تمر عملية إعادة التدوير عادة بالعديد من المراحل المهمة تبدء بعملية الفرز و الفصل وهو ماتم كخطوة أولي من خلال إعادة صياغة جناحي العنقاء السياسية
من يمين مُفزع و يسار متوجس .. يمين يجني غالبية المكاسب و يسار يضغط من أجل المنح المجانية بينهما ما يسمي بالفلول يسعون لإعادة الروح
ثم تأتي مرحلة بسيطة لتفتيت هذه الجبهات وفتح باب تشكيل الأحزاب بدون معوقات تذكر.. بل و ساهمت في دعم بعضها مالياً و معنوياً لتحويلها إلي كيانات حزبية متناحرة متسابقة للفوز بغنائم السلطة و السلطان يتم الإبقاء علي الخامات الفعالة منه و إعادة تصنيع البقايا غير المفيدة و إستخدامها كمحفزات سياسية في المستقبل القريب
تمهيداً لإعادة دمج ما تم تفتيته داخل كيانات القرار السياسيى دمجاً يصب في النهاية في القالب أو النموذج الرئاسي المعد مسبقاً
ببساطة تم إستغلال شبق القوى السياسية لكراسي الحكم و دفعها إلي التنافر و التباعد
فبعدما كان الشعب يريد أصبح اليمين يريد و اليسار يريد أيضاً ثم تم تأجيج هذا الشبق إلي السلطة فأنقسم اليمين إلي و سط و إخوان و سلف و متصوفة و متطرفة
توازى معه إنقسام لليسار بين وفد و كرامة و شيعيون و إشتراكيين و متطرفين أيضاً
بينهما ما يسمي بالفلول يتمسكون بأمل العودة و إستعادة المجد القديم من جهة و كتأصيل للقبلية المجتمعية
و أعتقد أن نتيجة الإنتخابات البرلمانية هي دلالة قوية علي النجاح الساحق لعمليات التدوير السياسي التي أجريت حتي الأن
فقد فاز الإخوان و حلفاؤهم بأغلبية عاجزة عن الإنفراد بقرار تشريعي دون إسترضاء بعض هذه القوى حتي تصل علي الأقل إلي النسبة القانونية لإستصدار ما يحلو لها من قوانين و لذلك سيعمل الإخوان علي عقد صفقات سياسية سرية و معلنة مع العديد من الكيانات إن لم يكن جميعها
تمكنها من النجاة من قبضة الأقلية المُعطلة التي ستعمل في البداية علي تقويض صلاحيات الإخوان داخل البرلمان لإثبات الوجود
من خلال تحالف هش أيديلوجياً قوى عددياً يمكنها من تعطيل أى تشريع قد يسعي الإخوان لفرضه عليهم
و بينهما يلعب ما يسمي بالفلول و كذلك المستقلون دوراً مهماً في تغليب إحدى كفتي الميزان السياسي داخل أروقة البهو الفرعوني وقد نشهد مفاجأة مدوية في إنتخابات رئاسة البرلمان
في حين أطاحت هذه المرحلة بما يزيد عن 20 حزباً هلامياً لم يستطيعوا الحصول علي النسبة التي تؤهلهم للتمثيل تحت القبة و لو بمقعد واحد
سشكلون محفزات عضوية لإذكاء نيران الطائفية السياسية عما قريب
ببساطة أعتقد أننا سنشاهد ساحة عراك برلمانية تتيح للنظام كافة المقومات والإمكانيات التي تساعده علي تشكيل النموذج الرئاسي القادم
إنها عبقرية نظام يلهو بعض الصبية في ساحة منزله
التعليقات (0)