دائما ما اتفاخر بين اصحابى وكل من اتعامل معه بأننى صعيدى انتمى الى منطقة محافظه عندما اتناقش مع احد من الوجه البحرى ويصفنى بأننى صعيدى ويقصد بها الاساءه كما تعلم من شاشات التلفاز بأن الصعايدة لايفهمون كنت اواجهه بكل برود وسرد بعض النقاط التى اتصفنا بها كمجتمع صعيدى لنا عادات وتقاليد لا يملكها قاطنى الوجه البحرى مثلا الانفلات الامنى الذى حدث اثناء الثورة فى محافظات الوجه البحرى وعلى اثره انتشرت البلطجة فى تلك المحافظات وعندما كان يأتى الحديث عن النساء كنت اوجه له اللكمة تلوا الاخرى بأن نسائنا اكثر نساء مصر حفاظا على تقاليد المجتمع المصرى واكثر احتشاما واحتراما مما نراه فى المناطق التى ننزل فيها فى الوجه البحرى , ولكنى عندما قرات خبر مقتل فتاة لانها بصقت على وجه شاب تحرش بها وصرت اكمل الخبر الى ان وقع ونظرى على محافظة اسيوط فكانت الكارثة اشد .
كيف يكون التحرش وصل لمحافظة تتميز بالمحافظة على العادات والتقاليد ؟
كيف وصل شباب الصعيد الى هذا المستوى المتدنى اللااخلاقى ؟
كيف لاب ان يرى ابنه يرتكب مثل هذه الافعال المحقى وينظر اليه مبتسما ؟
رجعت بالذاكرة للوراء لاتذكر المشكلة التى وقعت فيها قريتى اثناء دراستى بالثانويه العامة لان احد ابناء قرية اخرى قام بمعاكسة فتاة قريتنا وليس التحرش بها وكيف وقف الشباب يدافعوا عن شرفهم واين نحن اليوم, هل وصل الانفلاتى الاخلاقى الى قرانا وبيوتنا , هل خلعنا عباءة الدين وسرنا خلف شهواتنا ؟ لا اعرف سببا يجعل شابا مهما كنت ظروفه ان يتحرش بفتاه , نعم نضع هناك اسباب ادت الى نتائج ولكن لم اعتاد على مثل هذه النتائج فى الصعيد , الموضوع ليس بالهين هذا انجراف اخلاقى ولا اعلم ماذا سيكون بعد التحرش فى شوارع مصرلابد وان نقف مع انفسنا وقفه ليس بالكلام اللين بالاحتجاجات ولكن مراجعة انفسنا وموازنة اخلاقنا والى اى مستوى وصلنا من الاخلاق وهل نحن متدينون ؟ فالتحرش لادين له .
كل طرف يلقى اللوم على الطرف الاخر بأنه السبب فى هذه الكارثة والتى أصبحت ظاهرة موجودة فى كل الاعياد والمناسبات والتجمعات ’ الذكور يصفون الاناث بالتعرى , والاناث ترد بان الذكور لا أخلاق لهم فمن الجانى ومن المجنى عليه وكيف يكون الحل ؟
لو دقننا النظر فى أسباب ظاهرة التحرش لوجدها جريمة مشتركة بين كل من :
1-الأسرة وهى العامل الاساسى لتربية الاولاد والبنات وغرس القيم والعادات والتقاليد , فأهتم الاباء بتوفير المادة ووسائل الترفيه للابناء على حساب التربية .
2- الإعلام وما يبثه من سموم فى شكل مسلسلات وأفلام والتبرج الصريح فى المذيعات المنتميات لمجتمع محجب , واصبح الحب والغرام والعلاقات الجنسية هى المادة الاساسية للأعلام المصرى .
3- الذكور نسوا كتاب الله وسنة رسوله وما يدعوا اليه ديننا الحنيف من غض البصر وكف الاذى وستر الحرمات ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فرجهم ذلك أزكى لهم ) وقول النبى صلى الله عليه وسلم (النظرة سهم صائب من سهام أبليس ) وقوله ايضا (الاولى لك والثاية عليك )
4- الفتيات خرجوا عن عادات وتقاليد مجتمعهم الشرقى وما دعا اليه كتاب الله وسنه رسوله وقلدوا الغرب فى ملبسهم وارتدائهم ملابس حذر منها النبى فقال صلى الله عليه وسلم (صنفان فى النار لم اراهما فى امتى نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنام البخت المائل .......) وأتخذوا الحجاب على أنه غطاء للرأس وتناسوا قول الله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ).
5- المدرسة على الرغم أنها تابعة لوزارة التربية والتعليم أى التربية قبل التعليم , الا انها خاليه تماما من التربية فهى اول ما تعلم , تعلم المعاكسات والالفاظ البذيئة وانتشار الزواج العرفى بها خاصة المدارس الثانوية الفنية .
6-المساجد أعتلى المنابر كل من هب ودب ومن لا يعرفون شيئا عن الاسلام سوى المسمى وخطب تحفظ لتلقى فدخلوا المساجد كموظفين وليس أئمة فلا يعرفون ما يقولون ولا يفيدون مستمعيهم وأصبحت صلاة الجمعة كغيرها من الصلوات .
كل هذه العوامل من المسببات الاساسية للتحرش فى شوارع مصر ولكن السؤال الاهم ما العمل ؟ وكيف نقضى على هذه الظاهره الشنيعة ؟
1- 1- ان تقوم حملة إعلامية شرسة بمساعدة رجال الدين المحبوبين تحرم وتجرم هذه الظاهرة .
2- 2- سن قوانيين لمعاقبة من يقوم بالتحرش أو يلقى ألفظا بذيئة .
3- 3-توعيه الاسرة لابنائها من الذكور على احترام الفتيات فى الشوارع وعدم مضايقتهم بألفاظ أو أفعال , وان تدعوا بناتها على الاحتشام وعدم الخروج بملابس مبتزلة .
4- 4 تغيير المواد الاعلامية من مواد ضعيفة ومبتزله الى ماده تخدم المجتمع وتقدم حلول واقعية للمشاكل المصرية وتلتزم فيهابالاحتشام والاحترام .
وفى النهائية اختم بقول الله عز وجل فى سورة النور (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين أمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا ةالاخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم
التعليقات (0)