مواضيع اليوم

البوعزيزي و حمِّي وبدري ... وآخرون

ayoub rafik

2013-04-05 22:24:16

0

 البوعزيزي و حمِّي وبدري ... وآخرون

 

 

ذ. البشير ايت سليمان

 

في زمن الربيع الديمقراطي أطاح شباب الثورات العربية بأقوى الأنظمة ظلما وتجبرا وتحكما في رقاب الناس، وفي قلب مدينة سيدي بوزيد التونسية النائية انطلقت أولى شرارة الربيع الديمقراطي فقط من حادثة كانت ستعتبر عادية لولا أن الذي تلاها من أحداث لم يكون عاديا. فالشاب الراحل محمد فالبوعزيزي تم صفعه وتكسير عربته الخشبية ظلما وعدوانا وهي التي كانت مصدر رزق لعائلته، بدون مراعاة لأبسط قيم الرحمة والإنسانية. فهل كانت ستعرف حادثة صفع الشاب البوعزيزي من طرف رجل أمن وسلبه عربته ، لولا أن انتفض شباب هذه المدينة الصغيرة؟.

 

أتذكر هذه الحادثة وأنا أتأمل فيما وقع للشاب هشام حمِّي المحذر من مدينة ميدلت النائية، والذي يعمل في ورشة بسيطة لميكانيك السيارات، وهي كذلك مصدر رزقه زرزق أولاده، حينما مرغت كرامته الآدمية في التراب. فقد أرغمه نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بميدلت بتقبيل أرجله فلم يجد الشاب خيارا غير الانحناء على رجليه، فلما قبل قدمه اليمنى وقام واقفا ظنا منه أن الأمر انتهى هنا، وأمره مرة أخرى بتقبيل الرجل اليسرى ففعل، بعد ذلك، أمر رجال الشرطة بأخذه إلى القبو لـ"التأديب"، بعدها، قال "طلقوه باش مرة أخرى يتعلم يرد الهضرة على سيادو". وأرغم على تقبيل أقدام من كان الأصل فيه حماية حقوق الناس، على وزن المثل المغربي القائل "حاميها حراميها".

وأتذكر كذلك قضية الطالب الشاب عبد الخالق بدري المنحدر من مدينة طاطا النائية هي الأخرى حينما اقتيد مكبلا طيلة أكثر من ألف كيلومتر من العاصمة الرباط إلى مسقط رأسه، ووضعه بجانب السكارى والمعتوهين، لا لشيء سوى لأنه صرخ بأعلى صوته رافضا الإهانة والفساد الذي تعيش فيه مدينته وانتفض فى وجه العبودية حينما طرح سؤال الوجود الغير المفهوم لـقوافل الإماراتيين بمدينة طاطا. فلو لم يكن شيء في الأمر، لما استدعي بدري للتحقيق، وهو القائل في هذا الشأن: "طريقة التعامل مع قضيتي أبان عن الفبركة الفاشلة التي دبرتها الداخلية والتي لم تفلح ولله الحمد، بفضل جهود عدة أحالت دون استكمال المسرحية، والإبقاء على قضيتي معلقة لن يثنيني عن الاستمرار في نضالي السلمي والحضاري ضد كل أشكال الاستبداد، وإذا نجحتم في صيدي بمصيدتكم فلن تفلحوا بصيد قناعاتي.."

فالشخصيات الثلاثة السالفة الذكر تجمع بينها قواسم مشتركة منها فورة الشباب وصحوة الضمير، وقوة الإرادة، والانحدار من مناطق بعيدة عن مركز الدولة، ما جعلهم يرفعون صوتهم في وجه الاستبداد. بين الصفع وتقبيل الأرجل والاقتياد مصفد اليدين خيوط تتقاطع في عنوان كبير اسمه الاهانة. ومعاناة أمثال هؤلاء كثيرة في الإدارات والمستشفيات و...، بل هي معاناة فئات عريضة من هذا الشعب العزيز الذي ابتلي بمتحكمين لا يفهمون سوى منطق الثورة حتى يعودوا إلى رشدهم، فكم من ثورة نحتاج يا هؤلاء؟.

 

 

Bachir700@gmail.com

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات