وافر من الصحة و الحيوية و وجه فتوغرافي ينعم بزوايا تصويرية متعددة تهييء للكاميرات كافة التعبيرات الدعائية المطلوبة طبقاً للحدث و الحديث فضلاً عن ذاكرة رقمية الوصف و التوصيف و بالتالي لا تُطرب للمعانيو الأدبيات البليغة فتقطع الطريق و لو مؤقتاً علي محترفي النفاق و شعراء البلاط السلطاني ….
يتم الترويج لكل هذا من خلال برنامج دعائي ممنهج و منظم زمنياً و حركياً بكل دقة .. يصاحبها طلة إعلامية لشخصية صحفية محترفة جداً تتقن عملية ثقل الشخصيات السياسية كان لها جولات سابقة في إظهار الرئيس مبارك في حلة إعلامية جديدة منذ سنوات ..
تقدم لهذا النموذج بشكل إجتماعي من خلال أسرة مترابطة ناجحة بكل المقاييس المصرية (أب أبناءأحفاد ) .. تُكسب الشخصية تعاطفاً إجتماعياً واسع النطاق ..
يتوازى معها جدول زمني متتابع لإنسحاب بعض الشخصيات من السباق الرئاسي مما يكون له بالغ الآثر في إقتناع الشارع بهذه الشخصية .. و إن حاول بعض المتسلقين النيل منها بصورة أو بأخرى .
التعليقات (0)