أسطول الحرية تعرض لقرصنة بحرية إسرائيلية في المياه الدولية، ولم يصل قطاع غزة، ولكنه وصل الى قلوب شعب غزة وقلوب الامة العربية والاسلامية وأحرار العالم، حيث يتربع اليوم شخص رجب طيب أردوغان في قلوب المسلمين والعرب، وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما تربع الرئيس جمال عبد الناصر في قلوب الامتين العربية والاسلامية.
أسطول الحرية قاد ويقود اليوم تحولات سياسية في المنطقة العربية والاسلامية، فدماء الأتراك كتبت بحروف من دم، وداعاً لحصار غزة، ووداعاً لآهات المرضى والجوعى، ولصرخات أطفال قطاع غزة المحاصرين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تشهد اليوم الساحة السياسية تحولات بالغة الاهمية، فاليوم اسرائيل خسرت كثيراً بفضل حماقات قادتها وحكومتها، وغزة المحاصرة هي من ربحت، فتكشفت فصول المؤامرة، وأصبح الحصار فعل ماضي، لأنه تكسّر بفضل الدماء الزكية التي سالت على ظهر أسطول الحرية، وتكسّر أيضاً بفضل قيادة تركية أردوغانية مسلمة، وتكسّر أيضاً بفضل صمود شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا له دلالات سياسية بأن الصمود يولد الانتصارات، وأن الهرولة نحو التنازلات مقابل حفنة من الدولارات والامتيازات لا قيمة لها عند الشعوب المحتلة.
من أبرز التحولات السياسية في المنطقة ما يلي:
1- دخول مؤسسة الجيش في تركيا على خط العداء مع دولة إسرائيل، وهذا على المدى الاستراتيجي له ما بعده.
2- موقف الحكومة التركية المنسجم مع نبض الجماهير التركية لدعم قضيتنا الفلسطينية العادلة.
3- التحول السياسي في الموقف الكويتي الداعي لسحب الكويت من الموافقة على المبادرة العربية للسلام.
4- مبادرة الرئيس محمد حسني مبارك بفتح معبر رفح الى أجل غير مسمى.
5- تحولات سياسية هامة في مواقف بعض دول محور الاعتدال، وتبنيها لنهج الممانعة والمقاومة.
6- حماس اليوم أصبحت حركة عابرة للقارات، وتربعت في قلوب أحرار العالم، وفي قلوب الأمتين العربية والاسلامية.
إن التحولات السياسية الراهنة ستضغط على قوى اقليمية ودولية، وعلى رأس هذه القوى الولايات المتحدة الامريكية، والتي بدأت تدرك طبيعة التحولات السياسية في الشرق الاوسط وفي العالم أجمع، مما دفعها للخروج باستراتيجية الأمن القومي، والتي تحمل مؤشرات ايجابية لصالح انفتاح الغرب والولايات المتحدة على حركات المقاومة وعلى محور الممانعة، من خلال إختزال مفهوم الارهاب من وجهة النظر الامريكية بتنظيم القاعدة، وكذلك حديث استراتيجية اوباما عن الحلفاء الغير تقليديين للولايات المتحدة الامريكية، لذلك أتوقع أن تحمل الأسابيع القادمة بشائر انتصار، فكما انكسر الحصار عن غزة، ستفكك غزة شروط اللجنة الرباعية الظالمة، ولعلني متفائلاً أكثر بأن قطاع غزة سيفكك اللجنة الرباعية نفسها.
لكن هذا يتطلب استمرار حملات التضامن الدولي، واستمرار تسيير الاساطيل البحرية لدعم غزة، واستثمار قرار الشقيقة مصر بفتح معبر رفح، لتسيير قوافل برية تحمل إحتياجات قطاع غزة من غذاء ودواء، ومواد بناء لإعادة اعمار قطاع غزة، لأن شعب غزة يريد الحرية والسلام.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)