التخطيط ..... والتخبيط

التخطيط.... و التخبيط


 ، قرار وزير التنمية المحلية بإغلاق المحلات التجارية الساعة العاشرة مساء بحجة توفير الكهرباء وترشيد الطاقة . لهو قرار يعكس مجموعة من القناعات الخاطئة لدي القائمين علي أمور البلاد.
ويوضح عشوائية القرارات وارتجالها دون دراسة واعية و تجاهل المتخصصين. بل وحتي عدم الاستماع لصوت العقل . أو الإشارات الواردة من المعارضين و المختلفين . أو الاحتكام للضمير الإنساني.

إذا كان استهلاك النشاط التجاري يمثل فقط 8% من إجمالي الاستهلاك.
وإذا كان النشاط التجاري من قبل يمتد لساعة الثانية عشر . فان الوفر يكون ساعتان فقط ولو فرضنا أن النشاط التجاري يبدأ من السابعة صباحا وينتهي في الثانية عشر مساءا .أي أن فترة الاستهلاك تمتد لحوالي 17 ساعة . و الوفر بعد قرار الإغلاق سيكون ساعتان فكم تمثل الساعتان من إجمالي 17 ساعة .أنها حوالي 12% أي أن المحصلة ستكون وفر 12% لنشاط يمثل 8%من إجمالي الاستهلاك .
هذه واحدة .

أما الثانية فان النشاط التجاري الذي تتراوح شرائحه بين 25و60 قرش لكل كيلوات ساعة ،  يمثل احد الأنشطة الربحية (الغير مدعومة) . فكيف نقلله لصالح الأنشطة الخاسرة و المدعومة (النشاط الزراعي والمنزلي مثلا ).
ناهيك عن أن الإغلاق سوف يترتب عليه تخفيض أجور العاملين في هذه المحلات نتيجة تقليل عدد ساعات العمل .
وسوف يؤدي الي مزيد من البطالة حيث سيضطر أصحاب المحلات لتخفيض العاملين لديهم بل و الاستغناء عن موظفي الحكومة العاملين لديهم بعد انتهاء دوامهم الرسمي في وظائفهم وسوف يفتح الباب أمام تجارة السلم و تجارة الشنطة وتوصيل الطلبات للمنازل .وسوف يضاعف من الباعة الجائلين الذين لم تجد لهم الحكومة حلا ولم تقدر علي منعهم حتي ولو بالقوة .
وسوف يؤدي الي إفلاس أصحاب المحلات . حيث الباعة الجائلون سيعرضون بضائع لا تسدد ضرائب ولا أجورعمال ولا استهلاك كهرباء ومياه و بالتالي سيبيعون للمستهلك الذي يرغب دوما في السعرالأقل وذلك علي حساب أصحاب المحلات .

ثم أين سيذهب كل المتعطلون نتيجة الإغلاق المبكر للمحلات  ؟ وهو ما سوف يؤدي الي ارتفاع معدلات الجريمة والإنحلال وبالضرورة الي زيادة النسل  .

وعلي الهامش ، إن وزارة الكهرباء مشكلتها الاساسية في عجز الطاقة هو خلال فترات الذروة من السادسة مساء وحتي العاشرة. فأي مشكلة سوف يتم حلها بعد العاشرة التي لا تمثل أصلا مشكلة او عجزا" في الطاقة .

- إن دولة لم تقدر علي حل مشكلة الباعة الجائلين بالقوة . كيف ستتمكن من تطبيق قرار إغلاق المحلات حتي ولو بالقوة .

- إن قرارا بالإغلاق بدون دراسة الأسباب الحقيقية ودون تنبؤ بالنتائج و المخرجات . إنما يحمل علي سوء الظن بان هذا القرار ما هو الا قرار مقنع بحظر التجوال .

- المسترشدون بدول اوربا بان هناك ساعات للإغلاق . فإتهم ان المواطن هنا ك يكد ويتعب في عمله لدرجة انه لا يقوي علي السهر لان اليوم التالي يتطلب منه نشاطا وحيوية ومزيد من المجهود لانجاز العمل .
- كان بوسع الدولة ، اما ان تبكر ساعة بمواعيد عمل الموظفين لاستغلال نور النهار في انجاز الاعمال . وكي ترغم المواطنين علي النوم مبكرا . او ان يقوم الموظفون والعاملون بانجاز فعلي يتطلب مجهودا عضليا وذهنيا سوف يدفعهم  دفعا الي النوم مبكرا . وساعتها سيجد اصحاب المحلات انفسهم مضطرين للإغلاق مبكرين لتقليل النفقات لعدم وجود جدوى اقتصادية من اطالة زمن فتح المحلات لعدم وجود زبائن .

- ان قرار تحديد العاشرة مساءا لإغلاق المحلات لهو استمرار لمسلسل يعرض حاليا تحت مسمي "التخبيط  "

والتخبيط لمن لا يعرف،  سوف يكون موضوعنا القادم
- .تصبحوا علي خير.

eg_eisa@yahoo.com