يجابه العالم في اطار العولمة جملة من التحديات من ابرزها التحديات السكانية والبيئية . التي تشكل خطرا على مختلف دول المعمور فما مظاهر التحدي السكاني والعوامل المفسرة له, ومامظاهر التحدي البيئي والعوامل المفسرة له وما جهود المنظمات الحكومية والغير الحكومية لمواجهة هذه المشاكل1 مظاهر التحدي السكاني- ويتجلى في النمو الديمغرافي السريع لساكنة العالم . حيث وصل عدد السكان الى 6.5 مليار نسمة .في انتظار ان يرتفع في افق 2050 م الى اكثر من 8 مليار نسمة . . الشي الذي سيؤثر سلبيا على الموار دالطبيعية وعلى الاقتصادات الضعيفة ببلدان الجنوب وبالتالي سينتج عن ذلك تهميش السكان خاصة الفئة النشيطة (15-64) اد ستعاني من البطالة والفقر والاقصاء . وسيعرف المجال الحضري اكتظاظا ملحوظا نتيجة الهجرات الريفية المتتالية اليه . بحثا عن فرص الشغل وتحسين المستوى المعيشي . مما سيؤدي الى انتشار دور الصفيح وتدني الخدمات الاجتماعية ... وتعزى العوامل المفسرة لما سلف في التطور والتقدم الطبي الكبير . وتراجع نسبة الوفيات بكل من الدول المتقدمة والنامية وتزايد معدلات الهجرة . وعدم قدرة المدن على تلبية متلطبات السكان من الخدمات والتجهيزات الاساسية . ... اما فيما يخص التحدي البيئي فتتجلى مظاهره في تعرض الارض لانشطة زلزالية وبركانية في مختلف بقاعها وتعرض الموارد الطبيعية للاستنزاف وتدهور الغطاء النباتي . وارتفاع درجة حرارة الارض (الاحتباس الحراري) نتيجة مخلفات الانشطة الصناعية والفلاحية ... وبالتالي ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات . وانقراض الكائنات الحية ... وترجع اسباب ذلك الى العوامل التالية اجثثاث الغطاء النباتي بسبب الزحف العمراني وتعبيد الطرق وسط الغابات والاراضي الزراعية . وانجراف التربة وتعريتها . وانتشار الغازات السامة في الغلاف الجوي مثل ( اوكسيد الكربون - الميثان - اوكسيد الازوت ...) مما سيفضي بالارض الى الدمار والاندثار . الشيء الذي يدق ناقوس الخطر لمواجهة هذه الاخطار الوخيمة . لذلك تعمل المنظمات الحكومية والغير الحكومية على مجابهة هذه التحديات باتخادها جملة من الاجراءات من ابرزها التقليص من نسبة الوفيات بتوفير الدعم الطبي اللازم والتقليص من الفوارق بين الاشخاص في مجال تنظيم النسل . والمساواة بين الجنسين في مجال التربية والرعاية بالاضافة الى ذلك توفير وسائل التخطيط العائلي . وكمثال عن ذلك نجد منظمة اطباء بلا حدود (MSF) وهيئة الامم المتحدة الساهرتين على نسف هذه التحديات . وفيما يخص المجال البيئي فتنشط منظمات عديدة في هذا المجال من ابرزها منظمة السلام الاخضر (Greenpeace) التي نتشد المحافظة على التنوع البيولوجي بالعالم وحماية الثرواث الطبيعية البرية والبحرية والجوية ومنع استعمال المواد الكيماوية السامة ونزع السلاح النووي . وقد وضعت الامم المتحدة برنامجا هاما تحت شعار (حملة من اجل مليار شجرة ) بمشاركة الاشخاص والمنظمات والمجتمع الدولي والدولة وذلك هدفا في صيانة الغطاء النباتي وحماية كوكب الارض من مختلف الاخطار . وقد تم على مرور السنين تنظيم مؤتمرات عالمية كبرى من اهمها (مؤتمر ريو) بالبرازيل سنة 1992م ومؤتمر (جوهانسبورغ ) بجنوب افريقيا سنة 2002 م بالاضافة الى اتفاقية (كيوطو) الهادفة الى التخفيق من نسبة الغازات السامة الملوثة . سيظل العالم مواجها لهذه التحديات السكانية والبيئية الوخيمة مالم يتم تجسيد توصيات المؤتمرات البيئية وجعل البيئة من اولويات سياسات جل دول المعمور . الكاتب توفيق بجطيط
التعليقات (0)