البوليس والحرامية

بطريقة ملتوية ربط موظف شركة تأجير السيارة حزام الامان ليكتم صوت انذار السيارة وطلبها من السائق وضع الحزام لأمنه وسلامته...موظف الشركة أدهى من الشركة اليابانية التي صنعت السيارة وحددت انذارات لتذكير السائق بضرورة وضع حزام الامان وعدم تخطي سرعة 120 كلم في الساعة...وانتصر بأسلوبه "اللبناني" الملتوي على ارشادات شركة النيسان..وبعد فشلي من حل عقدة حزام الأمان رضخت لأمر موظف الشركة وقدت السيارة بلا وضع الحزام مخالفة بذلك ما اطبقه خارج لبنان وما اجبر صغيرتي لين على ممارسته...وقادني خرق القانون الأول الى خرق ثان والاسترسال بالحديث على الهاتف النقال حتى صاحت طفلتي "ماما اعطيني التلفون بدي العب فيه ؟ ثم اردفت "يلا ضعي حزام الأمان"...سلمت لين هاتفي النقال قبل ان اغرق بسيل من الأسئلة التي لا اجد أجوبة لها بدأت ب "لماذا لا أطبق القانون في لبنان وانا اطبقه في بلد الاغتراب وانتهت بمهمة "البوليس "في حماية المجتمع من "الحرامية" .."وصغيرتي وصفت البوليس في لبنان بالطيب واكتشفت ان كل المواطنين في بلدها الأم يستغلون طيبته حتى والدتها...
لم يصرخ الشرطي على الحاجز بي ولم يحرر محضرا لاني لا اضع حزام الامان واكتفى بابتسامة عريضة والطلب مني بتهذيب ان اضعه ...اخبرته قصتي مع موظف شركة تأجير السيارات وتبادلنا اطراف الحديث ثم انطلقت بالسيارة من جديد من دون حزام يحمي جسدي ...وسؤال جديد للين "ماما البوليس في لبنان يشارك في الحرب ؟"...لم نستطع زوجي وانا يوما ان نخفي عن لين حزننا في عدوان تموز و7 ايار و قبلها سلسلة التفجيرات والاغتيالات ...فكانت الطفلة تراقب عيوننا الشاخصة من دبي على شاشات لبنان وفضائياته و تسمع دقات قلوبنا الحزينة وعندما تسأل نحتار في الجواب فتأتي هي به " انهم الحرامية والاشرار... طيب وين البوليس والجيش ؟..
نسكت فتتابع "يعني الحرامية اقوى بلبنان ؟"أفشل في اخراج لبنان وهيبة الدولة فيه من هذا المغطس وتفهم الصغيرة هواجس والدتها "ماما ايه... خالفتي القانون والبوليس طيب ""...
عذرا لين لم اكن اقصد يا حبيبتي ..لكنها الحقيقة ..نعم يا صغيرتي البوليس في لبنان طيب جدا ويسامح ولا يحرر مخالفات لمن لا يضع حزام الامان في السيارة ..ويعرض سلامته وسلامة غيره للخطر ...نعم يا لين الحرامية في لبنان اقوى والشعب مثل امك يخالف القانون ويعرض سلامة الوطن للخطر و يعتقد انه ينتصر على الموت بطرقه الملتوية ..