خلال حفل عشاء نظمته «تجارة نابلس» تكريما للوفد الاقتصادي الاردني
نابلس – غازي ابوكشك -
أكد مسؤولون اقتصاديون فلسطينيون واردنيون على أهمية تعزيز أفق التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي بين البلدين الشقيقين وضرورة خلق بيئة استثمارية متبادلة بين الطرفين، وفتح الأسواق الأردنية أمام الاستمثار الفلسطيني، ودعوة رجال الأعمال الأردنيين إلى الاستثمار في فلسطين.
جاء ذلك خلال حفل عشاء نظمته غرفة تجارة وصناعة نابلس مساء أمس الأول تكريما للوفد الاقتصادي الأردني الذي يزور فلسطين. وحضر حفل العشاء محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، ورئيس غرفة تجارة وصناعة نابلسعمر هاشم واعضاء مجلس إدارة الغرفة، والرئيس التنفيذ في لهيئة تشجيع الاستمثار الفلسطينيةجعفر هديب، وأعضاء الوفد الأردني الذي ترأسه رجل الاعمال عوني رشود، وعدد كبير من رجال الأعمال الفلسطينيين، وجاء تنظيم الحفل تحت رعاية شركة مصانع الزيوت النباتية وشركة مصنع بوظة الأرز.
وفي كلمة له أكد البكري على أهمية الاستمثار في مدينة نابلس، داعيا رجال الاعمال الأردنيين إلى اغتنام الفرصة وحالة الاستقرار التي تشهدها المدينة والقيام بمشاريع اقتصادية مشتركة.
وشدد البكري على عمق العلاقات التاريخية الاخوية التي تربط بين الاردن وفلسطين مشددا على أن زيارة الوفد الاقتصادي الأردني، ومن قبلها زيارة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى فلسطين تؤكدان على أهمية تلك العلاقة المشتركة,
وقال البكري إن مدينة نابلس شهدت سنوات من الحصار لم تشهد مثلها أي من المدن الفلسطينية، فتعرضت المدينة إلى الإغلاق الكامل لمدة ثماني سنوات، لكنها استطاعت أن تتجاوز المحنة، وتؤكد مجددا أنها ستبقى عاصمة الاقتصاد الفلسطيني,
كما تحدث البكري عن الخطة الاستراتيجية لمدينة نابلس وأهميتها لتشجيع الاستمثار فيها، مؤكدا أنه بعد استقرار الحالة الأمنية لا توجد إمكانية للعودة إلى الوراء وقال:» نابلس الآن تستطيع أن تحتضن الكثير من الاستثمارات», مشيرا إلى أن المدينة استطاعت أن تثبت حضورها في الكثير من الصناعات التي تنافس منتجات عالمية,
وقال البكري أن على مدار العامين الماضيين زار المدينة 800 ألف زائر سنويا، كما أن الفنادق دائما مكتملة الحجوزات,
من جهته، قال هديب إن كل مدينة فلسطينية لها ما يميزها في المجال الاقتصادي، فهناك عاصمة للزراعة واخرى للسياحة وثالثة للاقتصاد,
وأشار إلى توقيع بروتوكول تعاون مشترك مع مؤسسة الاستثمار الأردنية لإقامة ملتقى سنوي مشترك بين فلسطين والأردن، موضحا أن دورته الاولى ستعقد في الأردن,
وقال هديب: «ما زلنا نعاني من ضعف الميزان التجاري المتبادل بين الأردن وفلسطين، وكذلك بيننا وبين الوطن العربي»، معربا عن أمله بأن يرتفع هذا الميزان خلال الفترة القريبة المقبلة,
وأضاف: «نريد إقامة الاستثمارات المشتركة في فلسطين والأردن، ونسعى لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين».
بدوره، اعتبر عمر هاشم إن زيارة الوفد الأردني تأتي تأكيدا على الارتباط التاريخي بين فلسطين والاردن على كافة الاصعدة، انطلاقاً من اهدافٍ مشتركة ومن توجيهات الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني بن الحسين
وأوضح هاشم أن فلسطين ما زالت تئن تحت وطأة سلسلة من الاجراءات والسياسات والتدابير الاسرائيلية على الصعيد الاقتصادي، والتي تؤثر على قدرة القطاع الخاص، ورغم هذه الإجراءات التعسفية لهذا الاحتلال فان القطاع الخاص يصر على السير قدما في طريق العمل والبناء والتقدم والاستثمار وتشغيل الأيدي العاملة, وأضاف: «وإننا في القطاع الخاص في محافظة نابلس إذ نفتخر بما أنجزته الحكومة واذرع الأمن الفلسطيني من فرض النظام، وتكريس سيادة القانون، وتفعيل القضاء، فإن الحكومة والقطاع الخاص قاموا بتأسيس بناء متين من الشراكة والتنسيق المتواصل للبحث عن حلول للمشاكل التي يتعرض لها القطاع الخاص».
ورأى هاشم ان الغرف التجارية بدأت بعد إجراء الانتخابات جولة جديدة من العمل لصالح القطاع الخاص مدعومة بشرعية جديدة من هيئاتها العامة، وبتوجهات ورؤى وبرامج تعكس التصميم لإحداث التغيير المطلوب، وقال:» كما اننا نرى في تطبيق قانون الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية الذي صادق عليه الرئيس محمود عباس مؤخراً محطةً من محطات النهوض بواقع الغرف التجارية الفلسطينية لتقديم الخدمات التي تتناسب وطموح القطاع الخاص وتطلعاته، وتعزيز مواقفه».
وأشاد هاشم باتفاقية التفاهم التي تم توقيعها بين غرفة تجارة الأردن وغرفة صناعة الأردن مع اتحاد الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية، وقال: «هذه الاتفاقية تضاف إلى صَرح العلاقة الاقتصادية المميزة بين التوأمين الشقيقين، فلسطين والاردن، ما يفتح الآفاق في تشريع الابواب امام التجارة البينية والعربية من الصادرات الفلسطينية وتعزيز حضورها في الاسواق الاردنية والعربية».
وأكد أن المطلوب دوماً هو تنسيق مواقف القطاع الخاص، والعمل المشترك يدا بيد، لأجل حياة اقتصادية عربية ناجحة, وأضاف:» ونتطلع باهتمام بالغ الى الأشقاء في الأردن لزيادة حجم استثماراتهم في فلسطين، وان اهتمامنا بزيادة التبادل التجاري ورفع مستوى التجارة البينية بما ينسجم والعلاقة المميزة الأخوية فيما بيننا يستدعي العمل الجاد منا جميعا للتعاون لتأسيس مشاريع اقتصادية مشتركة في فلسطين، حيث ان السوق الفلسطينية هي سوق واعدة وفيها مجالات كبيرة للاستفادة وتحقيق الأرباح، كما يمكن الاستفادة من قانون تشجيع الاستثمار الفلسطيني الذي يقدم ميزات وإعفاءات تساهم في دعم المشاريع الجديدة».
وأوضح أن نابلس تتوفر فيها الأيدي العاملة المهنية الماهرة، والأراضي القابلة للاستثمار رخيصة الثمن، وموقعها الجغرافي المتميز، ووجود منطقتين صناعيتين ذات بنية تحتية ملائمة، كما يمكن إقامة المشاريع الاقتصادية الصناعية والسياحية في أنحاء شمال الضفة خاصة وباقي المحافظات الفلسطينية في الوسط والجنوب عموما.
من ناحيته، وجه عوني رشود الدعوة لرجال الاعمال الفلسطينيين لزيارة الأردن، مؤكدا أن المناخ الاستثماري في الأردن مناسب جدا وفيه الكثير من العوامل المشجعة, كما دعا رشود رجال الأعمال الأردنيين ايضا إلى الاستثمار في فلسطين وأخذ الأمر بكامل الجدية، بهدف تشجيع الاستمثار المتبادل بين البلدين,
وتحدث من الوفد الأردني أيضا سلامة الحياري مؤكدا على أن رجال الأعمال الأردنيين لديهم الجدية الكاملة للاستمثار في فلسطين، والشراكة مع رجال الأعمال الفلسطينيين.
وأوضح الحياري أن هذه الزيارة وما سينتج عنها، هي ثمرة للاجتماعات المهمة التي تجري بين الرئيس محمود عباس والملك عبدالله الثاني بين الحسين, وقال: «ومن هذا المنطلق نؤكد على أهمية أن تكون هذه الاجتماعات واللقاءات دورية لما لها من أهمية وخدمة لاقتصاد البلدين».
وتحدث في الحفل كذلك زاهي عنبتاوي مدير عام شركة مصنع بوظة الأرز، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس، مؤكدا على وجود إمكانية كبيرة للتعاون ما بين القطاع الخاص في فلسطين والأردن,
وقال عنبتاوي إن السوق الفلسطينية استطاعت تصنيع منتجات قادرة على منافسة البضائع الأجنبية».
كلمات دليلية
التعليقات (0)