مواضيع اليوم

البوعزيزى لايموت مرتين ، بل 11مرة ..!

زين العابدين

2014-09-28 20:03:13

0


               البوعزيزي لا يموت مرتين ، بل 11مرة ..!
قامت قاطرة ثورات الربيع العربي ؛ الثورة التونسية ، على اثر انتحار البوعزيزي احتراقا احتجاجا على المعاملة السيئة التي تلقاها على يد ضابطة شرطة تونسية ، والتي صفعته على وجهه و حالت بينه وبين أداء عمله الذى يتكسب منه بجد وجهد وشرف ، وليس سرقة ونصب واحتيال ، وهو البيع على عربة خضار بأحد الشوارع التونسية .
وبفضل الله أولا ، ثم البوعزيزي ثانيا ، توالت كل ثورات الربيع العربي ، حتى ولو لم تؤتى أكلها المرجوة منها حتى الآن ، خاصة بعد أن جرى الالتفاف عليها جميعا ، و بفضل التآمر الدولي الاستعماري الإمبراطوري وتحالفه مع الطابور الخامس فى كل دولة من دول الربيع العربي ، وإن كان الأخير ــ أي الطابور الخامس ــ يحمل احيانا أسما مختلفا فى مصر مثلا ــ وإن كان الأداء الوظيف ، أو التوظيفي ، واحدا ــ حيث يدعى بالدولة العميقة ..!
إذن فقد قامت الثورة التونسية ، ومن ورائها كل ثورات الربيع العربي ، بسبب موت ، أو انتحار مواطنا تونسيا واحدا ، والسؤال هو إذن ، وماذا بعد انتحار 11 ــ إحدى عشر ــ مصريا دفعة واحدة ، وفى شهر واحد ، وهو شهر سبتمبر الحالي 2014 ، و حيث يجب أن نطلق عليه بحق ؛ شهر أيلول الأسود المصري ــ وذلك للتفريق ، والتمييز ، بينه وبين أيلول الأسود الأردني ، وحيث قام سليل الخونة والعملاء ، وسماسرة بيع الأوطان ، حسين بن طلال ، بذبح الفلسطينيين فى مخيماتهم بعمان إرضاءا لإخوانه الصهاينة فى فلسطين المحتلة ، وكخطوة جسورة ، أو بالأحرى ارتدادية ، على طريق بيع القضية ، أو حتى تصفيتها ..! ــ وأفلا يستحق ذلك بأن يقوم المصريون بما يوازى 11 ــ إحدى عشر ــ ثورة فى المقابل ، خاصة بعد أن تبين لنا جميعا الآن ، انه لم يجر الانقلاب فقط على ثورة 25 يناير ، وإقامة مجازر أخرى شبيهة بمجازر ملك الخونة والعملاء حسين بن طلال ــ فى أيلول الأسود الفلسطيني ــ ولكن أيضا الانتقام الممنهج من الشعب ، وضد كل من ثبت " تورطه " ، حتى ولو بالتأييد ، أو التعاطف ــ ومن دون حتى المشاركة فى المظاهرات ، والاحتجاجات ، والوقفات السلمية ، التي تزامنت مع الثورة 25ــ مع ثورة 25 يناير ..؟!
وأين العدالة الاجتماعية الناجزة إذن ، ومع الادعاء بتطبيق الحد الأدنى والأعلى للأجور ، وإحدى عشر مواطنا مصريا ينتحرون دفعة واحدة ، وفى شهر واحد ، وهو شهر سبتمبر ، أو أيلول الأسود المصري ــ وكما أسلفنا ــ لضيق ذات اليد ..؟!
بل أين العدالة الاجتماعية ذاتها وهناك حتى من الافراد ما يتقاضى حوالى 45 الف جنيه شهريا ، كحد أقصى للأجر ــ ولا زال البعض تتعدى رواتبهم الشهرية الملايين ..! ــ بل وأن البعض حتى يستنكف من هذا الراتب القليل ــ أي ال45 ألف جنيها ..! ــ ويهدد أما بترك العمل ، أو حتى عرقلته ..؟!
ثم أين الحياة الحرة الكريمة ، وألاف الأسر لا تزال تنام على الأرصفة وتلتحف الفضاء ..؟!
اما سكان القبور ، فقد صاروا الآن فصيلا من المصريين المرفهين ، أو الميسورين ، وذلك لأنهم ، على الأقل ، قد صاروا أفضل حالا الآن من أقرانهم المصريين الذين لا يجدون ما يدفعونه ثمنا لإيجار المنزل الذى يقطنون به ، ومن ثم فهم معرضون فى كل وقت للطرد من المنزل ــ والأمر متوقف فقط على رحمة وشفقة صاحب الدار ..! ــ إلى الشارع ، أو الرصيف ، مرة أخرى ، وليس إلى القبور مثلا ..؟!
وأذكر انه فى أخر نصف ساعة من نظام مبارك ، ولما استشعر "جرذانه" بوشك غرق مركبة نظامه ، فالقوا بأنفسهم من سفينة نظامه طلبا للنجاة ، ثم ما لبسوا أن يمموا وجوههم شطر الثورة ، فقال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي فى مقال له بالوفد ما مفاده ؛ " لو أنه كان فى عهد النظام الملكي بمصر ــ و يقصد عهد أخر ملوك الأسرة العلوية ؛ الملك فاروق ــ سببا واحدا يدعو للثورة ، فاليوم ــ و كان ذلك اليوم هو أخر عهد مبارك ، وقبل أن يجبر على تلك السلطة ، فى حقيقة الأمر ــ هناك أكثر من ألف سبب يدعو للثورة ..؟!
أما بعد أيلول الأسود المصري ــ حتى ولو حاول أعلام العهر والدعارة والتعريص تزوير المشهد المصري إرضاءا للسلطان ، أو بالأحرى مقابل ما يلقى لهم السلطان من فتات مقتطعة ، أو مستلبة فى حقيقة الأمر من كد وعرق وجهد ، ودماء ، بل وحتى أشلاء المصريين ، مقابل ما يروجونه من أكاذيب لا تنطلي على أحد ، ولا حتى على طفل ..! ــ فصار هناك 11 إحدى عشر سببا يدعو للثورة ، ببصمة ، أو " بنكهة " ، إحدى عشر بوعزيزي مصري ..!
مجدى الحداد
موقعي على " الفيس بوك " هو :

https://www.facebook.com/magdyalhaddad
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات