مواضيع اليوم

التجنيد ينتقل للانترنت.. والقاعدة ستنشطر لتنظيمات

ممدوح الشيخ

2009-05-22 22:54:13

0

 

تقريران أميركي وأوروبي:

التجنيد ينتقل للانترنت.. والقاعدة ستنشطر لتنظيمات

 

تقرير: ممدوح الشيخ

 

أصدرت كل من وزارة الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي تقريرها السنوي منفصلا عن تقييم السنوي عن الإرهاب، ويوضح التقريران أن التهديد الإرهابي سريع التطور ويمثل تحدياً مستمراً وكبيراً للغرب الأميركي والأوروبي على السواء بينما يستمر الإرهابيون بالتكيف مع الضغوط الدولية. وأحد الجوانب الإيجابية لهذين التقريرين أن لدى الأميركيين والأوروبيين، وجهات نظر متشابهة حول التهديد الذي يمثله الإرهاب الدولي، ما قد يوفر فرصاً لإدارة الرئيس أوباما في سعيها لتحسين العلاقات عبر الأطلسي.

ووفقاً لتقريري الخارجية الأميركية والـ "يوروبول" (جهاز تنفيذ القانون بالاتحاد الأوروبي) ينبع الخطر الإرهابي الكبير على الدول الغربية من المناطق القبلية في باكستان وأفغانستان حيث تختفي قيادة "القاعدة" بأمان. وتظهر الأرقام الصادرة عن "المركز القومي لمكافحة الارهاب"، كما جاءت في تقرير وزارة الخارجية نمو خطر الإرهاب داخل باكستان بصورة ملحوظة. ففي عام 2008، وقعت على الأقل 1,839 حادثة إرهابية في باكستان قتل خلالها 2,293 شخصاً، بزيادة كبيرة عن عام 2007، عندما

وقعت 1,340 حادثة إرهابية قتل خلالها 890 شخصاً. وما يمكن أن يكون أكثر مدعاة للقلق توسيع الهجمات إلى ما وراء "المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية"، وإلى أماكن أخرى من باكستان. وفي حين ارتفعت الهجمات في مناطق أخرى من 61 إلى 321 حادث، ارتفعت الحوادث التي وقعت في "الإقليم الحدودي الشمالي الغربي" من باكستان من 28 إلى 870 حادث.

ورغم أن الوضع في باكستان رهيب للغاية، وصفت الحكومة الأميركية صميم "القاعدة" بأنه تنظيم في تراجع. ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأميركية، تستمر القاعدة "في التقهقر من الناحية الهيكلية وعلى ساحة الرأي العام العالمي على حد سواء". وقد كرر ذلك الأدميرال دينيس بلير، مدير الاستخبارات القومية الأميركية، في شهادة له أمام الكونغرس. فقد أشار إلى أن تنظيم "القاعدة فقد في 2008 عناصر مهمة من هيكل قيادته في سلسلة ضربات أضرت بها بقدر ما أضرتها أي ضربة أخرى منذ سقوط نظام طالبان في أواخر عام 2001. وقد تم أيضاً إضعاف بعض المجموعات التابعة القاعدة التي أصيبت بالضرر.

كما أن تنظيم "القاعدة في العراق" تضرر بشكل خاص بسبب الجهود الدولية التي بذلت للحد من عملياته، ويشكل اليوم خطراً أقل بكثير من السابق. كما تم إضعاف قدرات "الجماعة الإسلامية" في إندونيسيا بصورة ملحوظة، من خلال نجاح حملة مكافحة الإرهاب التي تقوم بها اندونيسيا، حيث مقر المنظمة.

ومع ذلك، يوضح التقريران أنه لم يتم إضعاف كل المجموعات التابعة لتنظيم "القاعدة". ففي الصومال، مثلا، "اكتسحت حركة "الشباب" (منظمة تابعة للقاعدة) أجزاء من البلاد، وخلقت ملاذاً آمناً لعدد من عناصر "القاعدة". ولا يزال تنظيم "القاعدة في اليمن" يشكل تهديداً، حيث تمكن من إطلاق العديد من الهجمات في العام الماضي، بسبب افتقار الحكومة إلى الإرادة السياسية والقدرة على اتخاذ إجراءات صارمة على نحو فعال ضد المنظمة. كما أصبح تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" أكثر خطورة منذ اندماجه مع تنظيم "القاعدة" "المركزي" عام 2006. ووفقاً لتقرير الاتحاد الأوروبي، شن تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" هجمات انتحارية عام 2008 في الجزائر، أكثر مما قام به في العام

الذي سبقه.

