البوركيني يٌهدد العلمانية
بات البوركيني يٌهدد القيم العلمانية التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية الحديثة وبات لباساً خارجاً عن المألوف في مجتمعٍ طالما ضٌرب به المثل في الحرية واحترام حقوق الأخرين , العلة ليست في البوركيني بل فيمن يراه مٌهدداً للقيم العلمانية فتلك العين لم تعد ترى بوضوح ولم تعد تميز بين الحرية الشخصية وبين سيادة القانون وعلو كعب الحريات والمساواة في بلدٍ لا ينفك عن ترديد شعارات العدالة والمساواة , قبل فترة من الزمن ليست بالبعيدة مررت الحكومة الفرنسية مشروع قانون يمنع ارتداء النقاب ويٌجرم من ترتديه في خطوة أعتبرها المؤمنون بالحريات نكسة سيعقبها نكسات إذا لم تقف الأحزاب وجمعيات الحقوق ضد تلك الخطوة التي أصبحت فيما بعد حقيقة مٌره , تلك النكسة بررها البعض بحماية المجتمع الفرنسي من التطرف ومد الإسلام فوبيا , تبرير لا صحة له فحماية المجتمع لا تكون بمصادمة فئة على حساب أخرى ولا تكون بتطبيق رؤية وإلزام المجتمع بها بل تكون بتحقيق أعلى درجات العدالة والمساواة وحماية الحريات للأفراد ليطمئنوا ويعيشوا بسلام , قرار منع ارتداء البوركيني نكسة في مجال حقوق الإنسان نكسة حقوقية وأخلاقية لا مثيل لها في الماضي , من حق أي إنسان ارتداء ما يناسبه من زي ومن حقه اعتقاد ما يشاء أيضاً ولا يحق لأي فئة أو سٌلطة أو طائفة أو هيئة إلزام الفرد بأي شيء مهما كان ذلك الشيء ومهما كانت المٌبررات ؟
علمانية الجمهورية الفرنسية علمانية صلبة تصلبت مع تنامي التطرف اليميني وبروز ورم الإسلام فوبيا الذي لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحدى مسبباته , ما تتخذه السلطة الفرنسية من تشريعات تحد من الحريات خصوصاً حريات المسلمين الذين يشكلون نسبة لا يٌستهان بها من النسيج الاجتماعي الفرنسي لن تصب في صالح القيم العلمانية ولن تصب في صالح الحد من تنامي الاسلام فوبيا ولن تحد من التطرف بل ستضع المجتمع المسلم بخانة المصادمة مكرهاً أخاك لا بطل فالتحايل على القانون وعدم الالتزام به مصادمة ناعمة شاهدها الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي والقادم سيكون أكثر نعومة وسخونة مع البوركيني ومع غيره من الهيئات التي في حقيقتها وأصلها حرية شخصية يعتقد الفرد بصوابها ويناضل من أجل حمايتها وصيانتها ؟
التعليقات (0)