(( التجربة الفرنسية ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
مع تاريخ نشر هذا المقال ستكون النتائج المصرية للانتخابات قد اعلنت على الاقل في مرحلتها الاولى قبل الاعادة التي وبحسب اعتقادي ستكون امرا مفروغا منه بين احد المرشحين الاسلاميين واخر ليبرالي ! اعتقد ان التجربه المصرية في انتخاب الرئيس هي من انجح التجارب في دول الربيع العربي. ولكن المهم في هذه التجربة ان تستفيد من مثيلاتها في البلدان المتقدمة ولنا في التجربة الفرنسية دروس كبيرة!
انا لا اتكلم عن التجربة الدنماركية في فيلم عادل امام لكني اتكلم عن التجربة الفرنسية التي عاشتها فرنسا قبل اسابيع في انتخاب رئيس جديد للبلاد والتي افرزت نتائجها عن انتخاب رئيس جديد للبلاد ورحيل ساركوزي الرئيس السابق وبعد ان جرت جوله اعادة فيما بينهم وبالتالي فاز هولاند وبفارق بسيط جدا عن ساركوزي.
ليس المهم من الذي فاز ولكن المهم والذي يجب ان نتعلمه من هذه التجربة هو التداول السلمي للسلطة وبطريقة حضارية الى ابعد الحدود حيث راينا كيف تم تسليم السلطة من ساركوزي الى هولاند وغادر ساركوزي القصر الرئاسي تاركا اياه الى الرئيس الجديد!
كان من السهل جدا ولكثرة اتباع ساركوزي ان يخرجوا في مظاهرات عارمة تجتاح باريس وضواحيها ولكن هذه هي لعبة الديمقراطية والتي يجب ان يؤمن بها الجميع وكما حصل في فرنسا حيث احتكم الجميع الى الصندوق وبالتالي احترم الجميع ماقاله الصندوق ومااسفرت عنه النتائج.
اجزم ان هذه هي الديمقراطية! بالتاكيد واثناء فترة الانتخابات الفرنسية لم يخرج ساركوزي او هولاند بتصريحات نارية تتحدث عن اجراء اعتصامات ووقف العمل وتظاهرات وحرب متوقعة لان اساس الموضوع هو الايمان بالراي الاخر مهما كان. يبدوا ان بعض المرشحين للرئاسة في مصر لايؤمنون بهذه الحقيقة وبالتالي توعد منهم من توعد وصرح منهم من صرح بكوارث في حالة عدم فوزه؟ اعتقد ان السبب في كل ذلك هو موجة عدم الثقة التي تسود المجتمع المصري او العربي عموما.
درس اخر يجب ان نتعلمه من هذه التجربة وهو الثقه بالاخر, ان مؤيدي الرئيس ساركوزي يؤمنون ان الرئيس الجديد سوف لن ولم يهظم حقهم في الحياة ولن يصادر ارائهم ولن يحجر عليهم او يفرض اجندته او يعاملهم كانهم مواطنين من الدرجة الثانية لمجرد كونهم انتخبوا شخصا اخر! وبالمقارنه مع بعض المرشحين المصريين والذي بدأوا حملاتهم بتكفير من لم ينتخبهم او عمالة من يؤيد غيرهم وهذه قمة التخلف لان الرئيس يجب ان يكون رئيسا للجميع والجميع ليسوا مسلمين وبالتالي عليك ياسيدي الرئيس ان ترعى كل الشعب وحتى الكفار منهم؟
وهذه هي الديمقراطية والتي تعني ان على الاغلبية التي سوف تحكم ان ترعى حق الاقلية كما تراعي حقوق مريديها ومؤيديها وان الديمقراطية تعني التداول السلمي للسلطة والاعتراف بالهزيمة والتي هي من شيم الرجال وليس اشباههم . للاسف الثقافة العربية لا يوجد فيها هذه الشيمة والسبب في اعتقادي في منهاج وطريقة التعليم والتربية ودليلي على ذلك اذا سالنا اي طالب فشل في الامتحان ومن اي فئة عمرية ستكون الاجابة ان الاستاذ لايحبه او ان الاسئلة كانت من خارج المنهج المقرر او غيرها من الاسباب او الاعذار والتي لاتتضمن باي حال من الاحوال السبب الرئيسي في الفشل وهو عدم بذل الجهد الكافي للنجاح! كم انت عظيم ايها المواطن العربي فأنت معصوم ولا تخطئ وهم من يخطأون؟
بالتالي يمكن القياس على ذلك وسنسمع تصريحات نارية حول تزوير الانتخابات ودعم المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمرشح بعينه وغيرها الكثير ولن يعترف احد بأن هذا هو حجمه وثقله وتأثيره في الشارع!
احترموا الاصوات حتى تحترمكم الاصوات وأمنوا بالديمقراطية حتى تؤمن هي بكم!
تمنياتي للتجربة المصرية بالنجاح والاستفادة من كل التجارب التي سبقتها وعلى ان يلاحظوا ان الرئيس الفرنسي استعمل دراجته الهوائية بالتنقل ولم بستعمل المواكب الرئاسية التي يستعملها اغلب الساسة العرب! في العراق مثلا يمكن ان تقطع الطرق ويضطر المواطن الانتظار لعدة ساعات في الشارع والسبب ان ابن بنت عم السياسي الفلاني يمر في احدى الشوارع لشراء نفر كباب سفري؟
لا اريد الحديث عن العراق وعن صفقاته السياسية التي انتجت حكومة ورئيس بأختيار ساسة لايملكون حق الاختيار لانهم تابعون ذليلون الى رؤساء قوائمهم او مرجعياتهم ايا كانت اسلامية او حزبية او طائفية !
ابارك لمصر وشعبها هذا الانجاز واسال الله ان يتمم هذه الخطوة على خير ولا عزاء للشعب العراقي العظيم في اختيارهم لنواب لايستحقون الثقة التي منحها لهم شعبهم ولا زلنا بأنتظار المستقبل!
التعليقات (0)