هل يصعب على المسلمين ان يضعوا قانونا للتحرش الجنسي؟
ماذا ينتظرون؟ ام ان الامر لا يحتاج الى قانون؟
اقتطف اليكم جزء مما جاء في احد المواضيع عن التحرش الجنسي، والذي نشر في محطة سي ان ان العربية:
"ولا يعترف قانون العقوبات المصري بفعل "التحرش الجنسي"، كما لم يأت ذكرها ضمن نصوصه الحالية، وبالتالي خلت المنظومة القانونية المصرية من عقوبة لتلك الجريمة، التي طالت 83 بالمائة من النساء في مصر، حسب ما ذكرته دراسة صادرة عن المركز المصري لحقوق المرأة في منتصف العام 2008.
ولم يغفل القانون الوضعي المصري وحده عقوبة التحرش، حيث أكد فقهاء في الشريعة الإسلامية أن الدين كذلك لم يحدد عقوبة للمتحرشين بالنساء.
وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق في جامعة الأزهر، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، أن التحرش بالنساء يعد ضمن "العقوبات التعذيرية"، تلك التي لم يحددها الشرع، بل ترك أمر تحديدها للحاكم والمجتمع نفسه." انتهى
يعني في مصر المحروسة والاكثر تدينا في العالم، هناك فقط 17 بالمئة من النساء لم يطلهن المتحرشون!!!!
شيء فضيع جدا .. لماذا يسكت المصريون على هذا؟؟؟؟
ان ما قاله الدكتور محمد رأفت عثمان، صحيح، ولا غبار عليه، فلو كان هناك نص، فليأتونا به ان كانوا صادقين. ولكن السؤال الاهم من هذا، لماذا لا يوجد نص قرآني لتجريم التحرش؟ علما ان التحرش ليس من الامور الحديثة التي طرأت مؤخرا على الحياة كالاستنساخ واطفال الانابيب، بل هو اقدم من القدم. وحتى لو افترضنا انه لم يكن كذلك، اين فقهاء الاسلام الاربعة عنه، واين ائمة الشيعة وفطاحلها عن هكذا جريمة؟
بصراحة، اسئلة محيرة للغاية، ولكن كما يقال، اذا عرف السبب بطل العجب، فهل يبطل العجب حقا مع المسلمين؟ اشك في ذلك.
وضيفة الفقهاء عادة، هي ايجاد حلول لما لم يات به نص قرآني صريح، فيعتمدون على طرقهم الجهنمية، كالقياس والاستنباط والاستعباط وغيرها، فيخرجون لنا الفتاوى الحارة والمثيرة للجدل وما علينا الا السمع والطاعة .. كل هذا يحدث مع غياب النص، اما مع وجود نص، فهم يقولون قولهم العظيم والمشهور "لا اجتهاد مع النص".
لنذهب الان في رحلة قصيرة في اعماق التاريخ الاسلامي، وتحديدا الى فترة بدايات الهجرة، عندما كان الناس يتعرضون للنساء في "الرايحة والجاية"، عندما كن يذهبن الى التسوق "بمفردهن" يعني "بدون محرم"، وعندما كن يقضين حوائجهن، وقت لم تكن هناك لا دورة مياه شرقية ولا غربية، ولقد اشتكين النساء وقتها من هذه التحرشات، والامر لا يختلف كثيرا عن شكوى المصريات وغيرهن من المتحرشين الجدد.
ماذا كان الحل؟
نزلت الاية 59 من سورة الاحزاب والتي تقول:
"يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"
تفسير الآية واضح ولا يحتاج لا لشيخ ازهر ولا لشيخ منصر، فلم تكن هناك عقوبة للمتحرشين وتركوا على تحرشهم ولكن بمن؟ بصنفين من النساء الاول هو الجواري "المباح جسدهن للرذائل والزنى" اما النوع الثاني فهن النساء من الحرائر اللواتي لا يلتزمن بادناء جلابيبهن! اي لا يقمن بتغطية وجههن عند الذهاب لقضاء الحاجيات. اما الرجال فلم يرد فيهم اي عقوبة.
فهل يحتاج هذا النص الى نص آخر يتعارض معه؟
التعليقات (0)