مواضيع اليوم

البلطجي و الفتوه

مجدي المصري

2010-04-28 18:24:09

0

البلطجي والفتوه حديثا ..
مهنه البلطجه من أقدم المهن وهي مهنه من لا مهنه له وأيضا من لا كرامه له ولا شرف وهي مهنه تتطلب شرطا واحدا وهو القوه البدنيه ..
ومهنه الفتونه أيضا مهنه من لا مهنه له ولكن هناك فرق شاسع بين مهنه الفتونه ومهنه البلطجه وإن كانت القوه البدنيه تجمعهما الا أن الفتوه يختلف عن البلطجي فالفتوه يحمي الضعفاء ويأخذ منهم مقابل تلك الحمايه بينما البلطجي يسلب الضعفاء ويستغلهم بل ويسخرهم في بعض الأحيان لخدمته ..
وتنشط كلا المهنتين وتظهران الي العلن في المجتمعات التي يغيب عنها القانون ورجاله أو المجتمعات التي يعم فيها الفساد وخاصه بين رجال القانون والقائمون علي تنفيذه ..
وفي مصر وفي مطلع القرن الماضي عندما إنتشرت الحروب في أوروبا والكثير من البلدان التي أصبحت اليوم من الدول العملاقه إقتصاديا وعم الفقر بين أبناءها .. كانت مصر وجهه وأرض للكثير من هجرات شعوبها لما كان في مصر آنذاك من إستقرار سياسي ورخاء إقتصادي وبعد عن شبح الحروب .. فتكونت علي أرضها الكثير من الجاليات الاجنبيه بالإضافه الي تواجد جنود جيش الاحتلال الانجليزي وما كان يجلبه من نشاط تجاري معه ..
فتكونت شركات وتجارات بين مصريين وأجانب وإزدهرت الحاله الاقتصاديه وتبع ذلك إنتشار وسائل الترفيه المتاحه في ذلك الوقت من بارات ومقاهي وصالات وملاهي ليليه وأيضا دور بغاء
وكل تلك الانشطه كانت من أكثر الانشطه ربحيه في ذلك الوقت وما تبعها من أنشطه معاونه مثل تجاره المخدرات واللوكاندات المتخصصه في توفير غرف للدعاره .. الي آخره
وفي وسط تلك الأجواء والمناخ المناسب ترعرعت مهنه البلطجه ولحقت بها مهنه الفتونه وساعد علي إزدهارهما وإنتشارهما الفساد وضعف قبضه الشرطه وإنتشار الرشوه بين دركها ومخبريها بل وإعترافها بسلطه الفتوات والإستعانه بهم في تنفيذ المهام التي تعجز الشرطه عنها بل وأيضا لتشويه سمعه بل وإغتيال بعض الرموز السياسه بل وحتي التصفيه الجسديه ..
ومن أكثر الأماكن التي كانت تجذب البلطجيه أماكن اللهو والطرب والدعاره لما كان بها من أعداد كبيره من النساء اللاتي يتربحن كثيرا وأيضا يتعرضن للكثير من المضايقات والسرقات والانتهاكات وبالتالي أصبح لكل غانيه أو مجموعه غواني بلطجي يحميهن ويعيش من عرقهن يأخذ منه الكثير ويترك لهن الفتات وهن قانعات به فما باليد من حيله ..
وهكذا أصبح البلطجي سيد الموقف في ليل مصر أي علي مستوي المقاهي والبارات والخمارات والملاهي الليليه ..
وعلي المستوي الآخر وهو الحارات والشوارع والاحياء والمناطق ظهر الفتوه وتسيد هذه المناطق وأصبح هو حاميها من البلطجيه والفتوات الآخرين وأصبحت الإتاوه أو الضرائب التي يجبيها من الناس هي المقابل وأصبح للفتوات تجارات ومصالح متبادله بل وسطوه لدي الدوله والقانون بل وأصبح هو الممثل الشرعي لرعاياه في مواجهه الدوله ..بل وصارت الفتونه علم يدرس لذوي الطموح الناشئين ..
كان هذا الاستعراض المترجل لحال مصر في فتره من فترات تاريخها القريب .. ولكن ما أشبه اليوم بالبارحه ..
فلو إستبدلنا الالفاظ "المسميات" الوارده أعلاه مثل بلطجي-فتوه-راقصه-بغي- تجاره-مهاجرين-شركه-حاره-حي-منطقه-لهو-طرب-سطوه-ممثل شرعي-بارات-لوكاندات-قانعات-إتاوه-درك-دعاره-ترفيه .. بألفاظ "مسميات" حداثيه موجوده اليوم وتستعمل بين الناس بكل إحترام .. فهل نجد فرقا بين الأمس واليوم ..؟
مجدي الممصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات