عبـد الفتـاح الفاتحـي
تواصلت أشغال المائدة المستديرة لرؤساء جمعيات حماية اللغة العربية في الوطن التعريب باستعراض التجربة السودانية للتعريب، وبهذه المناسبة قدم الدكتور دفع الله الترابي -رئيس الهيئة العليا للتعريب في السودان-، مساء أمس الأربعاء 29 أيلول 2010 في فندق الشام بدمشق، عرضاً للتجربة السودانية في مجال تعريب التعليم العالي وتحدياتها.
وأكد الترابي أنّ التجربة التي قطعها السودان في هذا الميدان أثبتت نجاعتها سواء من حيث سهولة الاستيعاب للطلاب أو من حيث مستوى التحصيل العلمي مقارنة باستخدام اللغة الأجنبية في تعليم العلوم الطبية والتطبيقية.
وأوضح بأنّ التجربة في كلّ من السودان وسورية يمكن تعميمها على باقي الدول العربية؛ منوهاً بالتعاون الذي لقيه السودان من سورية وغيرها من الدول العربية في دفع هذه التجربة نحو النجاح. وذكر الترابي بالخطوات الأخرى التي قام بها السودان في مجال التعريب، والتي تمثلت بإنشاء لهيئة العليا للتعريب، ومجمع اللغة العربية، والمركز الإسلامي للترجمة، وتكوين وحدات للترجمة والتعريب في جميع الجامعات السودانية.
كما أبرز النتائج التي وصلت إليها لجان التعريب في السودان، وهي أنّ المصطلح العلمي لم يعد عقبة أو مشكلة في تدريس المناهج، وأنّ استيعاب الطلاب للمواد العلمية باللغة العربية أقوى بكثير من استيعابهم باللغة الأجنبية، وأنّ مستوى اللغة العربية ارتفع لدى الطلاب والمعلم بآنٍ واحد، وأنّ التعريب قد فتح مجالاً واسعاً للتأليف والترجمة العلمية، مضيفاً أنّ التدريس باللغة العربية لم يؤثر على مستوى اللغات الأخرى لدى الطلاب.
بدوره استعرض الدكتور رضوان الدبسي -مدير جمعية حماية اللغة العربية- التجربة الإماراتية لحماية اللغة العربية والتعريف بخصائصها وميزاتها في الإبداع الأدبي والفني والفكري والعلمي. وتناول الدبسي تجربة جمعية اللغة العربية في الشارقة، التي أُنشئت عام 1999 إيماناً بأهمية اللغة العربية ودورها الحيوي في الحفاظ على الهوية. مبينا الهدف من إنشاء الجمعية هو خدمة اللغة العربية، في الاعتزاز بالعربية وحث الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة على تعزيز استخدام اللغة العربية، وجعلها الأساس في التعامل والتخاطب والإعلان والعمل على تيسير تعليمها للناشئة ولغير الناطقين بها وتنظيم المحاضرات والندوات وحلقات البحث للنهوض بها. ولفت الدبسي إلى دور الجمعية في إصدار توصيات للجهات المسؤولة لحماية اللغة العربية حتّى تكون فصيحة في كلّ المجالات مع التأكيد على العمل بها وحمايتها والحفاظ عليها؛ مشيراً إلى ضرورة العمل على تحصين بيتنا العربي من الداخل بالتمسك باللغة العربية مع ضرورة تعلم لغة أخرى.
وأضاف قائلاً: بدأنا كمرحلة تجريبية بتعليم العربية لغير الناطقين بها ببرنامج حاسوبي هادف، مع تنظيم دورات تعليمية لتعليم مهارات اللغة العربية لمن يرغب، وإصدار مجلة متخصصة شهرياً باسم العربية وتوزيعها على الجامعات والمؤسسات والمكتبات مجاناً، إضافةً إلى إصدار حوالي 40 كتاباً و50 قصة مصورة للأطفال والمشاركة في وسائل الإعلام والمؤتمرات الثقافية.
وطالب الدكتور الدبسي بالمحافظة على اللغة العربية ومظاهرها في كلّ مكان، وخاصةً في البيوت والأسواق، وفتح معاهد تعليم اللغة العربية للأجانب، وكتابة لافتات المحال التجارية والمؤسسات الخاصة ودعاياتها بالعربية الفصيحة، وعدم استخدام الحرف العربي فيها لكلمات أجنبية؛ مشيراً إلى ضرورة تطوير مهام إدارة المناهج والكتب المدرسية وإثرائها بخبرات المدارس الميدانية ومعلميها، والعمل على تحديث طرائق تعليم اللغة العربية بالاعتماد على التقنية ومراكز التعليم والمختبرات اللغوية بوسائطها المختلفة.
كما أكد أهمية تطبيق النظريات الحديثة في التعليم و المدارس، والعمل بنظام المدرسة الحديثة المرتبطة بالبيئة والاهتمام بالتراث المحلي لأدب الإمارات، وتشكيل مجمع اللغة العربية بالإمارات أسوة بالمجامع الأخرى في القاهرة ودمشق.
الكاتب العام للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية
Elfathifattah@yahoo.fr
التعليقات (0)