مواضيع اليوم

التحية لطوارئ مستشفى السلمانية

علي جاسم

2011-11-06 07:54:36

0

التحية لطواريء مستشفى السلمانية

مرضت طفلتي فاصطحبتها مع زوجتي إلى المركز الصحي الذي يتبع له مسكني .... كان الوقت ليلا أو بدقة أكثر عقب صلاة المغرب مباشرة ..... قدمنا بطاقتها السكانية لدى الكاتب بكاونتر الإستقبال (يتلقى المواطن العلاج مجانا شامل الفحص والتحاليل والأدوية .. إلخ) وتم تحويلنا إلى الطبيب العمومي المختص . وبعد الفحص إقترح علينا الطبيب تحويل الطفلة إلى طواريء السلمانية .....
كانت آخر مرة إصطحبت فيها أحد أطفالي إلى طواريء مستشفى السلمانية تعود إلى أكثر من عام سبق. حيث عانيت وطفلي الأمرين من الإهمال. وعدم وجود نظام ناجع متبع هناك . وقضيت الفترة مابين الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة الخامسة حبيس الطواريء وطفلي يعاني أشده من الحمى والقئ .... وحين لم تعد هناك جدوى وقد بلغ سيل الإهمال الزبي من جراء عدم وجود أخصائي أو عمومي مقيم تاركين الأمر لبعض الخريجين وأطباء الإمتياز . والإكتفاء بإرشادهم عبر الموبايل ... فقد أضطررت إلى حمل طفلي إلى أقرب عيادة خاصة لأخصائي أطفال حيث لم يأخذ الأمر (بعد دفع ثمن الفبزيتا الباهظة) سوى ثواني معدودة ؛ شخص فيها الأخصائي الحالة على أنها إلتهاب حاد في الحلق ليس إلا . وتم الشفاء بعد ذلك بحمد الله ....
على هذه الخلفية وما باتت تشتهر به طواريء السلمانية من سمعة سلبية في فترة ماضية (نرجو الله أن لا يبتلينا بها مرة أخرى) ، كانت ردود فعلي وزوجتي على إقتراح طبيب المركز الصحي غاية في الإنزعاج والتوتر والقلق والتضجر والتأفف.
ولكن مع إلحاح الطبيب وإصراره لم نجد من الأمر بد ؛ وقبل الإنطلاق إلى طواريء السلمانية إقترحت زوجتي المغلوبة على أمرها العودة إلى المنزل لأداء صلاة العشاء والشفع والوتر ، والإتصال بإحدى شقيقاتها كي تحضر وترعى الأطفال في فترة غيابنا في طواريء السلمانية . وقد ظننا للوهلة الأولى أننا سنقيم بها إلى ما بعد صلاة الفجر قياسا بما جرى لنا قبل ذلك من تجربة قاسية منذ عامٍ مضى ؛ كانت تسيطر فيه على طواريء السلمانية فئة أطباء من ذوي القناعات والأجندة الطائفية المتطرفة تسللوا إليها رويدا رويدا ؛ دون أن يلتفت أحد أو يفطن إلى حقيقة ما كان يجري في الخفاء من إستعدادات وإعداد وتعبئة سرية قبل تحديد ساعة الصفر لإنطلاق المؤامرة الطائفية..... بل كان الأكثر تشاؤما بمن فيهم نواب الشعب يظنه مجرد إهمال إداري ، ويعلق هذا الإهمال على شماعة الوزير.
جاءت شقيقة زوجتي تركض منزعجة ؛ وانطلقنا نحن إلى طواريء السلمانية نقدم رجل ونؤخر الأخرى. ونرجو من الله الستر والعافية .....
بعد تبريك السيارة في المكان المخصص ؛ ثم مع إقترابنا شيئا فشيئا تجاه المدخل . بدأنا نشعر بأن هناك تغييرات ما عن تلك التي كان عليها الحال في السابق .... كانت الإضاءة قاتمة ولكنها الآن ساطعة .... كان المدخل متسخا ولكنه الآن يبرق ويلمع من النظافة .... كانت الرائحة غير مستحبة ولكنها الآن تعبق بعطر وعبير المنظفات الصحية .... كان الهرج والمرج السائدان ، ولكن الهدوء والوقار وإحترام حال المرضى وقلق ذويهم هو السائد ..... ثم كانت المفاجأة الكبرى إعتدال الحال 180 درجة من اللامبالاة إلى الإهتمام حين وجدنا من يستقبلنا عند المدخل بكل ترحاب وود عارضا علينا المساعدة . كانت مستقبلتنا إمرأة وقورة في رداء أمن المستشفى الرسمي. أبرزنا لها أوراق التحويل فأرشدتنا هي وزملاء لها إلى كاونتر في الواجهة يجلس خلفه طبيبان سارع أحدهما بمد يده للإطلاع على أورنيك التحويل ، ثم زاد عليه بإضافة أورنيك آخر تابع للطواريء وأرشدنا بلطف إلى تسجيل الدخول في جهاز الكمبيوتر لدى الكاتب في الكابينة المجاورة . توجهنا بعدها مباشرة إلى قسم الأطفال الذي لايبعد سوى أمتار قليلة حيث إستقبلتنا هناك الممرضة المسئولة التي إستلمت من أيدينا الأوراق وقدمتها لكاونتر الأطباء .. ثم عادت فقامت بتسجيل حرارة طفلتي وتقدم إلى الطبيب يسألني عن الحالة متى إكتشفناها وما هي الملابسات إلى غير ذلك من أسئلة إعتاد الأطباء توجيهها لأولياء الأمور ولاسيما الأم في عيادات الأطفال.
تم إدخال طفلتي يعدها إلى واحدة من كابينات الكشف ثم خرجت الطبيبة بعدها تطمئنني . وبعد مناقشة قصيرة مع الطبيب الآخر تم تشخيص الحالة وكتابة الدواء مع تزويدنا بالإرشادات ...... لم بستغرق الأمر أكثر من 15 دقيقة.
خرجنا من قسم الأطفال ونحن لانكاد نصدق مابات يجري من عناية وإهتمام وجدية ومهنية وترتيب في هذا المستشفى العريق (مستشفى السلمانية) . ثم زاد السرور والحبور بعد إكتشافنا أن الصيدلية التي كان يستلزم الذهاب إليها فيما مضى مشوارا طويلا بين ممرات هذا المستشفى الضخم .. إكتشفنا تخصيص صيدلية خاصة بقسم الطواريء على بعد ثلاثة أمتار لاغير إلى اليمين من مدخله الرئيسي
الحمد لله وسبحانه تعالى ... جئنا قلقين خائفين متوترين نحسب الإهمال وسوء المعاملة لا تزال تضرب بأطنابها في هذا القسم من المستشفى الذي كان إلى وقت قريب مثاراً للجدل وهدفا للإنتقادات الحادة والتساؤلات من جانب المواطنين والمقيمين . وعلى صفحات الصحف والمنتديات الألكترونية .. وها نحن ندخله اليوم بعد تحريره من الطائفية آمنين ما بين تحية وسلام وإهتمام وإبتسام . ونخرج منه غانمين سالمين ما بين مشكورين ويا هلا وحياكم وعلى الرحب والسعة وعلى مزاج عام يحسدنا فيه الأثرياء من مرتادي أفخم مستشفيات باريس الخاصة.....

