البندورة : حمراء ام خضراء؟
تعتبر حبة الطماطم او البندورة الغذاء الرئيسي للفقراء في العالم خاصة في وطني فلسطين وفي شقيقها الأردن و قد يحتج البعض و يقول بان العدس هو وجبة او غذاء الفقير و لكن اعجبني و اضفت عليه من عندي ما وجدته في عالم الانترنت ، حيث يرثي السيد : "محمود الهياجنة" لـ " زر البندورة " هذا النعي الظريف "" من على موائد الأردنيين (وكذلك في فلسطين ولا أعرف سبب ذلك الاتحاد بين الشقيقين الأردن وفلسطين ) ، بحيث وصل سعر الكيلو مؤخرا في بعض المناطق إلى دينارين وفي بعضها إلى دينار ونصف الدينار و قال : بإسمي و بإسم عشائر الخضراوات عامة والقلاّيات خاصة في داخل الحسبة المركزية وخارجها ننعى بمزيد من الحزن والاسى وفاة الشابة بندورة بنت أحمر القلايات " أم فغم " والتي توفيت أثر جشع تجار ناتج عن مرض حفار ألم بها قبل ايام لم يمهلها طويلا متضرعين الى الله ان يتغمدها بواسع رحمته وان يلهم الفقراء الصبر والسلوان "تقبل التعازي في بكسة الخيار بن أخضر المعصّي للرجال وللنساء في كرتونة السيد كوسا المخمج". يذكر أن الفقيدة كانت رمزا للفقراء الذين ابتعدوا عن اللحوم و الدجاج و اطباق البيض لارتفاع اسعارها الجنونية و جعلوها طعاما وحيدا على موائدهم و ها هم اليوم يفتقدونها الى الابد فإلى جنات الفردوس يا بندورة ولا حول ولا قوة الا بالله ... و من هنا اضفت و قد اصابني انا رافت ذات المشهد بالهلع و الاستغراب عندما وجدت سعر بكسة البندورة اي 12-15 كغم يساوي 140 شيقل في ايام عيد الفطر و في حينه كانت عودتي من المانيا و كانت كغم البندورة في اوروبا تساوي يورو واحدا و كم ندمت لعدم حملي خضرواتي و بندوراتي من المانيا!! اوروبا بلاد الغلاء و لكنها بلاد الزراعه و اي زراعه ... هي ذاتها اوروبا بها المنتجات الزراعية و الحيوانية كالحليب و مشتقاته و اللحوم بمختلف انواعها ارخص بكثير من وطني و بلدي و نحن اصلا المجتمع الزراعي و ليس الاوروبيون ... كغم لحمة العجل يساوي 8 يورو و الخروف 10 يورو ... لماذا؟ ... يا ترى متى سترخص البندورة و اللحمه و حتى رغيف الخبز ؟ ... يا ترى كيف كان جدي يمتلك 500 دونم من الارض استلمها ورثته مزروعه باللوزيات و الزيتون و التين و الصبر و كان يحرثها على الماشية و ينتج منها قمحا و تبنا و خيرا كثيرا و ها نحن اليوم يملك كل منا جزءاً صغيرا من تلك الارض و لا يعمرها او يزرعها او يحرثها و ترى العُشب و الشوك و البوار يلفها و يعمق البعد و الهجران بيننا و بينها بالرغم من وجود الماكينات الحديثة كالتراكتورات ...
حبيبتي بندورة ... يا حمراء و لم اعهد انك خضراء او صفراء و لم يات يوما علي طيلة حياتي الا و اجدك ارخص المأكولات و المشاوي!! و لكني اليوم اجد الدجاج و التفاح بانواعه و الموز و العنب و حتى بعض الفواكه المستوردة (اقصد التي نعرف طعمها ولا نعرف اسمها) ارخص منك بكثير ... اسف على ذلك النعي و لكن اخشى ان ينطبق عليك القول : اللي بموت ما برجع ... خاصة انك هالايام عايشة في الحم موت ... موت و العياذ بالله ... ...
حبيبتي بندورة : اعتذر لك عن حبي لك بالسابق كونك كنتي تشبعين و تروين و لكنك اليوم مفقودة و ان وجدتِ ... اجدك ناشفه فاضية معبية هواء و لو كمان شوي بتصيري بالون ... اعتذر لك و انت تغيبين عن القرى و المخيمات و الفقراء و عربات الفلافل و مطاعم المدارس و الجامعات و حتى سندويشات العمل ... اسال الله ان نراك قريبا في اسواقنا و مطابخنا و سندوشاتنا ... الى اللقاء
التعليقات (0)