إذا كنتُ أريد إيصال شخص فاسد ومستتِر لتبوّؤ منصب ما، مع علمي أن تأييدي أو دعمي الكلامي أو العملاني له من شأنه أن ينعكس سلباً على وصوله لذلك المنصب، نظراً لسمعتي السيّئة أوسجلّي الحافل بالنقاط السُّود مثلاً، فإن الحكمة تقتضي بي أن أصمت عن توجيه أي تأييد له ولو كان كلاميّاً، أو أن أهاجمه وأعلن دعمي وتأييدي لخصمه الشريف الذي ينافسه على ذلك المنصب، إذ من شأن ذلك أن يرفع تلقائياً -في ذهن كثيرين- من أسهم الفاسد المستور، ويحطّ من أسهم الشريف المعروف، لمجرّد كون الداعم له مشهوراً بفساده، وبذلك أضمن الى حدّ بعيد وصول الشخص الفاسد الذي أؤيّده في قرارة نفسي.
هذا، ويذكّرنا ذلك الأسلوب الماكر في تلميع صورة الفاسدين بقول المتنبي:
واذا اتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كاملُ
كما يمكن اختصار الأسلوب الدنيئ في الحط من سمعة الصالحين بقولنا:
واذا اتتك (تزكيتي) من مفسدٍ فهي الشهادة لي بأني فاسدُ
وانطلاقاً مما تقدّم، إذا أردنا استقراء السلوك الأميركي والإسرائيلي تجاه الملف اللبناني خلال السنوات الأربع الماضية ، فسوف نلاحظ اعتماده هذين الأسلوبَين الماكرَين مع القوى السياسية المتصارعة في لبنان، وذلك بما يخدم سياسة واهداف قوى المعارضة التي لاقت ذلك السلوك الماكر في منتصف الطريق، من خلال ترجمته تارة اعتماداً على الأسلوب الأول، وطوراً استناداً للأسلوب الثاني، بدليل الواقع التالي:
1- في خضم "حرب" تموز 2006 المدمرة، اصّرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على زيارة لبنان، حيث استدرجت وزراء ونواباً وشخصيات من قوى الأكثرية و14 آذار الى اجتماع في السفارة الأميركية في عوكر، بذريعة التباحث في كيفية ايجاد مخارج لوقف تلك "الحرب". وقد شكّل هذا الاجتماع (الذي كان ينبغي تفاديه أو على الأقل حصره برئيس مجلس الوزاء)، مادة دسمة للمعارضة التي وصفته بالإجتماع التآمري على ما يسمى "مقاومة"، بهدف اطالة أمد الحرب حتى التخلص منها نهائياً.
2- بعد "حرب" تموز 2006، وتزامناً مع التحركات الانقلابية التي نظمتها المعارضة ضد الحكومة وقوى الأكثرية، ظهرت إلى العلن تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، يشدد فيها على دعمه "حكومة السنيورة"، وقلقه من المحاولات التي تقوم بها المعارضة بغرض إسقاطها.
3- ترافقت هذه التصريحات مع توجيه الولايات المتحدة سيلاً من الدعم الكلامي اليومي "لحكومة السنيورة"، بلا كلل ولا ملل، وصلت إلى حدّ اعتبار بقائها جزءاً من الأمن القومي الأميركي.
4- وتخلل ذلك، ترويج الموساد الإسرائيلي بين الحين والآخر، أخباراً مكذوبة عن حصول لقاءات بين الرئيس السنيورة وإيهود أولمرت في شرم الشيخ.
وكانت نتيجة هذا السلوك الأميركي الإسرائيلي المشترك، إيجاد شبهة قوية لدى البسطاء لاتهام حكومة الإستقلال الثاني وقوى 14 آذار الداعمة لها، بلعب دور الخيانة والعمالة والتبعية لتلك الجهات، ذلك الدور المكذوب، الذي ما انفكّ "حزب ولاية الفقيه" يذكِّر به أتباعه في جميع خطاباته، لا سيِّما في حفلات وعروض ساحة رياض الصلح، حيث كان يتبارى خطباؤه كل يوم على الشتم والتحريض والتصعيد، بلهجة موتورة ومنطق تخويني مبرمج، بلغ ذروته مع قول أمين عام الحزب في 7/12/2006 :"هذه الحكومة تلقت على مدى سنة ونصف سنة من الدعم الأميركي والغربي، وما زالت، ما لم تتلقه أي حكومة في تاريخ لبنان، ألا يثير هذا الشكوك والشبهات؟ لماذا هذا الغرام الأميركي بهذه الحكومة وبرئيس هذه الحكومة، لكن ما يثير الشكوك أكثر، هذا المديح الإسرائيلي اليومي لهذا الفريق الحاكم في لبنان، هل هناك وراء الأكَمَة ما لا نعرف وما نجهل؟!". ثم اتهم الحكومة صراحة بلعب دور التواطؤ والعمالة والخيانة ضد حزبه، أثناء حرب تموز.
5- وفي وقت بلغ فيه الصراع ذروته، مع الصمود البطولي لحكومة الاستقلال الثاني في وجه المحاولات الإنقلابية السلمية وغير السلمية التي تقوم بها المعارضة، وجَّهت الولايات المتحدة للحكومة اللبنانية وقوى 14آذار ضربة موجعة ومحرجة ومربكة في آن معاً، استغلتها المعارضة أبشع استغلال، وذلك مع إعلان مسؤول أميركي كبير في 28/2/2008، أن الولايات المتحدة قامت بإرسال السفينة الحربية "يو.اس.اس.كول" إلى سواحل لبنان، في إشارة على حدِّ قوله إلى "نفاذ صبر واشنطن من سوريا، ولإظهار قلق أميركا حيال السلوك السوري، وتأييداً منها للاستقرار الإقليمي". وقد ظهر زيف كل ذلك التأييد الأميركي للحكومة اللبنانية، مع أحداث أيار الإرهابية عام 2008، حيث وقفت أميركا صامتة تتفرّج على إسقاط الحكومة بقوّة السلاح الايراني والمتغاضى عنه اسرائيلياً.
6- ومع اقتراب اعلان مدعي عام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قراره الاتهامي الظني، نشرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية والمعروفة بانتمائها الصهيوني تحقيقاً في 23أيار 2009، ذكرت فيه "ان قوات خاصة تابعة لحزب الله خططت ونفذت الهجوم" الذي اودى بحياة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في14 شباط 2005. وافادت ان ما نشرته "يستند الى معلومات حصلت عليها من مصادر قريبة من المحكمة (الخاصة بلبنان) وتم التحقق منها عبر الاطلاع على وثائق داخلية".
وعلى الفور تلقفت الجهات الاسرائيلية ذلك التقرير بأهمية كبيرة، فأعلن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان: "انه بناء على تقرير "ديرشبيغل" يجب اصدار مذكرة توقيف بحق نصر الله ، وانه يجب اعتقاله بالقوة اذا لم يسلمه لبنان".
اما حسن نصر الله، فكان المستفيد الاكبر من تحقيق المجلة الالمانية وتعليقات الاسرائيليين، فقد اعطته ذريعة قوية وكافية لرفض القرارالظني اذا ما صحت المعلومات المنطقية الواردة بتورطه وحزبه في الجريمة، واعتبار المحكمة اسرائيلية؛ فقد نعى المحكمة الدولية في 25/5/2009، معلناً أن " ما كتبته "دير شبيغل" وما عقّب عليه الصهاينة نعتبره اتهاماً اسرائيلياً باغتيال الحريري وسنتعاطى معه على انه اتهام اسرائيلي". وبهذا تكون المجلة الالمانية والتعليقات الصهيونية قد انقذت حزب ولاية الفقيه من تداعيات احتمال تورطه بالعملية الارهابية التي غيرت تاريخ المنطقة وهزت العالم بأسره، واعطته ما يشبه صك براءة.
7- ومؤخراً، خرجت علينا الصحف الإسرائيلية في 3/5/2009 لتخبرنا: "ان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، سيعلن قريباً استعداد إسرائيل للإنسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر على الحدود مع لبنان، وإن سبب هذه الخطوة هو الإستجابة لمطلب أميركي، وبادرة حسن نية لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قبل إجراء الإنتخابات الداخلية اللبنانية". وتبعه أحد الوزراء اليمينيين بالقول: " حاولنا جهدنا في السنوات الماضية دعم المعتدلين في لبنان، فكانت النتيجة أنّا أضعفنا أنفسنا".
وقد سارعت المعارضة الى استثمار هذه التصاريح الملغومة في البازار الإنتخابي، بعد أقل من 48 ساعة على صدورها، مع قول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة": "إذا كان الإعتدال يعني التضييق على المقاومة، فنحن لسنا من هؤلاء المعتدلين...وإننا في الإنتخابات ضد هؤلاء المعتدلين الذين يحملون هذا المضمون الإسرائيلي"، وأضاف: "إذا كانت مواجهة المشروع الأميركي للسيطرة والهيمنة على لبنان والسلطة تطرفاً، فنحن يشرفنا أن نكون من هؤلاء المتطرفين".
8- وفي 22أيار2009، شهد لبنان زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، واجتماعه مع قوى 14آذار، وقوله إن بلاده "ستعيد تقويم برامج مساعداتها بناء على تركيبة الحكومة الجديدة". وعلى الفور علّقت المعارضة بأن بايدن جاء لتشكيل لوائح 14آذار وحل عقدها.
9- وقبل أحد عشر يوماً من موعد الإنتخابات اللبنانية، عبّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي في 26/5/2009، عن تخوفه من تفوّق حزب ولاية الفقيه في الإنتخابات اللبنانية، معتبراً أن "هذه الإنتخابات حرب على مستقبل لبنان"، وواصفاً إياها بأنها "حملة انتخابية مركبة من محور متشدّد وأطراف معتدلين".
وفي اليوم نفسه، حذّر وزير دفاع العدو الإسرائيلي إيهود باراك الشعب اللبناني من مغبّة التصويت للحزب المسلّح في الإنتخابات النيابية، معتبراً أن فوزه "سيمنحنا حرية عمل لم نكن نمتلكها في تموز 2006".وبالطبع، تلقفت المعارضة هذه التصاريح بكل سرور، واستخدمتها في مهاترات الغمز واللمز المكوِّن الأساس لحملتها الإنتخابية، متهمة قوى 14آذار بالتبعية لأميركا واسرائيل تلميحاً وتصريحاً. ومن ذلك قول النائب العوني نبيل نقولا في مهرجان انتخابي لمنطقة المتن: "الا تعني تلك التصاريح الاسرائيلية ان قوى 14 آذار واسرائيل اصدقاء!".
10- جرت الانتخابات النيابية في السابع من حزيران بأمن وسلام، فالمعارضة كانت واثقة من انتصارها "الالهي" الجديد في تلك المعركة الديموقراطية التي تكفلت بحملتها الانتخابية الشخصيات الاسرائيلية بتصريحاتها المشبوهة المختلفة، فتلك الثقة بالفوز حالت دون عرقلق المعارضة هذا الاستحقاق المصيري او ارجائه، الا ان قوى 14آذار نجحت باكتساح غالبية مقاعد البرلمان مجدداً، لتدخل في استحقاق تشكيل حكومة جديدة تعكس نتائج الانتخابات وتلبي ارادة الناخب اللبناني الذي اعطاها ثقته ومنحها صوته.
وفي خضم مساعي تشكيل الحكومة العتيدة، بدأت المعارضة تلوّح وتهدد باستعمال السلاح في الداخل ان لم تستجب الاكثرية لمطالبها في عملية التأليف، سواء بالنسبة لصيغة الحكومة او لكيفية توزيع حقائبها او لتفاصيل بيانها الوزاري. قابلت الاكثرية تلك التهديدات بتنازلات مشينة ومخزية بحق جمهورها لاسيّما لناحية قبولها بثلث معطل مضمر داخل الحكومة، وبقيت صامدة فيما يتعلق بتفاصيل تافهة اذا ما قورنت بكارثة الثلث المدمر مثل رفضها توزير الراسبين، فرفعت المعارضة سقف مطالبها وطال امد التأليف، فارتفعت بعض الاصوات الاستقلالية السيادية على استحياء مطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط أو حتى حكومة اكثرية لا تشارك فيها المعارضة، عملا بأبسط مبادئ الديموقراطية وترجمة لنتائج الانتخابات.
وهنا تدخل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في 10/8/2009 لممارسة مزيد من الضغط على قوى الاكثرية والحؤول دون إقصائها المعارضة عن الحكومة اذا ما كان ذلك الاحتمال وارداً لديها، محذّرا الحكومة اللبنانية من نتائج دخول حزب ولاية الفقيه الحكومة المقبلة، وقال : "ليكن واضحاً ان الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولية اي هجوم يأتي من اراضيها اذا صار حزب الله رسمياً جزءا منها...".
اياماً قليلة، وجاء ت ترجمة خطاب نتنياهو على لسان حسن نصر الله، فقد استغل ذلك الكلام التصعيدي من اجل تعجيل وتيرة تشكيل الحكومة بما يتلاءم مع املاءات فريقه، فقال في 15/8/2009: "ان ضجيج التهديدات الاسرائيلية في الآونة الاخيرة لم يكن يؤشر الى حرب جديدة وانما هدفه شن حرب نفسية لإعاقة تشكيل الحكومة في لبنان والحيلولة دون مشاركة حزب الله فيها..."، وأكد بأن "الرد على ذلك يكون بأن نسارع ونتعاون جميعاً على تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن يشارك حزب الله فيها بفعالية، وهكذا نسقط الهدف من هذه التهديدات".
ومنذ ذلك الحين، تحمِّل المعارضة قوى 14آذار مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، اي الامتناع عن التجاوب مع مطالبها التعجيزية، وتعيد سبب التأخير الى ما استجد من تصاريح اسرائيلية وتدخلات اميركية في الآونة الاخيرة. ومن ذلك، قول الجنرال عون في 17/8/2009مدافعاً عن مطالبته توزير صهره الراسب في الانتخابات الاخيرة: "تأخير الحكومة ليس بسبب جبران باسيل أو غيره، بل ان الأسباب الخارجية بدأت قبل الانتخابات وذلك عبر تصاريح المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، ونحن اليوم نعيش خطر الحرب على الرغم من كل ما سيقال".
وقد حققت التصاريح الاسرائيلية هدفها المنشود، وسمعت الرد الذي تنتظره، مع قول الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري في 25 آب 2009 :"اريد ان اؤكد للعدو الاسرائيلي (...) ان حزب الله سيكون في الحكومة، شاء العدو ام ابى، لان مصلحة الوطن تتطلب ان نكون جميعاً في هذه الحكومة ولا يزايدن احد في هذا الموضوع".
وكخلاصة لما تقدّم بيانه، شدّد الجنرال ميشال عون لمحطة الجزيرة القطرية في12/9/2009، على ان "كل الدول الداعمة للتوطين تدعم قوى الغالبية، وهي الدول الأوروبية وأميركا واسرائيل في الدرجة الأولى، ودعم اسرائيل كان واضحاً عندما اعترض رئيس الوزراء بينامين نتنياهو على مشاركة حزب الله في الحكومة. وقبل الانتخابات كانت اسرائيل تقول انها ستشن حرباً على لبنان إذا وصل حزب الله إلى الحكم".
وانطلاقا مما تقدم ومن مواقف "حزب ولاية الفقيه" وتصريح العماد عون الأخير، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل الأميركيون والصهاينة، هم حقاً بهذه الدرجة المتدنية من السذاجة والغباء، التي تجعلهم يقدّمون الهدايا الكلامية والعملية لمن يزعمون أنه من ألد أعدائهم، كي يعمل بدوره على استثمارها في صراعاته الداخلية والإقليمية، بما ينعكس عليه زيادة في الشعبية والنفوذ وانتزاع المكاسب، وتقوية لمنطقه التخويني؟! أم أنهم يعلمون جيداً ماذا يفعلون؟
السبيل في رأيي لمواجهة ذلك التأييد الانعكاسي تكمن في ثلاث نقاط:
اولاً: خروج قوى 14آذار والاكثرية من حالة الارباك التي تنتابهم عند صدور تصاريح اميركية او اسرائيلية مشبوهة كالتي استعرضناها، فثوار الارز يملكون من الوطنية والسيادة ما يدحض عنهم تلك الاتهامات و الشبهات التي لا ولن تنطلي الا على السذج والبسطاء. كما ان تاريخ اهل بيروت في مقاومة الاحتلال والاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 مشرف وريادي، فالمقاومة الحقيقية والصادقة انطلقت من بيروت قبل ان يولد ذلك الحزب المشبوه الذي يحتكر "المقاومة" ويعمل على محو تاريخ المقاومين الاوائل من اهل السنة واليساريين المشرف( ونتذكر هنا اغتيال جورج حاوي المقاوم الشيوعي العريق)، وكأن ذلك الحزب يريد ايهامنا ان العمل "المقاوم" بدأ من تاريخ تأسيسه.
ثانياً: التحول من موقع الدفاع المستميت عن النفس لدحض اتهامات المعارضة لدى استثمارها التصاريح الغربية الصهيونية المشبوهة، الى موقع الهجوم المبطن او الصريح اذا اقتضت الضرورة، فالشبهات والحقائق التي يمكن ايرادها على المعارضة بما فيها الجنرال عون وحزب ولاية الفقيه وسوريا وايران وحتي قطر، لناحية صلتهم بالاميركيين والصهاينة كثيرة جداً ومنها ما هو موثق، سواء ما يتعلق بـاجتماع الجنرال مع الضباط الاسرائيليين وشارون اثناء الاجتياح، ولاحقاً مع الموساد في باريس، او ما يتعلق بـ "مسرحية حرب تموز الاستعراضية والدعائية" حيث اتاح اقوى جيش في المنطقة لميليشا صغيرة - لديه كافة المعلومات الدقيقة عن تحركاتها ومخازن اسلحتها ومواقع انتشارها ومنصات صواريخها بما يتيح له القضاء عليها في ساعات قليلة لو اراد- فرصة الظهور بمظهر البطل الهمام الذي يجابه وحده الكيان الصهيوني، ما رفع اسهمه وروّج لمذهبه وسياسته التقسيمية والتوسعية بما يتوافق مع مشروع الشرق الاوسط الجديد؛ او لناحية المفاوضات السورية الاسرائيلية، او فضيحة استيراد ايران الاسلحة الصهيونية اثناء حربها مع العراق في الثمانينيات، وتقديم الحرس الثوري المساعدة العسكرية والميدانية المباشرة للجيش الاميركي لدى احتلاله افغانستان والعراق، وفرش السجاد الاحمر للرئيس الايراني لدى زيارته العراق في المنطقة الخضراء عام 2008، او قيادة الخميني ثورته من باريس برعاية وحماية غربية قبل انتقاله الى ايران، او استخدام اميركا ايران كفزاعة لدول الخليج لنهب ثرواتها واشاعة القلاقل والانقسامات في دول عدة مثل:اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وافغانستان ومصر والبحرين والمغرب والجزائر والامارات والسعودية وحيث نجهل تمهيدا لتقسيمها... وما الى ذلك من فضائح وشبهات تحرج تلك القوى وتنزلها المنزلة التي تستحقها امام الرأي العام اللبناني والعربي والاسلامي والعالمي.
ثالثاً: وجوب تمسكنا بالمحور اللبناني-اللبناني، لأن كلاً من أميركا واسرائيل وسوريا وإيران يشكلون محوراً واحداً ذا اهداف مشتركة ومصالح متقاطعة، لايريد بنا خيراً.
عبدو شامي
التعليقات (0)