الأزهر الشريف قبلة المتشوقين للنهل من بحر التفقه في الدين الإسلامي ، ومنبر المشايخ الذين تعتبرهم الأمة الإسلامية رموزا للدين ، حُشِروا جميعا في رُكنٍ ضيقٍ رُغم شساعة أرض مصر أم الدنيا ، ومُسِحت بكلمتهم الأرض ، وحُبِسَت أصواتهم في أقمِعة زجاجية ، وقصت كراماتهم على طول لِحاهُم ... فما نسمعه مِن عجائب مِن أم العجائب يجعلنا نرثى لحالهم ولحالنا ، فتارة تعلوا أصوات فتاوى نشازاً ، وأخرى يرتفع فيها صخبُ الحملات التكفيرية بسبب وبدونه.
وآخر أعجوبة هي مرسومٌ تسعى جهات نافذة في النظام المصري تمريره على المجلس القومي للمرأة ، والمجلس التشريعي للمُصادقة عليه ، ومضمون المرسوم : أنه إذا تحرش الزوجُ جنسياً بزوجته دون رغبتها ، يُعاقبُ بما يلي :
- تنظيف المراحيض العامة ، وتجميع الزبالة لمدة شهرين مُتتابعين ..؟
وشهود الإثبات في القضية ، والذين يُثبتون أو يُنفون التهمة عن (والدهم) هم الأبناء .. ؟
أي فتنةٍ هذه ؟ .. أي كارثة هذه ؟ .. وأي زندقة هذه ؟ .. والأدهى أي شريعةٍ وأي عقيدةٍ هذه ؟
هي فاجعة لنا نحن المسلمين أن نسمع مثل هذه الأصوات النشاز بالقرب مما نعتبره صرحا لنا ، الأزهر الشريف .. ، .. ألا نستطيع الجزم بأن الصارخين بمثل هذه الترهات هم عُملاء مدسوسين في النظام لزعزعة أركان القطب الإسلامي ؟
وبحسب هؤلاء لا يحق لي التحرش بزوجتي ، وبمن في رأيهم سأتحرش إذا لم أتحرش بها ، وهي الوحيدة التي (حلل الله) لي التحرش بها ؟
طز في رغبة التمدن والتحرر هذه ، وطز في السعي للرقي والتحضر ببيع المبادئ والقيم ، وطز في الذكورة بالدياثةِ لا بالرجولة.
أما عن نفسي كمسلم حُر من كل الأنظمة الوضعية ، فأقول بأعلى صوت : طز في فتاوى تسيسها الأنظمة المُتعفنة والفاسدة بكل المعايير.
تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)