البيروقراطية العربية
البيروقراطية العربية تعتبر من أسوء بيروقراطيات العالم غاية في الكسل والجمود القاتل، لكل حركات النماء والطموح للتغيير ،الى حد تصيبك بالجلطة او السكتة أقلها اصابة الجنون، لا نستغرب كثرة المجانين في الدول العربية،حيث تهمش فيه الكفاءات من جميع المستويات، بينما فئة قليلة تتحكم بأمور البلد في كل شيء ،أخص بالذكر منها الإدارات المغربية، من حيث الرشوة والمحسوبية المماطلة والتسويف وتعطيل المصالح ،فما يتم انجازه من الوثائق في يوم ينجز في شهر، اسباب عديدة ادت الى انفجار بركان الغضب العربي ،ان طلب منك احضار بعض الشواهد، يلزمك تحضير شواهد اخرى تثبتها، كل ما تعلم النظام المغربي من النظام الفرانكفوني، هو طريقة التحدث باللغة الفرنسية، الى حد يفوق بلاغة الفرنسي المثل الأعلى، وليته تعلم طبع الفرنسي ،الغريب ان المحدث لما يخاطب ابناء وطنه بغير لسانهم عبر ابواق الإعلام، يشعر بفخر ما دونه فخر، كأنه آت من كوكب أخر متميز، فتعلم ثقافة الأخر شيء مهم لكن ليس الى حد الذوبان فيه، مثلا الملح والسكر يذوبان في الماء بدون ان يفقدا خاصيتهما، مسؤل مثل هذا كيف يحترم وطنيته كيف يشرف الوطن ويتشرف به، لم نرى من النظام غير طبع الفرنسية بالوثائق، في المعاملات الرسمية ،اما غير ذلك فرق كبير بين النظامين في الحضارة، التي يحسبون انهم وصلوها سواء بعلمهم وجهلهم، من الناحية القانونية والعدالة الإجتماعية لا هي حضارة علمانية مدنية، ولا اسلامية دينية نسبة الى الإسلام فالدين المعاملات، ونحن ابعد ما نكون عن المعاملة بعد السماء عن الأرض، حتى الكلمة الطيبة عز قائلها ، فمن عايش الواقع يجدها بين قوسين، بدون وجه حقيقي، الكل يغني على الديموقراطية ويصفق لها، اذ المواطن لازال يتسوّل حق كرامته في المواطنة ، والمسئول يمنّ عليه بأبسط الحقوق، المفروض هو ان يشكره عليها أن جعله مسؤلا عليه ،يعيش على فضله لا يساوي شيئا عنده الا بما يسديه من خدمات للمواطن، فوق ذلك ترى المواطن يصرف ضريبة الكرامة، فلماذا يحتقر المواطن وبأي حق يحترم المسؤل، أليس هو كذلك مواطن من الشعب، مساو له في الحقوق والواجبات، لا يستثنى منها أحد لكن نظرة العبودية القديمة والدونية المبنية على التمييز الطبقي ،لم تتغير هناك بعض الأفراد يفكر بفكر عصر الإقطاعيين ،اذ يجعل مصلحة الشعب أخر اهتماماته، غير الاهتمام بالكلمات المنمقة في الغالب تبقى حبرا على ورق، هي اوراق تذروها الرياح بأصوات المنتخبين، أصوات ممن نحسب انهم نواب الشعب كم من القضايا لازالت مطروحة سنين عديدة، دونها صمت القبور، الا عن انجازات المهرجانات والبروتوكولات، حتى بعد تشييع المسؤل الى مثواه الأخير، لا ينفذ منها شيء سوى قول الله يرحمه ،اذا جازت عليه الرحمة بشيء من الأعمال وأنا أقول رحمة الله على الجميع، ماذا بعد موت الضمير الا القبر.
التعليقات (0)