مواضيع اليوم

التاريخ الدموي للنظام السوري

سليمان الحكيم

2011-12-28 20:01:08

0

من المثير للدهشة أن الكثير من الإخوة القراء والعديد من المعلقين مازالوا يؤمنون أن النظام السوري هو نظام ممانعة وتصدي وصمود وغيرها من الألقاب التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا ادري حقيقة ما الذي أوحى إليهم بهذه الفكرة أو القناعة مع أن تاريخ هذا النظام والحزب معروف للقاصي والداني، لماذا لا يقرأ العرب التاريخ ... أتكلم هنا عن التاريخ الحديث.

تأسس هذا الحزب بداية تحت اسم حركة البعث العربي في أبريل 1947 في دمشق، وتحول اسمه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952 بعد إندماج الحزب العربي الاشتراكي بحركة البعث العربي. 
ولو عدنا إلى بداية هذا النظام في سوريا وبدايته كما هو معروف في ستينات القرن المنصرم حينما استولى على حكم الشعب السوري بإنقلاب دموي يعرفه الجميع، ويعرّف الحزب نفسه بأنه "حركة قومية شعبية إنقلابية تناضل في سبيل تحقيق الوحدة العربية والحرية والاشتراكية". ويحكم هذا الحزب سوريا منذ العام 1963.
شهدت فترة ستينيات القرن الماضي عدة صراعات وانقسامات بين القيادة القومية والقيادة القطرية.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1970 قام حافظ الأسد بحركة انقلابية داخل الحزب سميت بحركة تصحيحية تسلم على إثرها قيادة الحزب.
لنراجع معاً بعض شذرات من تاريخ هذا الحزب الدموي
إن حزب "البعث" وعقائده وتاريخه وجرائمه وخبثه وعداءه للإسلام والمسلمين أمره مشهور، وقد ألفت فيه مجموعة من الكتب، وصدرت في حقه عدد من الفتاوى تبين كفره وخروجه عن الإسلام.

ولا أريد هنا أن أكرر ما كتب عن هذا الحزب، ولكني أريد التذكير بحقيقته حتى لا يغتر المسلمون ببعض المظاهر التي يظهرها طواغيت هذا الحزب إذا ادلهمت بهم الخطوب، وضاقت بهم الأرض، وأرادوا كسب تعاطف الناس، من التشدق بالإسلام، وتسمية قتالهم جهاداً، وموتاهم شهداء، وكتابة "الله أكبر" على راياتهم وتصوير طواغيتهم وهم يصلون، وغير ذلك مما يروج على السذج، وهم كثيرون للأسف.
وعلى الرغم من أن حزب "البعث" الحاكم في سوريا والعراق أصله حزب واحد يقوم على أسس واحدة، إلا أن العداء بين هذين الحزبين منقطع النظير، وما جرى بينهما على أيام حافظ الأسد الرئيس السوري الراحل والرئيس الراحل صدام حسين مشهور..

ويقوم هذا الحزب من الناحية الفكرية على القومية، العلمانية، الاشتراكية، وشعاره، "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وتتمثل أهدافه في "الوحدة" و "الحرية" و "الاشتراكية"، وهو يترسم طريق "الماركسية"، إلا أن اتجاهات الماركسية أممية، واتجاهات "البعث" قومي (كما يقولون).

وسياسة الحزب - كما يظهر من شعاره وأهدافه - على أن تحقيق الاشتراكية شرط أساس لبقاء الأمة العربية، وعلى أن الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدول العربية التي تحقق الوحدة بينهم.

يقول مؤسس "البعث" ميشيل عفلق في كتابه الذي هو بمثابة كتاب البعثيين المقدس المسمى "في سبيل البعث" (أما النظرية القومية، فهي التعبير المتطور عن هذه الفكرة الخالدة حسب الزمان والظروف، وأن هذه النظرية تتمثل اليوم حسب إعتقادنا في الحرية، والاشتراكية، والوحدة، وبهذا التفريق تتسع القومية العربية لكل هذا الواقع الغني الممتد عبر عصور التاريخ في جميع أقطارنا)

ودستور حزب "البعث" قائم على الكفر الظاهر كغيره من الدساتير الوضعية، إلا أنه يزيد عليها بأنه لم ترد فيه كلمة الدين، ولا الإيمان بالله مطلقاً لذلك يقول شاعرهم والعياذ بالله: آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني
وإن تعجب فاعجب لهذا الحزب الكافر الذي هدفه "الوحدة العربية"، ومع ذلك لم يقدر على توحيد نفسه، كما ان مجيئ هذا الحزب إلى السلطة ثبت القضاء إلى الأبد على الوحدة التي جمعت القطرين العربين آنذاك مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة بل إن بين حزب "البعث" بشقيه السوري والعراقي من المؤامرات والمكائد والصراعات ما يعرفه كل مطلع على تاريخ البلدين الحديث، إن تاريخ "البعثيين" في البلدين المنكوبين "سوريا" و"العراق" تاريخ مليء بالمآسي والدماء والمجازر.

مجزرة مدينة حماة
بدأت مجزرة مدينة حماة في الثاني من فبراير/ شباط 1982، حين باشرت وحدات عسكرية حملة على المدينة الواقعة وسط سوريا، وتم تطويق المدينة وقصفها بالمدفعية قبل اجتياحها عسكريا وقتل واعتقال عدد كبير من سكانها، وراح ضحية المجزرة آلاف أو عشرات الآلاف من أبناء حماة وفق روايات متعددة.
وتشير بعض التقديرات إلى سقوط ما بين عشرين وأربعين ألف قتيل، وفقدان نحو 15 ألفا آخرين لا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولا حتى الآن، وفضلا عن القتلى والمفقودين، فقد تعرضت المدينة -الواقعة على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة دمشق- لخراب كبير شمل مساجدها وكنائسها ومنشآتها ودورها السكنية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها بعد انتهاء الأحداث العسكرية.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وبررت السلطات وقتها ما حدث بوجود عشرات المسلحين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين داخل مدينة حماة
وجاءت تلك الأحداث في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس حينها حافظ الأسد وجماعة الإخوان التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد، واتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف في سوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو/ حزيران 1979 في مدينة حلب شمال، ورغم نفي الإخوان لتلك التهم وتبرئهم من أحداث مدرسة المدفعية فإن نظام الأسد حظر الجماعة بعد ذلك وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر قانون 49 عام 1980 يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لها.
وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
(الجزيرة)

مجزرة سجن تدمر
شهد سجن تدمر الواقع في مدينة تدمر الصحراوية، نحو 200 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق، واحدة من كبريات المجازر التي وقعت أوائل ثمانينيات القرن الماضي.
وقد نفذت المجزرة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتحديدا بتاريخ 27 يونيو/ حزيران 1980، وأودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
ونظرا للتكتم المستمر على المجزرة من قبل السلطات، فإن التقديرات بشأن أعداد الضحايا تتفاوت، ففي حين تشير بعض التقديرات إلى تجاوزها حاجز ستمائة شخص، تشير تقديرات أخرى دولية إلى أن عددهم يزيد على ألف قتيل.
ووقعت المجزرة في اليوم التالي لما قالت السلطات إنها محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأسد، الذي حمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية، وتتطابق المصادر في تأكيد مشاركة أكثر من مائة عنصر بمختلف الرتب في تنفيذ المجزرة، حيث نقلوا من دمشق إلى مطار تدمر العسكري، بواسطة 12 مروحية، ثم توجه نحو ثمانين منهم إلى السجن، ودخلوا على السجناء في زنازينهم وأعدموا المئات منهم رميا بالرصاص والقنابل المتفجرة.
ووفق ما يتوفر من معلومات فإن جثامين القتلى نقلت بواسطة شاحنات وتم دفنها في حفر أعدت مسبقا في وادِ يقع إلى الشرق من بلدة تدمر، وما زالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان تصر على مطلبها بالكشف عن أسماء الضحايا وأماكن دفنهم، وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن "وحدات كوماندوس من سرايا الدفاع تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس قتلت ما يقدر بنحو ألف سجين أعزل، غالبيتهم من الإسلاميين، انتقاما من محاولة اغتيال فاشلة ضد الأسد" مؤكدة أنه "لم يتم الإعلان عن أسماء الذين قتلوا إطلاقا".
وبدأت تفاصيل المجزرة تتكشف في العام التالي لوقوعها، وتحديدا بعد اعتقال السلطات الأردنية اثنين من المشاركين في المجزرة، كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران، حيث أدليا بتفاصيل المجزرة، فسارعت في حينه منظمة العفو الدولية إلى مطالبة السلطات السورية بإجراء تحقيق في المجزرة، لكن دون جدوى، ونشرت مواقع حقوقية سورية شهادات لعناصر شاركوا في تنفيذ المجزرة، فأكدوا فيها أن مهمتهم كانت مهاجمة سجن تدمر. وقدر أحدهم عدد القتلى بأكثر من خمسمائة. بينما قال أحدهم إنه شاهد الأيدي والأرجل ملطخة بالدماء.
ووصفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة -في حينه- المجزرة بأنها تتعدى حدود جرائم القتل العمد المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكل منفذيها مسؤولين جنائياً عن هذه المجزرة.
ومجزرة تدمر ليست الوحيدة في عهد الأسد، بل وثقت منظمات حقوقية سبع مجازر جماعية في السجن وقعت خلال الأعوام 80 و81 و82 من القرن الماضي وراح ضحيتها مئات السوريين، كما نقلت المنظمات عن سجين سياسي سوري سابق لم تسمه، تأكيده أن عمليات إعدام جماعية أخرى وقعت بين عامي 1981 و1983، موضحا أن عمليات الإعدام كانت تتم مرتين في الأسبوع وتحيق بالعشرات في كل مرة.
وطالبت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في أكثر من مناسبة السلطات بالإعلان عن أسماء ضحايا هذه المجزرة، والإعلان عن مكان دفن الجثث وأسماء كل المسؤولين والمتورطين فيها، وتقديم كل مسؤول وكل متورط إلى قضاء مستقل ليفصل فيها، لكن شيئا من مطالبها لم يتحقق حتى الآن.
ورغم المناشدات الدولية يبدو أن ملفات المجازر ظلت مغلقة، إذ تؤكد هيومن رايتس ووتش أن "بشار الأسد ورث بلدا محملا بتركة ثقيلة من الانتهاكات، وحتى اليوم لم يتخذ أي خطوة ملموسة للإقرار والتصدي لهذه الانتهاكات، أو لإلقاء الضوء على مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا منذ الثمانينات" في القرن الماضي.

مجزرة جسر الشغور: قامت القوات الطائفية المسماة بالوحدات الخاصة التي يرأسها العميد الطائفي علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها بمدافع الهاون، ثم اجتاحها في العاشر من آذار 1980، وأخرج من دورها 97 مواطناً بريئاً من الرجال والنساء والأطفال. وأمر عناصره بإطلاق النار عليهم، وقد شهد هذه المجزرة وشارك فيها المجرم توفيق صالحة عضو القيادة القطرية لحزب أسد، كما أمر حيدر وصالحة بتدمير البيوت وإحراقها فدمروا ثلاثين منزلاً وأمرا بالتمثيل ببعض الجثث أمام الناس الذين حشروهم حشراً.. وممن مثلوا بجثته طفل أمرا بقتله أمام أمه والتمثيل بجثته وشقها نصفين فماتت أمه على الفور من شناعة الحادث.

مجزرة قرية كنصفرة: تقع هذه القرية الوادعة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، وقد قدر لها أن تشهد جانباً من ظلم حافظ أسد وأعوانه في آذار عام 1980 يوم أن قدم إليها أمين سر فرع الحزب في محافظة إدلب، ومديرا التربية والتموين فيها، إضافة إلى مسؤولين آخرين، وقد اجتمعوا في القرية مع بعض الحزبيين فيها، وفي نهاية الاجتماع حاول الأهالي البسطاء اغتنام الفرصة فعرضوا بعض مطالبهم الضرورية كالماء والكهرباء والمدارس، ولكن الزائرين المتغطرسين سخروا من المواطنين واستثاروهم، ثم أمروا عناصرهم المسلحة بإطلاق النار عليهم، فقتلوا مواطناً وجرحوا عشرةً آخرين، ثلاثة منهم بجراحٍ خطيرة، وما لبثوا بعد أيام أن أمروا بحملة اعتقالات واسعة بين المواطنين.

مجزرة سوق الأحد بحلب: بتاريخ 13/7/1980 هاجمت عشرون سيارة عسكرية محملة بالعناصر (سوق الأحد) المزدحم بالناس الفقراء البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال، يؤمون هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب، من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم.. وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائياً على الناس، فسقط منهم /192/ مئة واثنان وتسعون قتيلاً وجريحاً.

لما بدأت الحرب الأهلية في لبنان في 13 / 4 / 1975 واستطاعت القوات الفلسطينية بالتعاون مع القوات الوطنية اللبنانية دحر الكتائبيين وحلفائهم، وألحقوا بهم شر هزيمة، وأطبقت القوات الفلسطينية وجيش لبنان العربي على معظم لبنان، دخلت القوات السورية وقوامها 30 ألف جندي لبنان في 5/6/1976 وخاضت معارك طاحنة مع القوات المشتركة اقتحم البعث السوري لبنان لكي يضرب الوجود الفلسطيني، ويؤدي المهمة التي عجر عنها فرنجيه والجميّل وشمعون واليهود، وبعد تدخل النظام السوري بساعات أعلن رئيس وزراء العدو اليهودي إسحاق رابين عن ارتياحه العميق لخطوة النظام السوري، وقال: إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع البعث السوري من التوغل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين، فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحقة بالنسبة لنا، وأعلن الاتحاد السوفيتي وفرنسا عن ترحيبهما بالتدخل السوري في لبنان، كما أن الأنظمة العربية الحانقة أيدت التدخل السوري بسكوتها عن النظام السوري، وهو يضرب مسلمي لبنان والمقاومة الفلسطينية ، وخاضت القوات السورية معارك طاحنة مع القوات المشتركة .. حتى بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب حتى يوليو 1976 خمسون ألف قتيل .. وقد كان هناك تنسيق بين قوات الكتائب وحلفائها وبين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية ( بمباركة وزير الدفاع اليهودي بيريز ) .. ويقال أن ياسر عرفات صرح : بأن شارون العرب ( أي حافظ الأسد ) قد حاصرنا من البر، وشارون اليهود قد حاصرنا من البحر.
بدأ حصار القوات المارونية لتل الزعتر في أواخر حزيران، وسقط المخيم في 14/8/1976 بعد حصار دام أكثر من شهر و نصف، وبعد منع الصليب الأحمر من دخول المخيم .
انطلق الصليبيون الموارنة داخل المخيم كالوحوش الكاسرة، وراحوا يذبحون الأطفال والشيوخ، ويبقرون بطون الحوامل، ويهتكون أعراض الحرائر، وظهرت صورهم على شاشة التلفاز في معظم بلدان العالم، وهم يشربون كؤوس الخمر احتفالاً بالنصر على الفلسطينيين المسلمين، وكانوا يعلقون صلبانهم في أعناقهم، وتحت عنوان ( أحداث لبنان ) نشرت جريدة المجتمع الكويتية في عددها ( 308 ) مقالاً يكشف حجم المؤامرة على الفلسطينيين المسلمين التي نفذها رجال الكتائب والسوريين تحت سمع وبصر الحكام والشعوب العربية وجامعة الدول العربية : ( قام الكتائبيون وحلفاؤهم بخطف مائة طفل وامرأة من تل الزعتر وأعدموهم بطريقة بربرية، إذ أطلقت عليهم نيران الرشاشات عشوائياً بعد تجميعهم قرب مناطق تل الزعتر .. وفي جسر الباشا هتكت علوج الروم أعراض المسلمات، وفعلوا أشنع من ذلك في مذبحة الكرنتينا، حيث هدموا البيوت وأبادوا الأطفال، وسلبوا الأموال واعتدوا على حرائر المسلمات، وما نقله القادمون من بيروت أن الأوغاد كانوا إذا اعتدوا على كرامة الأبكار من الفتيات، تركوهن يعدن إلى أهلهن عاريات كيوم ولدتهن أمهاتهن )
فماذا فعلت الأنظمة العربية بعد هذه المذبحة الرهيبة ؟
عقدت مؤتمر قمة عربية، وتم الاتفاق على إيجاد ما يسمى بالردع العربي في لبنان، وكان في حقيقتها غطاء للوجود السوري، فالقوات السورية الكبيرة استمرت في احتلال وقهر أهل السنة في لبنان، وأضاف العرب إليها بضع مئات غير السوريين، وقد تم انسحابهم من لبنان بعد وقت قصير ..
وثمة شيء أكثر غرابة من ذلك، لقد تعهدت الأنظمة العربية بمساعدات ضخمة تقدمها لسورية، كما تعهدت الأنظمة العربية بتغطية نفقات القوات السورية العاملة في لبنان ..
أليست هذه مكافأة لنظام أسد على جرائمه التي ارتكبها ضد المسلمين؟
حقاً إنها مأساة .. طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعاً ..
ولدي من زمنٍ يسكنني .. وأنا من زمن أسكنه .. والآن تكفنه عيني .. فدعوني آكل من إبني .. كي أنقذ عمري .. ماذا آكل من إبني ؟ من أين سأبدأ؟ لن أقرب أبداً من عينيه .. عيناه الحد الفاصل .. بين زمان يعرفني .. وزمان آخر ينكرني .. لن أقرب أبداً من قدميه .. قدماه نهاية ترحالي .. في وطن عشت أطارده .. وزمان عاش يطاردني .. ماذا آكل من إبني ؟ يا زمن العار .. تبيع الأرض، تبيع العرض .. وتسجد جهراً للدولار .. لن آكل شيئاً من إبني يا زمن العار .. سأظل أقاوم هذا العفن .. لآخر نبض في عمري .. سأموت الآن .. لينبت مليون وليد .. وسط الأكفان على قبري .. وسأرسم في كل صباح .. وطناً مذبوحاً في صدري ..
(فاروق جويدة)
واستغرب مواقف حماس إذ كيف يرضون بالبقاء في سوريا مع علمهم بكل المجازر التي أرتكبت بحق أهلهم من قبل القوات السورية وحلفاؤها في لبنان؟ أستغرب كيف أنهم يُبقون أنفسهم ورقة بيد من سفك دماء إخوتهم وأغتصب حرائرهم ... ؟ كيف؟

مجزرة التبانة في طرابلس: بعد حصار وحشي وقصف وتدمير.. قامت به مع حلفائها ألعلويين دخلت القوات السورية مدينة طرابلس في خريف سنة 1985 بعد اتفاق رعته إيران، بين ما تبقى من حركة التوحيد الإسلامي وبين القيادة السورية وألعلويين من جهة أخرى.
في 9 شباط من العام 1986 وقعت جريمة اغتيال الشهيد خليل عكاوي (أبو عربي)، في خطوة مهدت لارتكاب احدى أفظع المجازر التي شهدها لبنان في 19 كانون الأول 1986، في شارع العجم وشارع ستاركو وساحة الأسمر امتداداً إلى آخر سوق الخضار، حيث منزل خليل عكاوي (أبو عربي)
في هذا المربع ارتكب الذين تلطوا بالعروبة(السوريين والعلويين) إحدى أبشع الجرائم التي تعرض لها شعب لبنان العربي. آلاف من أبناء محلة التبانة أخرجوا من منازلهم عنوة، ومنهم من رماه المجرمون من النوافذ إلى الطرقات ليكملوا إزهاق الأرواح، خلال ثماني ساعات من الرعب تم ارتكاب مئات عمليات القتل والتصفية بالرصاص والفؤوس وحراب البنادق، وشهدت اغتصاب مئات الحرائر من الفتيات والنساء الطاهرات من قبل العلويين وحلفائهم،  قتل الرجال والأطفال أمام أعين أمهاتهم وزوجاتهم بحقد قل مثيله، منعت الأسر من البكاء على الضحايا ومن العزاء، فضلاً عن التشييع وإتمام المراسم الدينية. فلم يسمح للأهالي بأخذ الجثث لتكفينها والصلاة عليها، ولم يجرؤ الكثيرون حتى على الإشارة إلى أبنائهم خوفاً من تعرضهم لمسلسل القتل الرهيب.

لكنها ليست الوحيدة
لم تكن جريمة التبانة المجزرة الوحيدة التي ارتكبها النظام السوري واتخذت وضعية الاعتداء على الإنسانية، هناك ما دعي بفتح الإسلام الذين ارسلهم النظام السوري إنتقاماً لخروجه المذل من لبنان وأرد بهم كسر شوكة أهل الشمال في لبنان لكن الله خذلهم بإدعاءاتهم حتى قضى عليهم الجيش اللبناني في النهر البارد في 2007، بل إنا أذكر بواقعتين هامتين لا يمكن تجاهلهما:
الأولى: اختطاف مئات اللبنانيين وزجهم في السجون السورية من دون العودة إلى الدولة اللبنانية، مع انتهاك حقوقهم الإنسانية، ولا يزال هذا الملف مفتوحاً على مصراعيه، ولا يزال النظام السوري يمارس حقده من خلاله على مواطنين لبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق..
الثانية: قصف المئات من ضباط وجنود الجيش اللبناني لدى اقتحام القصر الجمهوري لاعتقال العماد ميشال عون، وسقوط العشرات منهم بين شهيد وجريح، حيث لا تزال الأرض التي سقطوا عليها تنبت رفاتهم، ولا يزال بعض أهلهم في حرقة المصير المجهول لفلذات أكبادهم.
كسر حاجز الصمت
وطيلة عشرين سنة هي عمر الوجود السوري في لبنان، حظر على الناس وعلى وسائل الإعلام التطرق إلى هذه الجريمة، ومنذ خروج جيش النظام من بلدنا إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تتواصل عمليات الإجرام قتلاً وتفجيراً، وبقيت جدران الخوف والإرهاب تسيطر على الكثير من مفاصل واقعنا السياسي والإعلامي
إلا أن هذا العام شهد كسراً أولياً لجدار الصمت، وبدأت رحلة استعادة الحق المعنوي والمادي، من نظام لا يؤمن بأي حق من حقوق الانسان.
(المصدر/ الإعلام الإسلامي في لبنان)

ولا يزال هذا النظام يقتل ويدمر حتى الساعة ولا توجد أرض في سوريا الثائرة إلآ وترتوي من الدماء الطاهرة ... فلا يتسع هذا المقال وغيره من المقالات لتبيان حقيقة هؤلاء المجرمين الذين يعيثون بالأرض الفساد، ومازلتم تطلقون عليهم نظام الممانعة؟ بل هو نظام المخادعة والخنوع الإنبطاح لأعداء الأمة العربية والإسلامية من اليهود وغيرهم ومن لديه معلومات على أنه نظام مقاوم فليأتني بالخبر اليقين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات