التأسيس الحقيقي للجيش العراقي!
يحتفل اغلب العراقيون بيوم 6 كانون الثاني من كل عام بيوم تأسيس الجيش العراقي عام 1921 وفي الحقيقة انه لم يتأسس الجيش العراقي في هذا التأريخ خاصة وان حكومة عبد الرحمن النقيب وهو رجل الدين السني البغدادي المتعصب والعميل الانكليزي ورغم كبر سنه الذي لم يمنعه من المشاركة في الخيانة الوطنية العظمى لم تتشكل حكومته الصورية سوى قبل اسابيع من هذا التاريخ بعد القضاء على ثورة العشرين الشيعية في جنوب العراق.
بعد سلسلة من الثورات في المستعمرات البريطانية بين عامي 1919-1921 نتيجة للخداع والخبث البريطاني في عدم منح الشعوب المستعمرة الاستقلال بعد الوعود الكاذبة لها أثناء الحرب مما جعلها تضحي بعدد كبير من ابنائها في صفوف الجيوش البربطانية في حربها ضد المحور،فكانوا خير حمير للانكليز اثناء الحرب ومنهم بالتأكيد الاعراب والمستعربين في شبه الجزيرة العربية ومصر والمغرب والجزائر وتونس واضافة الى الهند وغيرها...!
ولاخضاع تلك الشعوب بطرق خبيثة تستند على قاعدة فرق تسد ،عقد مؤتمر وزارة المستعمرات البريطانية برئاسة الوزير العتيد والعجوز وينستون تشرشل في القاهرة في آذار 1921 فكان من ضمن المقررات والتوصيات هي تشكيل جيوش محلية لاخضاع شعوبهم الثائرة ولتخفيف الضغط على الانكليز وتقليل الخسائر ضمن صفوف القوات البريطانية اضافة الى رخص تكاليف هؤلاء المرتزقة،فكان من ضمن الجيوش التي اسست هو الجيش العراقي واختير جميع ضباطه من بقايا الجيش العثماني الذي كان يضم المنتمين الى الطائفة السنية فقط سواء اكانوا عربا او اكراد او تركمان لان الدولة العثمانية لا تقبل الطوائف الاخرة وبخاصة الشيعة منهم! وبالتأكيد غير هؤلاء المرتزقة ولائهم بسهولة من الدولة العثمانية الى الامبراطورية البريطانية،وعليه من الصعب اذا لم يكن من الغباء المستحكم ،الحكم على جيش مؤسس حديثا لقمع شعبه ان يكون وطنيا ولذلك بقي الجيش العراقي منذ تأسيسه في آذار 1921(وليس 6 كانون ثاني1921)ولغاية سقوطه في ابريل(نيسان) 2003 جيشا مرتزقا تابعا للحاكمين وسوطا على المحكومين بغض النظر من كثرة المجبرين في الانتماء اليه ووطنيتهم المشهود لها...!
وللتغطية على من اسسه وتاريخ تأسيسه والتستر على الصبغة الطائفية له،جرى اختيار تاريخ يسبق مؤتمر المستعمرات واختير اسم اول فوج بأسم الامام الكاظم(ع) للضحك على الغالبية الشيعية ولكن لم يستطيعوا ان يغيروا حقيقة تاريخ تأسيس هذا الفوج لانه كان في حزيران 1921 بأعتراف جميع الحكومات العراقية المختلفة...!!
وعليه ومن هذا المنطلق يجب دراسة التاريخ بعناية والوعي من خلاله والاستفادة من دروسه وليس اعادة الاسطوانة الكئيبة المكررة كل عام بعيد الجيش يوم 6 /1 كل عام بل يجب اختيار تاريخ آخر وطني محض وجامع للجميع ولا يدل على اية صلة بما سبق من جرائم داخلية وخارجية لمن قاد الجيش او حكم العراق من خلاله ...!
نعم الجميع يحتاج الى شجاعة ذاتية صارمة لتحرير الذات من مخلفات العصور السابقة والتضليل والخداع الذي مورس وتوارثته الاجيال تباعا...!
--
التعليقات (0)