لم يكن الحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا بمصر بشأن تأييد الحكم السابق بترك خانة الديانة في بطاقة إثبات الشخصية ( الهوية) خالية فيما يخص البهائيين باعتبار أن البهائية ديانة تختلف عن الديانات الثلاث السماوية " اليهودية والمسيحية والإسلام" لم يكن ذلك سوى بداية كاشفة لجهد مستميت ومحاولات لا تعرف التراجع لاحداث صخب وضجة تشد انتباه المواطن المصري لتُعلمه وتُعلنه أن مصر التي ناجى وكلم نبي الله موسى ربه من فوق طور سيناء ( اليهودية)00
وأن مصر التي جابت ربوعها ومشت في طرقها العائلة المقدسة والتي قال فيها يسوع " مبارك شعبي مصر" (المسيحية) 00
وأن مصر التي خلد الله اسمها في القرآن الكريم بذكر اسمها في أكثر من موضع ليتعبد بقراءته إلى يوم الدين 00 ( الإسلام)000
مصرهذه صار يخطو فوق ثراها من يقول أنه ليس مسيحيا ولا مسلما ولا حتى يهوديا بل بهائي صاحب دين عاقب لما سبقه من أديان وكتاب ناسخ لما سبقه من كتب 0 !!!
فقد ظلت مصر مضرب الأمثال في التسامح الديني والتي ظلت تعيش على مقولة أن ( الدين لله والوطن للجميع)0
0 ولم يكن يقصد بالجميع في هذه المقولة آنذاك إلا عنصري الأمة– " المسيحيون والمسلمون" فهولاء هم الجميع الذي كانت تعنيه المقولة خاصة بعد أن غادر يهود مصر إلى الأبد00
أما اليوم وبعد حكم الإدارية العليا فقد بات على المصري أن يفسح مكانا في حروف كلمة ( الجميع) لتكون ( المسيحية والإسلام والبهائية)!!!!!
وربما تحبل الأيام بحكم آخر لتمتد كلمة الجميع لتشمل أصحاب معتقدات أخرى لانعرفها من قبل !!!ْ
وباعتبار أن معظم النار من مستصغر الشرر فإننا لابد وان ندع اللامبالاة جانبا وأن نسلط الأضواء لنتعرف من قريب على هؤلاء الذين يصرون ويؤكدون دائما أنهم أتباع ديانة "سماوية" لها كتاب منزل اسمه ( الكتاب الأقدس) - والملاحظ هنا أن التسمية تعني أنه أشد قداسة من كل كتاب مقدس آخر – وأن لهم عقيدتهم وديانتهم المستقلة عن كافة الديانات السماوية الثلاث وأن ديانتهم هي العاقبة وأنها قد نسخت ما سبقها " يقصدون الإسلام" !!!!
إذأ فالأمر جد وليس هزلاً 00
فرغم أن أتباع هذه ( الديانة) في مصر لا يزيدون عن 2000فقط ألفي إنسان أي بمثل تعداد ساكني حارة في عطفة في حي من أحياء شبرا بمصر المحروسة إلا أن التساؤل هنا يتبدى كيف استقبلت تربة وطينة أرض مصر هذا النبت الذي برز مطالبا بالحق في الحياة والتكاثر والتناسل والتلاقح والانتشار؟؟؟
فمن هنا لزم أن نتعرض لنشأة البهائية ومؤسسها 00
فالثابت أن ال"دين" البهائي قد أسسه " الميرزا حسين علي النوري" الملقب بهاء الله في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. في مدينة شيراز في إيران سنة 1844م/1260ھ. كانت البابية قد تأسست على يد الميرزا علي محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر.
ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثير بالغ في تطورها (ميرزا حسين علي النوري) الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وهو مؤسس الديانة البهائية.
ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية. ثم انتهى أمر " الباب" إلى إعدامه إعداما علنيا 0
وقد نفت الحكومة الإيرانية ( بهاء الله) ومن معه إلى العراق حيث أقام هناك عدة سنوات ثم نفته الحكومة العثمانية إلى استانبول ثم إلى فلسطين حيث توفي في بلدة " البهجة" بالقرب من عكا بفلسطين في عام 1892 وعمره آنذاك 75 عاما0
ولسوف نتعرض بعد ذلك إلى مضمون البهائية وأسسها وكتابها الأقدس ورأي الإسلام فيها 000
التعليقات (0)