ومن الصعب تقييم التقدم الإجمالي المحرز في مجال مكافحة خطر الإرهاب الدولي بسبب استمراره في التغير؛ ويحدث ذلك في كثير من الأحيان استجابة لجهود أميركا والمجتمع الدولي. وبينما تحرز واشنطن وحلفاؤها تقدما في مجال، فإنها تتراجع في مجالات أخرى. فمع تحسن الوضع في العراق، وضعف تنظيم "القاعدة في العراق"، بدأ الكثير من الجهاديين المحتملين يفضل الذهاب لأماكن أخرى. ويشير تقرير الاتحاد الأوروبي لأن أفغانستان وباكستان حلتا الآن محل كالوجهتين مفضلتين للجهاديين المحتملين.

ومما يرصده التقريران أيضا أن أساليب تجنيد الإرهابيين تغيرت أيضاً؛ بسبب سعي الجماعات الإرهابية لتجنب اكتشافها. ووفقاً لتقرير الاتحاد الأوروبي، لم تعد الجماعات الإرهابية والمتطرفة، بصفة عامة، تستخدم المساجد كمكان لتجنيد أعضاء جدد. ومنذ أن اضطرت جهود التجنيد إلى اتباع وسائل سرية لم يعد الأئمة المتشددون يلعبون دوراً كبيراً. وبدلاً من ذلك، يقوم "نشطاء" آخرون بتكثيف جهودهم لاستقطاب مجندين جدد.

وتستفيد الجماعات الإرهابية بصورة متزايدة من الإنترنت وتعمل على زيادة هذه الجهود، لأن التجنيد وجهاً لوجه أكثر عرضة لخطر الفضح. وهناك اتجاه يبعث على القلق إذ تمكنت الجماعات الجهادية العالمية من توسيع نطاق مجموعاتها من الانتحاريين المحتملين، كما أن ازدياد استخدام المرأة في التفجيرات الانتحارية، تم توثيقه بصورة جيدة. ولكن من ناحية أخرى يمكن أن يكون هناك تطور آخر أكثر إثارة للقلق من منظور الأمن القومي الأميركي وهو زيادة الهجمات الانتحارية من قبل مجندين من دول غربية. ففي عام 2008، قام أول انتحاري ألماني المولد بشن هجمات في أفغانستان كما شارك مواطن أميركي من أصل صومالي في عملية انتحارية في أكتوبر 2008. ويعتقد مكتب التحقيقات الفدرالي أنها أول حالة لعملية انتحارية قام بها مواطن أمريكي في أي مكان.

ومن المرجح أن يستمر تهديد الجماعات الجهادية العالمية في التطور بسرعة في السنوات المقبلة. ففي تقرير الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب الذي صدر في بريطانيا (مارس 2009)، يتوقع البريطانيون أنه في غضون ثلاث سنوات سيكون التهديد مختلفا جداً عما هو الآن، ومن المرجح أن يتجزأ تنظيم "القاعدة" وربما لا يبقى في شكله الحال. وبدلاً من ذلك، من المحتمل أن تصبح، "مجموعات ذاتية المنشأ" أصغر حجماً وأقل عدداً، أقوى وأكثر بروزاً. وقد عرض الأدميرال بلير منظوراً يختلف قليلاً عن الطريقة التي يمكن أن يتطور معها الوضع، متكهناً بأن تنظيم "القاعدة" قد ينتقل للخليج، أو أفريقيا أو جنوب آسيا إذا تم إزالة ملاذه الآمن في باكستان وأفغانستان.

ويشير تقرير الاتحاد الأوروبي إلى أن باكستان وأفغانستان "الجبهة المركزية" في الحرب ضد "القاعدة"، ويسلط كلا التقريرين الأضواء على اليمن والصومال والجزائر كـ "مناطق اهتمام ناشئة"، بينما تنظر أميركا وأوروبا معا لتنظيم "القاعدة في العراق كجماعة آخذة بالانحدار بحدة. ويشعر الطرفان بالقلق الشديد من الوضع داخل أوروبا نفسها، حتى وإن لم يحدث سوى هجوم إرهابي إسلامي واحد في أوروبا في عام 2008، وهو تفجير فاشل في إكسيتر، بريطانيا. ويلفت تقرير الاتحاد الأوروبي إلى عدم تراجع التهديد داخل أوروبا فمؤشرات كالاعتقالات يثبت أن مستوى التهديد لا يزال مرتفعاً.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !