مواضيع اليوم

التجمع الدستوري يصادر المواطنة الحقة ويكرّس واقع الرعية وعبيد الجباية

مراد رقيّة

2010-06-06 13:30:05

0

إشكالية الرعية والمواطنة 7/8


بقلم علي شرطاني – تونس

ولا أرى أن الحديث عن التمييز هو الحديث الصحيح، لكني أرى الأمر يتعلق بالتميز الذي يجب أن يكون. فالمساواة وعدم التمييز بين المواطنين والرعايا في الدولة لا يكون إلا بوضع الخصائص الدينية والعرقية والجنسية والأثنية والقومية والفئوية والطبقية وغيرها جانبا في ما يتعلق بإدارة الشأن العام، ولكن يمكن أن يكون ذلك في إطار إدارة الشأن العام نفسه، وذلك بإسناد الوظائف والمهن والمواقع لكل مواطن في الدولة الإسلامية بحسب تميزه الديني والعرقي والإثني والجنسي والطبقي والجهوي والفئوي، ووفق الكفاءة في ما هو ميسر لكل مواطن انسجاما مع معتقده ولونه وعرقه ولغته..." حتى سمى النبي صلى الله عليه وسلم عددا كبيرا من أهل الذمة في وظائف حكومته".
فذكر العلامة الباكستاني محمد حميد الله في كتابه " نبي الإسلام " أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سفيرا له في الحبشة هو عمرو بن أمية الضميري – وهو غير مسلم كما سمى في وظائف تعود إلى الدولة عددا من المشركين لتعليم القراءة والكتابة كما كلف بعض المشركين بمهام استعلامية (الجوسسة ) وسمى عمر بن الخطاب في ديوانه عددا من الكتبة الذميين واتسع نفوذ هؤلاء في الدولة الإسلامية حتى كان منهم الوزراء وغيرهم.. حتى أن بعض المستشرقين المؤرخين تعجبوا من هذه الظاهرة فقال آدم متز " من الأمور التي نعجب بها كثرة عدد العمال والمتصرفين غير المسلمين في الدولة الإسلامية ".(1)
ولتأكيد شمول معنى مصطلح الرعية الذي يختزل المساواة التامة والكاملة في الحقوق والواجبات، ويظهر ويؤكد على أن الكل راع والكل مسؤول عن الرعية تثبيتا لمسؤولية الكل في المجتمع على الكل، مع الإبقاء لكل على التميز والخصوصية الدينية والعرقية وعلى أساس اللون واللسان والطبقة والجهة وغيرها، دون تفوق جهة عن جهة، أو طرف عن طرف، أو فئة عن فئة، أو مجموعة عن مجموعة، أو فرد عن فرد كبيرا كان أو صغيرا، ذكرا كان أو أنثى أي رجلا كان أو امرأة، مسلم كان أو يهوديا أو مسيحيا أو زردشتيا أو هندوسيا أو بوذيا أو مجوسيا...إلى آخر ذلك من المعتقدات والأديان، والألوان والأعراق والأجناس والألسن...فقد كان كل هؤلاء مكونا من مكونات النسيج الإجتماعي في الدولة الإسلامية، وما ضاقت بهم ولا ضاقوا بها ذرعا، واستمر بقاءهم يتمتعون فيها بكل حقوقهم، ويقومون بكل واجباتهم على نفس قدم المساواة حتى سقطت تدريجيا سنة 1925 .
هذه حقيقة تاريخية معلومة بصرف النظر عما يثيره بعض المناهضين للنظام الإسلامي وللدولة الإسلامية من مسائل تبدو لهم من خلال فهمهم غير البريء لها أنها تمثل تمييزا ينتقص من المستوى المطلوب من المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات لكل الرعايا أو المواطنين الذي يجب أن يكون موجودا، من مثل مسألة أهل الذمة في الدولة الإسلامية، ومسألة النظرة الدونية التي يحملها الإسلام لليهود والنصارى وأصحاب الديانات والعقائد الأخرى المخالفة للإسلام، ومسائل أخرى لا شيء فيها مما يقولون من تمييز، ونظرة دونية ومعاملة خاصة منتقصة من الحقوق والواجبات سواء بسواء. ففهمهم لكل ذلك على ذلك النحو وتعمدهم البقاء والإبقاء عليه هو انتصار منهم للعلمانية ومناهضة للإسلام.
وبقدر ما كانت حركة الإصلاح والبناء العربية الإسلامية مؤكدة على المعاني والمفاهيم الصحيحة للمصطلحات العربية الإسلامية القديمة مثار الجدل القائم في ساحات التناظر الفكري والصراع السياسي والتنازع الإجتماعي، وتوضيح أوجه الإتفاق والإختلاف بينها وبين ما يمكن أن تكون مرادفات لما في الثقافة الغربية الصليبية اليهودية اٌستعمارية الصهيونية، بقدر ما كانت حركة الفساد والهدم العلمانية اللائكية الحليف الإستراتيجي للإستعمار والصهيونية حريصة على التمكين للمفاهيم والمعاني القديمة لتلك المصطلحات لتبرير رفضها لها وعدم قبولها بها، وغير مهتمة بما يقوم به أبناء الأمة في حركة التحرير العربية الإسلامية من تصحيح وتوضيح واجتهاد وإبداع في هذا الإتجاه، تمكينا لمفاهيم ومعاني المصطلحات في الثقافة الغربية التي أصبحوا مؤمنين بها ورافضين لغيرها، وعاملين بكل جهد وبكل الوسائل على فرضها على الشعوب...
ولذلك ومن موقع الفهم لمعنى الراعي والرعية، ولما في ذلك من تساو بين كل الناس، ولما في ذلك من

تقديم للمسؤولية على الحقوق والواجبات باعتبار أن شعب الدولة الإسلامية في النظام الإسلامي هو شعب مسؤول وشعب مسؤوليات قبل أن يكون أفراده أصحاب حقوق وواجبات. ولذلك جاء قول الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه لما تولى الخلافة :" أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم ".
وقول الفاروق عمر رضي الله عنه في حشود من المبايعين :" ما تقولون إذا ملت برأسي هكذا ؟؟ " فيجيبه أحد الصحابة وقد استل سيفه وشق به الهواء " إذا نقول بالسيف هكذا " !!
وهذا حفيده الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول لما ولاه المسلمون أمرهم: " لست إلا كأحدكم غير أني أثقلكم حملا ".
هكذا تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين الراعي والرعية، وبين النظام السياسي والمواطنين في النظام الإسلامي. فليس الراعي بخير من الرعية ولكنه أثقلهم حملا. والراعي يستثير الرعية لينظر ماذا يكون موقفها من الميل برأسه يمنة ويسرة ويحيد عن الطريق ويضل عنها، فإذا بواحد منها يجيبه مباشرة في نفس الوقت وفي نفس المكان، لا ليلومه أو ينهاه أو حتى ينصحه، ولكن ليقول لرأسه بالسيف هكذا يمنة إن مال يمنة ويسرة إن مال يسرة. فإذا كان هذا منطق الرعية مع الراعي في الثقافة الإسلامية وإذا كانت العلاقة هكذا، فإنه يترتب عن مثل هذا المنطق وهذه العلاقة في معنى المواطنة في الثقافة الغربية الصليبية الإستعمارية إلقاء القبض على هذا المواطن مباشرة لما يعتبر أنه قد أصبح يمثله من تهديد للإستقرار والأمن على رمز السيادة والوحدة، والضامن لاستمرار صيغة التعاقد الإجتماعي التي تكون قد أصبح ينظر إليها على أنها قد أصبحت مهددة لما في ذلك التهديد من خطورة على الجميع وهكذا...

- وبالمثال يتضح الحال :
- [يصعد عمر بن الخطاب المنبر يوما فيقول: " يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا"..؟؟
فيشق الصفوف رجل ويقول وهو يلوح بذراعه كأنها حسام ممشوق:-" إذا نقول بالسيف هكذا"..
فيسأله عمر : إياي تعني بقولك..؟؟
فيجيب الرجل: نعم إياك أعني بقولي. !
فتضيء الفرحة وجه عمر . ويقول: " رحمك الله ...والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوم عوجي"...
هذا موقف أحد الرعية في ممارسة حقه في التعبير عن رأي الراعي الذي كان يشير إلى إمكانية الإنحراف عن الجادة والذهاب إلى ما لا يجوز له مما يلحق ضررا بالرعية.
فنحن أمام رعية كان راعيها قد بدأ الحديث في اجتماع له مع فريق من مستشاريه من الأنصار المشهود لهم بالحنكة والكفاءة ونضج التجربة قائلا: " إني دعوتكم لتشاركوني أمانة ما حملت من أمركم.فإني واحد كأحدكم وأنتم اليوم تقرون بالحق . خالفني من خالفني ووافقني من وافقني. ولست أريد أن تتبعوا هواي فمعكم من الله كتاب ينطق بالحق. فوالله لئن كنت نطقت بأمر أريده فما أريد به إلا الحق"...
وهو الذي دخل عليه حذيفة ذات يوم فوجده مهموم النفس باكي العين فيسأله : ماذا يا أمير المؤمنين ؟؟
فيجيب عمر:" إني أخاف أن أخطىء فلا يردني أحد منكم تعظيما لي ".
يقول حذيفة فقلت له: " والله لو رأيناك خرجت عن الحق لرددناك إليه ".
فيفرح عمر ويستبشر ويقول:" الحمد لله الذي جعل لي أصحابا يقومونني إذا اعوججت ".
فأي معنى للمواطنة والمواطن في هذا المعنى للراعي وللرعية في هذه الممارسة التاريخية السابقة لكل هذه المفاهيم الحديثة في الثقافة الغربية المعاصرة.
فإذا كانت المواطنة تعني التمتع بالحقوق بالنسبة للمواطن وبالقيام بالواجبات بالنسبة للقيادة في الثقافة العلمانية الغربية فنحن أمام معنى للرعية كما للفرد فيها من حقوق فإن عليه فيها واجبات.
فنحن أمام قيادة حريصة على حقوق الناس أكثر من حرص الناس أنفسهم على حقوقهم. ونحن أمام مواطنون رعايا على نفس القدر من الحرص على حقوقهم منهم على قيام القيادة الراعي على ذلك.
يصعد عمر بن الخطاب المنبر ذات يوم " ليحدث المسلمين في أمر جليل، فيبدأ خطبته بعد حمد الله بقوله: " اسمعوا يرحمكم الله "...ولكن أحد المسلمين ينهض قائما فيقول: " والله لا نسمع ...والله لا نسمع...؟
فيسأله عمر في لهفة : ولم يا سلمان...؟
فيجيب سلمان: " ميزت نفسك علينا في الدنيا أعطيت كلا منا بردة واحدة وأخذت أنت بردتين..."
فيجيل الخليفة بصره في صفوف الناس ثم يقول:" أين عبد الله بن عمر ...؟
فينهض ابنه عبد الله : ها أنذا يا أمير المؤمنين ...
فيسأله عمر على الملأ : من صاحب البردة الثانية..؟؟
فيجيب عبد الله أنا يا أمير المؤمنين ...
ويخاطب عمر سلمان والناس معه فيقول: " إنني كما تعلمون رجل طوال ولقد جاءت بردتي قصيرة فأعطاني عبد الله بردته فأطلت بها بردتي ..
فيقول سلمان وفي عينه دموع الغبطة والثقة : " الحمد لله ..والآن قل نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين] .
- [ " يخطب الناس يوما فيقول: " لا تزيدوا مهور النساء على أربعين أوقية فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال"..
فتنهض من صفوف النساء سيدة تقول:" ما ذاك لك..".
فيسألها : ولم..؟
فتجيبه : لأن الله تعالى يقول:" ...وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا"...
فيهلل وجه عمر ويبتسم ويقول عبارته المأثورة " أصابت امرأة وأخطأ عمر".
و"بعد أن عزل خالد بن الوليد جمع الناس في المدينة وقال لهم :" إني أعتذر إليكم من عزل خالد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطى ذوي البأس ودوي الشرف ودوي اللسان"
فنهض أبو عمرو بن حفص بن المغيرة وقال: " والله ما أعذرت يا عمر ولقد نزعت فتى ولاه رسول الله وأغمدت سيفا سله رسول الله ووضعت أمرا رفعه رسول الله وقطعت رحما وحسدت بني العم.."
أجل وما زاد عمر على أن ابتسم ابتسامة صافية وقال مخاطبا أبا عمرو" إنك قريب قرابة حديث السن تغضب في ابن عمك" ]..
وهذا مشهد آخر من مشاهد العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الرعية والراعي الذي يتجلى فيه الفرق بين معنى الرعية والمواطنة الذي اتخذ فيه المعاصرون من العلمانيين خاصة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين المواطنة بديلا عن الرعية التي كانوا يعطونها معنى مبتذلا متخلفا غير ذي دلالة لا يرتقي إلى معنى المواطنة في الثقافة الغربية.
- [" كان(عمر بن الخطاب رضي الله عنه) يجتاز الطريق يوما ومعه الجارود العبدي فإذا امرأة تناديه وتقول: " رويدك يا عمر حتى أكلمك كلمات قليلة..
ويلتفت عمر وراءه ثم يقف حتى تبلغه السيدة فتقول له وهو مصغ مبتسم :" يا عمر عهدي بك وأنت تسمى عميرا تصارع الفتيان في سوق عكاظ فلن تذهب الأيام حتى سميت عمر ...ثم لم تذهب الأيام حتى سميت "أمير المؤمنين ".. فاتق الله في الرعية واعلم أن من خاف الموت خشي الفوت "..
فقال لها: " الجارود العبدي اجترأت على أمير المؤمنين..فجذبه عمر من يده وهو يقول: " دعها فإنك لا تعرفها هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع سماواته وهي تجادل الرسول في زوجها وتشتكي إلى الله فعمر والله أحرى أن يسمع كلامها.."]
فإذا كانت تلك علاقة الراعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك الزمان مع هذه الرعية خولة بنت حكيم، فكيف هي علاقة أي مواطن في أكثر الدول التي يتمتع فيه الإنسان المعاصر بمواطنته بالحاكم مهما كان هذا الحاكم ديمقراطيا ؟
فإذا كانت علاقة الراعي بالرعية في ذلك الوقت على ذلك النحو، فإن ذلك ما يمكن أن يكون على نحو أفضل في العلاقة بين المواطن والحاكم في هذا الزمن، لأن هذه الظروف أفضل في الحقيقة في العالم اليوم من تلك الظروف أو يمكن أن تكون أفضل.
فإذا كانت العلاقة في ثقافة الراعي والرعية العربية الإسلامية علاقة مباشرة، فإن علاقة المواطن بالحاكم في الثقافة الغربية المعاصرة علاقة غير مباشرة، وهي التي يمكن أن تكون في الحقيقة أكثر قربا وأن تكون مباشرة أكثر، خاصة مع التقدم التقني والعلمي في مجالات الإتصال والمواصلات وغيرها...
[ في موسم الحج وعلى ملأ من الأعداد الهائلة من حجاج المسلمين القادمين من كل بلد جمع عماله وولاته جميعا ووقف خطيبا: " أيها الناس إني والله لا أبعث عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي. فو الذي نفسي بيده لأمكننه من القصاص..]
