مواضيع اليوم

التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة .

احمد الادريسي

2013-01-01 00:00:00

2


التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة
طرح الاشكالية :
ان التجديد الديني لا يعني تغيير مفاهيم الدين ومضامينه حتى تتوافق مع التغيرات التي تحدث في الفكر الانساني
العام خاصة ما طرأ على الحياة المعاصرة من سلوكات هدامة للاخلاق والقيم .
- فما المقصود بالتجديد في الدين ؟ وما مجالاته ؟
- وهل للتجديد ضوابط معينة ؟
- ولماذا يحتاج الاسلام الى التجديد ؟ وما اهميته في حياة المسلمين ؟
الفرضيات :
- من خصائص الاسلام انفتاحه على القضايا المعاصرة وقدرته على حل كل المشاكل المستجدة في المجتمع.
- من دواعي التجديد الديني انتشار الخرافة والشعوذة بين فئات عريضة من افراد المجتمع الاسلامي.
- استيعاب الاسلام لمختلف التطورات الحاصلة في المجتمعات البشرية دليل على حيوية هذا الدين.
مضامين النصوص :
- ضرورة لجوء المسلمين الى القران لايجاد حلول مناسبة لقضاياهم المعاصرة..
- قابلية الاسلام للتجديد من طرف علماء مجتهدين. .
- وجوب تضافر جهود علماء الامة من مختلف التخصصات للقيام بواجب الاجتهاد لتجديد الدين. .
تحليل عناصر الدرس :
1 ) مفهوم التجديد ومجالاته :
أ- تحديد المفهوم : التجديد هو جعل الشيئ جديدا بعد ان يبلى ويخلق أي جعله ملائما للعصر مسايرا للتطور
وتجديد الامر لا يعني الغاءه واستحداث شيئ جديد مكانه ، بل يعني العودة به الى ما كان عليه يوم انشائه
وظهوره اول مرة (كتجديد مبنى اثري عريق ) .
وتجديد الدين يعني المحافظة على جوهره والعودة به الى ما كان عليه يوم ظهوره على عهد رسول الله ( ص )
وخلفائه الراشدين . أي العودة الى الاسلام الاول قبل ان تشوبه بدع المبتدعين وتاويلات الجاهلين ، ويمارسه
علماء الامة التي توفرت فيهم شروط التجديد ..
فمن هو المجدد ؟
هو العالم المجتهد القادر على الاجتهاد في قضايا العصر المتجددة ، المتميز بالورع والتقوى المستوعب للقران
والسنة والعارف بوقائع عصره والمطلع على الثقافات السائدة فيه وحاجات الناس المتجددة...
ب) مجالات التجديد :
أ ) الثوابت القطعية : والتي يقررها ديننا الحنيف المتعلقة بالعقائد والعبادات واصول المعاملات …وتجديدها
يكون بازالة الآثار السلبية التي تصيبها بفعل التقليد والابتداع قال ( ص ) : ( من احدث في امرنا هذا ما ليس
فيه فهو رد )
ب ) المستجدات الناجمة عن تغير انماط العيش وتطور المجتمعات ويتم تجديدها بايجاد احكام شرعية مناسبة
لها كالتجديد في تدبير الشؤون الاقتصادية والعلمية والثقافية والفنية والسياسية … وغيرها من شؤون الحياة
اليومية حتى لا تتعطل مصالح الناس ، وهو الذي يبعث الحياة في هذا الدين ويجعله مسايرا لتطلعات الامم
والشعوب قال ( ص ) : ( من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن
سن في الاسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من اوزارهم شيئا الى يوم القيامة ) .
2 ) ضوابط التجديد :
للتجديد في الاسلام ضوابط اساسية لابد من مراعاتها وهي : :
أ ) فقه الشرع : من طرف المجدد بتوفره على مجموعة من العلوم اهما :
- علوم القران والسنة المتنوعة
- علوم اللغة العربية المختلفة
- الفنون الاخرى المساعدة على الفهم والاستنباط
- مراعاة مقاصد الشريعة الدائرة على جلب المصالح ودرء المفاسد
- ان يكون تقيا ورعا مخلصا لله عز وجل
ب ) فقه الواقع : باستيعاب واقع الناس الاجتماعي والثقافي والسياسي والبيئي والفني… حتى يتمكن من
اصابة مقصود الشرع في ما جد من قضايا ونوازل عصره .

3 ) ضرورة الانفتاح والتجديد لمسايرة تطور المجتمعات :
تجديد الدين ضرورة ملحة وفريضة مشروعة خصوصا في الوقت الراهن لكثرة التحديات التي تواجه الامة
في ظل العولمة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء حضارة عصرها . والشريعة الاسلامية تملك من
عوامل المرونة ما يجعل احكامها تساير مستجدات عصرها وتستوعب قضايا الانسانية كلها في كل زمان ومكان .
وقد دعا الاسلام الى الاجتهاد وشجع عليه وقدر الثواب الجزيل على هذا العمل الجليل جاء في الحديث الشريف :
( اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله اجر ) فالمجتهد دائما مأجور في الاسلام
سواء اصاب او اخطا . .
وبهذا يمكن للاسلام ان يستوعب القضايا المستجدة المتعلقة بحقوق الانسان وحماية البيئة وتكنولوجيا الاعلام
والاتصال وغيرها مما تتيسر به حياة الناس في عصرنا الراهن وذلك من صلب مقاصد هذا الدين واسمى غاياته.
ومن نماذج التجديد في حياتنا المعاصرة في المجال التعبدي جواز الصلاة على متن وسائل النقل الحديثة كالطائرة والقطار والحافلة حفاظا على ادائها في وقتها اذا طالت الرحلة . وفي المجال المالي تشريع التامين التعاوني
بالتعاقد بين جماعة من الناس يربطهم مجال معين . وفي المجال الطبي جواز التبرع بالدم من الاصحاء الى المرضى المحتاجين لهذه المادة الحيوية.
وهذا دليل على مرونة الاسلام وسعته وشموله لكل جديد وهو ما يجعله قابلا للتطبيق في كل مجال وكل زمان ومكان ...

Ahmedii2
 




التعليقات (2)

1 - marok

sabrina - 2014-01-06 12:21:45

good

2 - RUE MOHAMED BA HLOLE AYOUNE

كخقضيث - 2014-12-16 22:02:23

MERCIIIIIIIII BOUCOUP

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !