مواضيع اليوم

البلطجية ..

أرى الكثير متن الشباب ، في طريق ضيق ، يصل أطراف المدينة بقلب المدينة ، حيث يفضي هذا الممر الى خمارة تبيع الخمور ( Take away ) أجد البعض منهم وهو ملقى على قارعة الطريق مخمورا ، لا يقوى على النهوض ، وقد بال أو تبرز على نفسه ، وغدت رائحته لا تطاق . فيضطر المارة إلى القفز من فوقه ، وتخاف الفتيات والأطفال وهم يظنون انه ميت .

أراه في موقف آخر وقد استفاق من سكرته حتى بات بالكاد يستطيع المشي في الشارع ، رائحته بول وبراز ، ويترنح يمينا وشمالا ، والمارة يرمقونه بنظرة لا تدل إلا على الاستياء والاحتقار على اقل تقدير .. والكثير منهم يمر من جانبه وهو يتأفف .

البعض يجلس مقرفصا بجانب السور ، وحوله ركام من المخلفات البشرية والحيوانية وبقايا المخمورين في تلك الطريق ، يجلس وبيده كيس بلاستيك ، يدس انفه في الكيس ثم يستنشق ( الاجو ) وهي مادة لاصقة من أشهرها ماركة ( UHU ) الألمانية الصنع .. ويبقى على تلك الحالة من القرفصاء والاستنشاق حتى لا يكاد يقوى على الوقوف ...فينهض وهو يترنح وقد علق به الكثير من تلك المخلفات .. وهذا ممن لا يقدرون على شراء الخمور من تلك الخمارة .
ومن المفارقات أن كثير ممن يتعاطون هذه المسكرات هم من الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر ، بينما نجد الخمارة تعلق إعلانا تقول لا نبيع الخمور لمن هم دون الثامنة عشرة .


هذه الفئة ليست بقليلة ، وهي الفئة ذاتها التي تتجاوز القانون ، وتمارس شتى أنواع المخالفات ، وهي الفئة ذاتها التي تتردد على السجون ، والمراكز الأمنية ، وتوقع الإقامة الجبرية ، والتي نجد الكثير من أبناء المجتمع من يدافع عنها ويحميها ويقدم لها الدعم .
رأيت الكثير منهم وقد تم تعينه في بعض دوائر البلدية ، وليس من العسير أن تعرفهم ، فهم مميزون بما بقي من آثار الوشم على أجسادهم ، وبقايا الضربات التي تعرضوا لها في وجوههم ، من آثار ضربة سكين أو شفرة أو موسى ، واعتقد جازما انه تم تعينهم تحت تهديدهم لكادر البلدية ، وزعم الكثير من الناس أن الشرطة والأجهزة الأمنية لا تستطيع التعامل معهم وتتجنبهم خوفا منهم وقد حدثت أكثر من حادثة أمام رجال الأمن وهم يقفون على الحياد .. ولا زال الكثير من أبناء المحافظة يروون الأحداث التي تمكن فيها البلطجية من فرض إرادتهم على رجال الأمن ، في الكثير من المواقف .
فهذا احد الزعران يخرج من السجن على اثر العفو العام ، وقد دخله بجريمة قتل ، لكنه لم ليبث في السجن أكثر من عام أو عام ونصف على الأكثر ، يخرج ويجد في استقباله فوج من الزملاء وهم يطلقون العيارات النارية من الأسلحة الرشاشة على أعين رجال الأمن العام ، الذين يقفون على الحياد .
وفي قصة أخرى يقف رجال المن العام أمام ثلة من الزعران وهم يقومون بحرق بيت احد المواطنين ، والشرطة تقف ليتم تصفية الأمر بين الزعران بأنفسهم .
وزعم الكثير من الناس أن هؤلاء يأخذون إتاوة من السائقين وبعض المحلات وأصحاب البسطات الصغيرة رغما عنهم مقابل ما يسمى حمايتهم من الزعران والبلطجية .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !