مواضيع اليوم

التحالفات السياسية ... بين الخلاص الوطني والمصالح الضيقة

ابو زيد السروجي

2009-10-02 19:09:54

0

<>قبل حمى اي انتخابات برلمانية تبرز التحالفات السياسية كطريقة لتوحيد بعض الروى التي لاتكون بالضرورة تصب في خدمة الوطن والمواطن بل ربما من اجل الزعامة ولذة التحكم في رقاب الاخرين، وربما تذهب هذه التحالفات الى ابعد من ذلك عندما تصطف بطريقة غريبة لايجمعها برنامجا سياسيا او وصفة للخلاص مما يجري على ارض الواقع من بعض المشاكل التي لاتجد لها حلولا انية يمكن ان تساهم في بناء بلد يمكن ان يعتمد على قدراته الذاتية ويخرج من المازق الذي وضع فيه ووجد نفسه في موقف لا يحسد عليه من تداخلات خارجية تريد له ان يتبع اجندة هذا البلد او ذلك لما يتمتع به العراق من نفوذ منتظر ليس على المستوى الاقليمي او الشرق اوسطي بل ربما يصبح رقما صعبا في لعب دورا كبيرا في الجوانب الاقتصادية والسياسية ومن اجل هذا يريد البعض ان يغرق العراق في اتون حروب اهلية او تدخلات عربية او اقليمية يمكن ان تساهم في ابطاء حركته ووقوفه وانشغاله في الدفاع عن نفسه وفقدانه لروح المبادرة في الخلق والابداع والتوازن السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟</p> <p>وبدلا من ان ينظرالمواطن العراقي الى قدوم الانتخابات وهو مستبشر بتداول سلمي للسلطة بعد ان عانى الامرين في السابق . صار ينظر الى تلك الانتخابات بعيون خائفة من الماضي والحاضر وحتى المستقبل لانه لايستطيع ان يميز بطريقة واعية كيف ينتخب ومن ينتخب لكثرة القوى والاحزاب التي ظهرت وتظهر في الساحة العراقية قبل اي انتخابات بطريقة توالدية وتكاثرية عجيبة ،جعلت البعض ينآى حتى عن الخوض في تفاصيلها.<br /> ولان في السياسة لايوجد صديق او عدو دائم صارت تلك التحالفات وتشكلت بطريقة تسارعية قلقة يراد منها الفوز باكثر عدد من المقاعد البرلمانية حتى قبل اعداد البرنامج السيا سي الذي يميز هذا التكتل عن ذاك ولا اريد ان اتهم احدا عندما اقول ان بعض هذه الاحزاب اخذت برنامجها السياسي من كتيبات لبرامج احزاب سياسية اخرى لأ عتقادها ان الامر لايعدو ان يكون مجرد شعارات لا احد ملزم بها فلايبالي بها او يحسب لها حساب.<br /> والانكأ من هذا وذاك عندما تدخل تلك الاحزاب الى ساحة الانتخابات من غير ان يكون هناك قانون ينظم عملها وطريقة تمويلها هذا الامر الذي يترك الباب مفتوحا امام تدخلات خارجية في عملها والتاثير السلبي على الخارطة السياسية العراقية التي عانت هي الاخرى من تلك التدخلات القاتلة في الوضع العراقي الصعب ،لذا فان مجرد الدخول في تحالفات شكلية غير مدروسة ربما يزيد الطين بلة كما يقولون لانها ستصبح في النهاية جزءا من المشكلة وليس من الحل؟<br /> لذا فان مجرد التفكير بالكثرة العددية في التحالف من غير الوقوف عند اصحاب الكفاءات والقدرات والخبرة انما هو مشكلة تضاف الى المشاكل التي يعاني منها شعبنا العراقي كما ان تلك التحالفات ستركز من حيث تعلم او لا تعلم على مفردات ضيقة تجعل من البرلمان القادم برلمانا ضعيفا ومتهاويا وانما بقولي هذا لا اريد ان يفهم منه اتهامي لكل التحالفات السياسية على اعتبار ان وجود الكثير من القوى السياسية الخيرة والوطنية مما اثبتت امكانياتها الكبيرة في التصدي للملف الامني والوقوف بوجه الارهاب الذي اريد له ان يسيطر على مقدارتنا وان يعدينا الى المربع الاول، لكن حتى تلك القوى السياسية عليها ان تقف من جديد في الدفاع عن مكتسباتها الوطنية الكبيرة وان لا تستمع الى الاصوات النشاز التي تريد ان تخلط الاوراق وتراهن على استغفال شعبنا العراقي من خلال تبني مشروعا وطنيا يعتمد على التنمية الاقتصادية والاعتماد على الاستثمارفي تقوية البنى التحتية للدولة واتباع سياسة خارجية متزنة تعتمد في تقييمها على مبدا (من يقف معنا ومن ضدنا) في رسم سياساتها الخارجية واعتقد انه آن الاوان ان نضع النقاط على الحروف وان لا نجامل من يريد بالعراق سواءا حتى ان كان من اقرب الاقربين؟<br /> كما ان مراهنات بعض القوى على تبني خطابا سياسيا يتناغم مع شكل الوطنية والخلاص والسهر على راحة الاخرين لم يعد مرحبا به لسبب بسيط جدا هو ان ابناء الشعب العراقي اصبحوا اكثر دراية بواقعهم ومعرفة من ينفعهم ومن يضرهم لذا ستجد الكثير من تلك القوى حرجا كبيرا في عدم اقتناع الناس بها، هذه النتيجة التي لانريد لها ان تسوق الى الشارع باشكال مرعبة فتصبح بدل الاصابع البنفسجية اصابعا للديناميت وبدل صناديق الاقتراع سيارات مفخخة يدفع ثمنها هذا الشعب الذي ما انفك يذهب الى صناديق الاقتراع بالرغم من انه لم يحصد الكثيرالا انه يريد ان يثبت للسياسيين من انه حي موجود ويمكن ان يلعب دورا كبيرا في تغيير الانظمة والقادة وانه يمكن ان يكون مثيبا او معاقبا للكثير من تلك القوى؟<br /> كما آن الاوان لبعض القوى التي كانت تتبنى خطابات طائفية او اثنية او قومية ان تراجع نفسها وان تقف عند خطاباتها وتعيد صياغة برامجها السياسية الجديدة وان لا تقف عند عقدة انغلاقها وعدم انفتاحها على الاخرين وان تكون دائما جزءا من الحل هذا الامر الذي يتذكره الشعب ويقف معه في الملمات والمصاعب.<br /> وفي النتيجة فعلى جميع القوى السياسية ممن جربت الحكم او لم تجربه ان تراجع كل تلك الفترة الماضية منذ عام( 2003) وحتى الان بايجابياتها وسلبياتها وان تحاول بكل جهد ان تتلافى كل تلك المشاكل التي عصفت بالشعب العراقي وان تطور من نظرتها المستقبلية بالنظر الى الوقائع والاحداث من منظار المصلحة الوطنية الحقيقية وطريقة الاستفادة من المحيط الاقيمي في عقد شراكات واتفاقيات ستراتيجية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والامنية وان لاتقف عند حد في سبيل مصلحة الشعب العراقي واعتبار ذلك هدفا وطنيا كبيرا وليس سببا يراد منه الخروج من روح المبادرة الى فرض اسقاط الواجب فتخرج النتائج هشة وغير مرضية وربما يطمع فينا من نريد له ان يكون شريكا او صديقا !! كما يجب على تلك القوى ان تقلب صفحة الامن في الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية الى صفحة اتفاقية التعاون الستراتيجي التي الزمت بها القوى الكبرى نفسها من خلال تطمين شركات الاستثمار الاجنبي من القدوم الى العراق وعدم عرقلة التراخيص النفطية التي ما زالت تراوح في مكانها بدعوى الخوف على النفط العراقي من قبل تلك الدول الاستثمارية الكبرى؟<br /> كما آن الاوان للولايات المتحدة الامريكية ان تفي بالتزاماتها في تطمين دول الجوار العراقي من التجربة الديمقراطية الفتية في العراق والمساعدة في خروج العراق من البند السابع وما الى ذلك من مشاكل تعتبر هينة بالنسبة اليها لما تملكه من امكانيات هائلة يمكن ان تساهم في بناء واعمار العراق؟<br /> واخيرا نتمنى لجميع القوى السياسية التي ستفوز في الانتخابات ان تجعل العراق والعراقيين نصب اعينها من خلال تبني سياسات واقعية مدعومة بالارقام والاحداث والاماكن وان تنظر الى الامام وان تخطوا بخطى ثابتة تدعم مشروعنا الوطني الكبير كما ندعوا القوى التي ربما لا تنال حظوظها من الفوز ان لا تعادي المشروع الوطني بدعوى المعارضة التي تتصيد على الحكومة اخطائها وتنشرها في وسائل الاعلام وتروجها الى الشارع العراقي زيادة في الاحتقان من دون ان يكون لها حلا بديلا ووصفة يمكن ان يجعلها معارضة ايجابية لتساعد الحكومة في الخروج من المآزق التي ربما وضعت فيه؟<br /> كما ندعوا الكتلة التي ستفوز ان تشكل هي الحكومة عن طريق التحالفات والشراكة وليس عن طريق المحاصصة التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى الان ؟</p> <p>&nbsp;</p>




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !