عبد الكريم صالح المحسن
في العام 1979م بدأت الصين خطواتها نحو الانفتاح على العالم الخارجي وفي ذات الوقت بدأ العالم يتجه من كل صوب وحدب بانظاره الى الصين التنيين الاسيوي الذي خرج من قمقمه كالطود الشامخ الأشم وهو يحطم عزلة استمرت اربعة قرون ونصف القرن ،الصين تخوض غمار تجربة “الاصلاح الاقتصادي”والتي مكنته خلال فترة قصيرة من تحويل الاقتصاد الصيني الضعيف الخاضع لسيطرة الدولة الى اقتصاد يحقق اعلى معدل نمو في التاريخ وهو يمتلك باطراد الوسائل التي تكمنه من تشكيل اي بيئة دولية في المستقبل وهنا نتذكر مقولة نابليون بونابرت الشهيرة :”الصين مارد نائم فدعوه نائماَ لانه اذا استيقظ هز العالم”.
تعتبر عملية التحديث والاصلاح والانفتاح التي تقوم بها الصين في هذه المرحلة المعاصرة هي في حقيقتها عملية تأريخية عمرها تجاوز المئة وخمسين عاماَ حيث ظل الصينيون يتمسكون بطبيعة الحياة الصينية بالأنسجام والاستقرار ومقاومة التغيير بالفطرة فهم يجنحون بالحنين الى الماضي ويميلون الى التذكير بالمآثر والمفاخر والمجد التليد ولابد من ان نتطرق الى الارهاصات التي عاشتها حركة التحديث التي عرفتها الصين اول مرة بعد حرب الأفيون عام 1840م التي ايقظت الصينيين من احلامهم التي كانوا يغوصون في اعماقها فهم مزجوا بين الاصالة والمعاصرة في مواجهة التصادم والتعارض مع الثقافة الغربية والبحث عن منفذ وبوابة لأنقاذ الأمة الصينية من الاضمحلال ومحاولة البقاء في مواجهة الاستعمار الغربي، من هنا لم تكن عملية الاصلاح والتحديث عملية طبيعية انما هي عملية اصطناعية ولم تكن وليدة التطور الذاتي انما هي وليدة صدمة مع قوة خارجية دكت مدافعها وأساطيلها ثغور الصين واستعمرت بعض اجزائها حيث كان التحديث الصيني في ذلك الوقت صراعا ضد الغرب وضد عدوانه واحتلاله واذلاله للأمة الصينية، وقد ارتبط منذ اللحظات الاولى بقضية مصير الامة ووحدتها في مواجهة الاستعمار الغربي وشاغولية حركتها بين البقاء والفناء.
حرب الأفيون “1840 م– 1842م” التي شنها الغرب على الصين” حروب الأفيون هي حربين ، سميتا بحرب الأفيون، قامتا بين الصين وبريطانيا. في الثانية، انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا. وكان السبب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما حدا ببريطانيا ان تقف في وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها بريطانيا من تجارة الأفيون في الصين.قامت حرب الأفيون في عام 1888م، وكان من نتائجها أن أصبحت “هونغ كونغ “مستعمرة بريطانية. اهتمت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بفتح أبواب الصين امام تجارتها العالمية،فطلب الملك جورج الثالث من الامبراطور الصيني شيان لونج توسيع العلاقات التجارية بين البلدين، إلا أن الامبراطور اجاب : ان امبراطورية الصين السماوية لديها ماتحتاجه من السلع. وليست في حاجة لاستيراد سلع أخرى من البرابرة، فلم تستطع بريطانيا في ظل هذه الظروف تصدير الا القليل جدا من سلعها إلى الصين. وفي المقابل كان على التجار البريطانيين دفع قيمة مشترياتهم من الصين و الشاي والحرير والبورسلين نقدا بالفضة.. مما تسبب في استنزاف مواردهم.. لذلك لجأت بريطانيا إلى دفع إحدى شركاتها..وهي شركة الهند الشرقية البريطانية “East India Company” التي كانت تحتكر التجارة مع الصين،الي زرع الافيون في المناطق الوسطى والشمالية من الهند وتصديره الي الصين كوسيلة لدفع قيمة وارداتها للصين.
تم تصدير أول شحنة كبيرة من الافيون الى الصين في عام1781م وقد لاقت تجارة الافيون رواجا كبيرا في الصين. وازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين، وبدأت بشائر نجاح الخطة البريطانية في الظهور،إذ بدأ الشعب الصيني في ادمان الافيون، وبدأ نزوح الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الافيون. وبدأت مشاكل الادمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع بالإمبراطور” يونغ تشينج Yong Tcheng” في عام 1829م بأصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات، غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية لم تلتفت لهذا المنع واستمرت في تهريب الأفيون إلى الصين.
تصاعدت حركة التهريب للأفيون إلى الصين بصورة تدريجية حيث لم يهرب إليها في عام 1729م سوى 200 صندوق تحوي 608 كيلوجراما من الأفيون قدرت تكلفتها بخمسة عشر مليون دولارا. ثم في عام 1792م وصلت المهربات إلى 4000 صندوق حوت 272 طناً، انزعجت الصين لهذه الظاهرة،ووللخطر الذي يمثله تعاطي الافيون الواسع علي صحة المواطنين.. والذي يسبب تدمير المجتمع الصيني،كان الصيني يبيع ارضه، ومنزله، وزوجته، وأولاده، للحصول على الافيون.
لذلك اصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر اشد وطأة بحظر أستيراد الافيون إلى الامبراطورية الصينية،بل وذهبت الامبراطورية إلى ابعد من ذلك عندما ذهب ممثل الامبراطورالى مركز تجارة الافيون واجبر التجار البريطانيين والامريكيين على تسليم مخدراتهم من الافيون الذي بلغ الف طن، وقام باحراقه..في احتفالية كبيرة شهدها المناوئون لهذا المخدر.
ولقراءة الموضوع كاملاً انقر على الرابط التالي :
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2845
التعليقات (0)