[يسأل وفدا زاره من أهل حمص عن واليهم عبد الله بن قرط فيقولون:" خير أمير يا أمير المؤمنين لولا أنه قد بنى لنفسه دارا رافهة..
ويهمهم عمر : دارا رافهة ..؟ يتشامخ بها على الناس ؟ بخ بخ لابن قرط..
ثم يوفد إليه رسولا ويقول له: ابدأ بالدار فأحرق بابها ..ثم إئت به إلي..
ويسافر الرسول إلى حمص ويعود بواليها فيمتنع عمر عن لقائه ثلاثة أيام ثم في اليوم الرابع يستقبله ويختار للقائه مكان "الحرة " حيث تعيش إبل الصدقة وأغنامها..
ولا يكاد الرجل يقبل حتى يأمره عمر أن يخلع حلته ويلبس مكانها لباس الرعاة ويقول له :" هذا خير مما كان يلبس أبوك ..." ثم يناوله عصا ويقول له: " وهذه خير من العصا التي كان أبوك يهش بها على غنمه" ثم يشير بيده إلى الإبل ويقول له: " اتبعها وارعها يا عبد الله " ثم بعد حين يستدعيه ويقول له معاتبا:" ها أرسلتك لتشيد وتبني..؟ارجع إلى عملك ولا تعد لما فعلت أبدا..]
- [وفي الوقت الذي تجمع الفرس وحلفاؤهم في نهاوند..وسعد بن أبي وقاس يتهيأ لمنازلة جيوشهم اللجبة تصل المدينة شكوى ضد سعد فيستدعيه عمر فورا غير منتظر قليلا ريثما تنتهي المعركة الموشكة على البدء والإندلاع..ذلك لأن عمر يرى أنه إذا كانت الشكوى صحيحة وصادقة فلن يبقي على سعد حتى لو خسر المسلمون المعركة كلها..لأن النصر كما يقول عمر إنما يبطىء عن كل قائد أو جيش يجترح السيئات..
وهكذا وفي هذا الظرف الدقيق الحرج يرسل عمر محمد بن مسلمة إلى هناك ليفحص الشكوى فإن وجدها حقا عاد بسعد إلى المدينة ..
ويذهب محمد بن مسلمة ويأخذ بيد سعد الفاتح الأعظم والوالي المهيب ويطوف به على الناس يسألهم الرأي فيه..فقوم يقولون عنه خيرا..وآخرون يحصون له بعض مآخذهم..وأخيرا يصطحبه ابن مسلمة إلى المدينة.
- [ وإنا لنعرف نبأه مع حاكم مصر وفاتحها عمرو بن العاص حين وفد عليه من مصر فتى مكروب يقول:" يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك...
ويستوضحه النبأ فيعلم منه أن محمد بن عمرو بن العاص قد أوجعه ضربا لأنه سابقه فسبقه فعلا ظهره بالسوط وهو يقول:" خذها أنا ابن الأكرمين..
وأرسل أمير المؤمنين يدعو عمرو بن العاص وانبه محمدا يقول أنس بن مالك:"..فوالله إنا لجلوس عند عمر وإذا عمرو بن العاص يقبل في إزار زرداء فجعل عمر يتلفت باحثا عن ابنه محمد فإذا هو خلف أبيه.
فقال أين المصري؟
قال: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ..
قال عمر :" خذ الدرة واضرب بها ابن الأكرمين ..
فضربه حتى أثخنه ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول:" اضرب ابن الأكرمين .
ثم قال عمر: " أجلها على صلعة عمرو فوالله ما ضربك إلا بفضل سلطانه" .
قال الرجل :" يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت وضربت من ضربني..
قال عمر: " أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه حتى تكون أنت الذي تدعه..
ثم التفت إلى عمرو وقال : " يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
والتفت إلى المصري وقال له: " انصرف راشدا فإن رابك ريب فاكتب إلي.." ]




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !