البيكيني في الواقع العربي
بقلم محسن العبيدي الصفار
بداية اعتذر لكل قارئ قد يعتبر هذا المقال فيه قلة حياء ولكن القصد هو التعبير عن حالة موجودة بالفعل وليس ترويج للبيكني بدأت الفكرة قبل ايام عندما قرأت مقالا للزميل جعفر رجب عنوانه هل ترضى ان تلبس اختك بيكيني وهو مقال ساخر حول طريقة النقاش العربية التي غالبا ماتنتهي بعبارة هل ترضى ان تفعل اختك كذا او هل ترضى ان تلبس اختك كذا وتكون هذه خاتمة النقاش ولأن الزميل جعفر تناول الشق الاول وهو شق الاخت فساتناول انا الشق الثاني وهو البيكيني بشيئ من التفصيل استكمالا للموضوع .
البيكيني كما قد يعرف الجميع هو ثوب سباحة فاضح يكشف اكثر مما يغطي تم اختراعه في الستينيات واسمي بيكيني نسبة الى جزر البيكيني في المحيط الهادئ التي كانت تجرى فيها تجارب القنابل النووية . ولكن مخترع البيكني الذي كان هدفه اغرائيا بحتا لم يكن يدرك ان ثوب السباحة هذا سيكون له صولات وجولات في كل انحاء الحياة في العالم ومنها بالطبع عالمنا العربي الكبير .
في مجتمعاتنا كان البيكيني دوما مثار اختلافات اجتماعية حول مشروعيته من عدمها !!! على اساس ان المايوه من قطعة واحدة حلال بينما القطعتين حرام !! وخرج البعض بمايوه اسلامي اسمي بالبوركيني المشتقة من برقع وبيكيني اي اننا حتى اذا اوجدنا حلولا شرعية لمشاكلنا ( لست مؤيدا او مناهضا للبوركيني ) فلابد ان تكون كلمة البيكيني جزءا منها !!
ففي عالم الفن والسينما كان البيكيني دوما هو محور اغلب افلام السينما العربية وكان ظهور البطلة مرتدية اياه مرة او عدة مرات او عدمه هو الحد الفاصل بين نجاح الفيلم تجاريا وجماهيريا من عدمه حتى ان هناك فيلم عربي كانت البطلة فيه وهي اليوم مقدمة برامج مشهورة جدا ترتدي البيكيني من اول مشهد في الفيلم حتى اخر مشهد !! يعني على عينك ياتاجر , وفي عالم الطرب صار البيكيني هو الطريق الاسرع لشهرة المطربات فتنشر الواحدة صورتها وهي مرتدية اياه وفجأة يصبح صوتها عذبا وتبدأ بتصوير الاغاني والكليبات واحدا تلو الاخر وعرفانا منها بجميل البيكيني فقد تصور مشاهد من الفيديو وهي مرتدية اياه للتبرك .
وحتى يومنا هذا يكون ارتداء البيكيني من عدمه هو من يقرر نجاح اي ممثلة او مطربة وتحولها من مطربة حانات رخيصة الى نجمة تلعب بالملايين !! ويكون البيكيني هو محور المقابلات التي تجرى مع هذه النجمة او تلك حيث تشرح بالتفصيل نوع البيكيني الذي سترتديه في فيلمها القادم وتأثيره على جميع احداث وقصة الفيلم !
الغريب ان البيكيني تجاوز الفن ودخل السياسية العربية مثله كمثل المطربات والممثلات اللواتي يرتدينه واللواتي صارت الواحدة منهن تفتي في كل مجالات السياسة والاجتماع بل وحتى الدين احيانا . فعندما ترشح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة مصر كان الرد الحاسم تجاهه من مخالفيه هو نشر صور لابنته وهي ترتدي البيكيني اي ان البيكيني هو من يقرر صلاحية المرشح للرئاسة من عدمها, وعندما نجحت الثورة في مصر كان اول التطمينات التي صدرت من الحكومة بأن البيكيني باق في الشواطئ المصرية ولن يتعرض له اي احد بسوء وأن حرية البيكيني مقدمة على حرية الرأي والصحافة والعمل السياسي !! وعندما قام افراد من التيار الاسلامي في مصر باطلاق حملة تحمل عنوان مليون لحية كرمز لانتشار التيار الاسلامي في مصر ما بعد مبارك لم يجد مناصري العلمانية او الليبرالية من ينقذهم من المد الاسلامي سوى البيكيني فقاموا باطلاق حملة مضادة عنوانها حملة المليون بيكيني وبصراحة انا لم استوعبها جيدا فاللحية يمكن ان يحملها صاحبها في اي مكان وفي اي وقت ولكن كيف سيقوم انصار حملة المليون بيكيني بارتدائه في الشوارع العامة والمواصلات العمومية والدوائر الرسمية ؟ وانتقلت العدوى الى امريكا فعندما ارتدت ملكة جمال امريكا اللبنانية الاصل مايوه بيكيني اصفر اللون خرجت الصحف الامريكية لتقول ان المقاومة اللبنانية تروج لنفسها من خلال بيكيني ريما فقيه !!على اساس ان اللون الاصفر هو اللون الرسمي المعتمد لدى حزب الله .
من كل ماتقدم نرى ان للمدعو بيكيني دورا كبيرا في واقعنا الاجتماعي والثقافي والسياسي ولايجب الاستخفاف به وبدوره في اي من الاحداث التي تمر بها الامة العربية ولا استبعد ان نشهد في بلد ما ثورة يطلق عليها ثورة البيكيني !!وعليه يجب ان يدرس في المناهج الدراسية وتقام حوله الندوات والمؤتمرات لا بل ويجب تكريم المصمم الفرنسي الذي اخترعه بأن يقام له تمثال في كل العواصم العربية !! وليكن شعارنا لاتغديني ولاتعيشني وماتحرمني من البيكيني !!
التعليقات (0)