البُعد التاريخي لأفعال الدواعش التيمية بتخريب المدن وقتل الناس.
بقلم: محمد جابر
الاعتداء والفساد والتخريب والقتل، مظاهرٌ يرفضها الشرع، ويستقبحها العقل، وتمجُّها الفطرة، وتدينها كل الأعراف والقوانين والأيديولوجيات، لما لها من تأثيرات ونتائج كارثية على حياة الفرد والمجتمع، ولهذا نجد أنَّ الإسلام ومنذ اليوم الأول للبعثة حارب تلك المظاهر التي كانت رائجة في عصر الجاهلية، وأصَّل بدلها لكل ما هو خير وصلاح من شأنه أن ينتشل الأمَّة وينهض بها نحو الرقي والكمال، فالهدف من البعثة الإسلامية هو تحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد والمظالم عنهم.
قال الله تبارك وتعالي: { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ } [هود: 88]، وقوله: { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } [الأعراف: 56]، وقوله: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } [البقرة: 205]، ولقد قاوم الرسول وبشدَّةٍ كلَّ مَن يُمارس تلك المَظاهر ونكَّل بهم وعاقبهم أشدَّ العقوبة؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: « أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ؛ فَاجْتَوَوْهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَتَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا؛ فَفَعَلُوا فَصَحُّوا ؛ ثُمَّ مَالُوا عَلَى الرُّعَاةِ فَقَتَلُوهُمْ وَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ؛ وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ؛ فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا»، مُتَّفقٌ عليه.
لكنْ وبالرغم مما صدر مِنَ الشارع المُقدَّس مِنْ زجرٍ ونهيٍ عن تلك المُمارسات المرفوضة نجد أنَّها كانت ولازالت حاضرةً وبقوة في سلوكيات مَنْ ينتسب للإسلام.
الأستاذُ الصرخي وكعادته في القراءة الموضوعية والتحقيق والتدقيق الصائب كشف لنا البُعد التاريخي لظاهرة التخريب والتدمير والقتل وجذورها، وذلك في سياق تعليقٍ له على ما ينقله ابنُ الأثير في الكامل، عن سلاطين التيمية المارقة حيث بَيَّنَ المُحقِّقُ المهندس أنَّهم كان يخرّبون كلَّ شيء: الإنسان والحيوان والبناء، حيث قال الأستاذ الصرخي: « يذكر ابن الأثير : وَعَادَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَيْنِ الْجَالُوتِ، فَوَصَلَهُمُ الْخَبَرُ بِأَنَّ الْفِرِنْجَ عَلَى عَزْمِ قَصْدِ بَيْرُوتَ، فَرَحَلَ الْعَادِلُ وَالْعَسْكَرُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى مَرْجِ الْعُيُونِ، وَعَزَمَ عَلَى تَخْرِيبِ بَيْرُوتَ، وهنا على المحقق الأستاذ بالقول:ً لا حول ولا قوّة إلا بالله، العادل يعزم على تخريب بيروت!!!، تخريب تخريب تخريب، حروب حروب حروب، سبي سبي سبي، أسر أسر أسر، نهب نهب نهب، ما هذا الدين وما هذ الإسلام؟!! فلا نستغرب من تصرفات الدواعش عندما يخرّبون كل شيء الإنسان والحيوان والبناء...»، إنتهى كلام الأستاذ المعلم.
لا زال الإفساد والتخريب والقتل وغيره حاضرًا وبقوة في سلوكيات الدواعش المارقة وبوحيٍ من ربِّهم الشاب الأمرد الذي أوحى اليهم: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا التكفير والتخريب والسبي والحروب والتفجير، وهذا ناشئ بسب الابتعاد عن المنهج الوسطي القرآني المعتدل، والتمسك بالغلو والتطرف والتكفير الذي يبيح تلك الممارسات، فهل هذا هو دين الإسلام؟!!!!.
https://www.youtube.com/watch?v=HFlrovFidDA
البُعد التاريخي لأفعال الدواعش التيمية بتخريب المدن وقتل الناس.
التعليقات (0)