التحدي الكوري الشمالي والعرب !
استمرار التحدي الكوري الشمالي لأمريكا وحلفائها رغم العقوبات والحصار الطويل الأمد ، أمرا مثيرا للدهشة دون نسيان أن النظام ديكتاتوري شمولي مماثل للديكتاتوريات الشمولية في العالم العربي سواء القبلية منها أو العسكرية والتي خضعت الى امريكا بشكل مثير للاشمئزاز والاستنكار والفاقد لأبسط شروط الاستقلالية والحرية !.
رغم النفقات الدفاعية المحدودة لكوريا الشمالية والتي لا تزيد عن 10 مليارات دولار الا ان صواريخها وصلت نهاية العام 2017 إلى حدود العاصمة واشنطن حسب خبراء كوريا الجنوبية بينما تنفق الحكومات العربية الفاسدة مئات المليارات ولم تصل إلى أدنى حدود تلك المقدرة من الإنتاج او الصمود والتحدي !.
لم يتجرأ الرئيس الأمريكي الارعن ترامب على تنفيذ رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب لها الا بعد ان عرف ان عبيده من الإعراب والمستعربين لن يقفوا ضده رغم أنهم حققوا حلمه في منحه مئات المليارات علانية لانقاذ اقتصاد بلاده !.
فهل يتجرأ العرب على تحدي الرئيس الأمريكي الارعن ترامب في رفض قراره بالاعتراف بمدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الاسرائيلي المصطنع مثلما تجرأوا مرارا في طلب ضرب إيران أو حزب الله او حتى اليمن الجريح ؟!...الجواب بكل تأكيد : كلا !.
من المثير للسخرية أنه حتى دولة مجهرية مثل البحرين اشترت في صفقة عسكرية واحدة من أمريكا أكثر من 9 مليارات دولار غير صفقات أخرى مع بريطانيا وفرنسا، فهل يطلب مثل هكذا نظام طائفي قبلي أن يتحدى ترامب رغم أن نفقاته العسكرية توازي نفقات كوريا الشمالية التي وصل مدى صواريخها الى الاراضي الامريكية في رفض قراره بنقل السفارة ؟!.
الحلب الأمريكي للدول العربية قد يصل إلى تريليون دولار فإذا كانت دولة مجهرية كالبحرين قد اشترت في صفقة واحدة أسلحة لا تستطيع استخدامها سوى للقمع الداخلي وبقيمة 9 مليار دولار فما بالك بالدول الأخرى مجتمعة ؟!.
ورغم هذا الابتزاز العلني إلا ان ترامب قرر نقل سفارته للقدس !.
الفارق الرئيسي بين ديكتاتورية كوريا الشمالية والديكتاتوريات العربية ان الاولى لديها على الأقل كرامة واستقلالية وتحدي للضغوطات الأمريكية بينما الثانية لا تملك الكرامة ولا الاستقلالية ولا المقدرة على التحدي لأمريكا وصنيعتها إسرائيل ولكن لديها المقدرة الرهيبة في صنع الفتن الطائفية والحروب الداخلية !.
هنيئا للشعوب العربية المتشبعة بالطائفية والعنصرية على تلك الأنظمة القمعية الفاسدة المتحكمة بها، التي لا تملك الإرادة الحرة والاستقلالية والحس الوطني والقومي بل تملك الوقاحة النادرة في الخنوع لارعن مكروه مثل ترامب وأضرابه !...وصدق الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عندما استهجن موقف الحكام العرب من عروس عروبتهم القدس في قصيدته الشهيرة لأنها تنتهك تحت أسماعهم وأبصارهم فشتمهم بقوة لأن الاحتجاج المهذب لا ينفع مع تلك الأصنام المحنطة !.
التعليقات (0)