حين كانت الفوضي ضاربة أطنابها وقد تحول الطبيب إلى محرض طائفي متناسيا حرمة وإنسانية مهنته 

ولم تنسى زوجتي عقب خروجنا من التساؤل بقولها:- ماذا كان يتوقع أولئك الضالين والمضللين ممن كانوا يحتلون المستشفى ويهتفون بإسقاط النظام . ويعلقون صور الخميني وعلي خامئيني وحسن نصر الله بداخله ؟ هل كانوا يظنون أو يظن أتباعهم خارج المستشفى وفي الدوار أن إيران ستتولى الإنفاق على هذا المستشفى . وتقدم للشعب البحريني العلاج والدواء والإقامة المجانية فيه على نحو ما يفعله النظام البحريني الوطني العربي الرشيد. الذي خططوا وطالبوا بإسقاطه لأجل خاطر وعيون ملالي إيران وحزب الله اللبناني؟
التحية لإدارة مستشفى السلمانية عامة . ووقفة إعزاز وتجلة وتقدير لإدارة قسم الحوادث والطواريء خاصة على هذا المجهود الجبار في تحسين الأداء . وتقديم أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية على مستوى العالم بشهادة أكثر من جهات ومراكز ومنظمات دولية متخصصة الآن.
حفظ الله البحرين وأدام لها عزها ورفاهيتها وإحترام قادتها لشعبها الكريم بقيادة الأمير خليفة المجد ، ورعاية عاهل البلاد المفدى الملك الحليم حمد بن عيسى آل خليفة ومتابعة ولي عهده الأمين حفظهم الله أجمعين ..... سيروا وعين الله ترعاكم وغالبية الشعب الكاسحة تظل تردد دائما "الشعب يريد بقاء النظام".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات