أصبحت البلطجة فى مصر شجرة طرحت ثمارها بعد أن زرعها النظام البائد السابق ونحن من جنى ثمارها العطبة، والحاكم السوء لا يزرع إلا شجر السوء، وهذا ماجناه علينا مبارك وأتباعه الفاسدين، وما كان للثورة التى رويت بدم الشهداء إلا أن يضع البلطجية لها برواز رخيص بخس، وعلينا أن نحاربه بالغالى والنفيس حتى نتخلص من هذا البرواز وتعود لنا صورة الثورة بأزهى إطار.
كانت البلطجة فى مصر هى حدائق الشيطان الذى زرعها العادلى وأمثاله حتى تكون أذرع عنكبوتية تنال ممن يغضب عليهم النظام ويكونون كأداة يخوفون بها الشرفاء من الشعب، وآن الأوان لنتخلض من حدائق الشيطان، وقد يكون البلطجية مثلنا مغلوبين على أمرهم سواء مما عانوا من جوع! أوفقر! أو من قلة تعليم! أو تعذيب من النظام السابق! وقد يكون وقد يكون...، سواء هذا أو ذاك أنا لم ألتمس لهم الأعذار، وإن كنا ظننا بعض الظن أن الشرطة ستقوم بإبادة جماعية للبلطجية! ولكن وجدنا الشرطة تستعين بالجيش لتحمى نفسها من حدائق الشيطان، فماذا الحل إذا ؟ وإذا كان هذا هو حال الشرطة وهى المفروض أن تكون حصنا للأمان لنا فماذا يكون حال المواطن الأعزل؟، وماذا يفعل الشعب المجهد تارة من الأقتصاد، وتارة من الدستور أولا أم الأنتخابات أولا، وتارة أخرى من غلاء الأسعار والديون المتراكمة وغيرها من المشاكل التى ورثها لنا النظام الفاسد! ولم يتصور الشعب المسكين الذى رقص فى الميدان فرحا لنصرته، أنه سيأتى عليه يوما و تطرح هذه الشجرة الخبيثة ثمارها وعلينا نحن البنات والنساء والأطفال بدفع الثمن! ويا له من ثمن باهظ من هتك الأعراض والكرامة.
فلم يترك البلطجية شيئا إلا حاولوا تدميره، ويحاولون القضاء على الأخضر واليابس، سواء التعدى على أراضى الدولة، أو التعدى على أعراض النساء والأطفال، حتى رجال الشرطة أنفسهم وقعوا فريسة لتفحش هؤلاء البلطجية،ولقد تفاقمت البلطجة حتى وصل الحال بإحدى السيدات أن تخرج الموس من فمها لتحاول إصابة رجل دخل عربة مترو النساء على سبيل الخطأ! هل إلى هذا الحد تفشى مرض البلطجة ؟ هل أصبحت فيروس ينتقل بمجرد المشاهدة ولا يميز بين رجل وامرأة فى تفشى المرض؟
وياترى من نحاسب؟ المجلس العسكرى؟ أم وزير الوزراء؟ أم وريز الداخلية؟ لم نكن نتصور بعد نجاح الثورة العظيمة، أن تقذف بنا الداخلية والشرطة كلقمة سائغة لهؤلاء؟ وبدل من أن تحمينا الشرطة أخذت الشرطة تستعين بالجيش لحماية ضباطها ولن أذكر بعض المواقف المغزية لهم.
وبهذا التخاذل من الشرطة أصبح المواطن الأعزل ليس له أحدى خيارين، إلا أن يحمل مطوى أو سكين ليحمى أسرته، أو يستعين باللجان الشعبية التى هى أيضا مكونة من أفراد الشعب! و أما الخيار الآخر هو أن يُقبل يد الشرطة حتى تصبح الشرطة والشعب أيد واحدة! وحقيقة الأمر لم أكتب هذا المقال للنقد أو العتاب، فحالة البلد ليست مؤهلة الأن لمثل هذا العتاب أو نسأل على من نلقى اللوم؟ ولكن ما الحل للقضاء على البلطجه فى مصر؟
قد يكون لدى حل بسيط ولا أعرف كيفية تفعيله حتى نقضى على بلطجية وحدائق شيطان النظام،وإليكم هذا المشروع البسيط:
لو علمنا أن البلطجة تتركز فى استغلال قوة الشخص أو طاقتة فى سلب حقوق الأخرين وفرض سيطرتة، لذلك إذا فكرنا بإستغلال هذة الطاقة إلى طاقة فى حماية الأخرين بدل من أن تكون ضدهم، فسوف ندير مؤشر البوصلة 180 درجة فى الأتجاه الصحيح.
والسؤال الذى يطرح نفسه من منا من هذا الشعب يحتاج إلى طاقة هؤلاء البلطجية؟ بالطبع سيجاوب الكل بلا! ولكن الحقيقة أن هناك فئة من الشعب تحتاج إلى توظيف قوة هؤلاء البلطجية فى الدفاع عنهم وحمايتهم، وهم رجال الأعمال والفنانين وغيرهم، الذين بالطبع يقومون بدفع العزيز والغالى فى حماية أنفسهم بالبودى جارد، ويخصصون لهم ميزانية جامدة من شركاتهم من أجل هذا البند، لذا فأننى أقترح من كل رجال الأعمال الشرفاء بإقامة جمعية لإستغلال طاقة هؤلاء البلطجية كبودى جارد، واعطاءهم نصف مايعطوه لبودى جارد الشركات الكبرى، وفى كل الأحوال سيكون هذا مرتب مغرى لهؤلاء البلطجية وبذلك تحل الأزمة من جهة ويوفر أيضا رجل الأعمال نصف مرتب بودى جارد فى شركته من جهة أخرى، وليس هذا فحسب بل يكون قد ساهم فى حل أزمة قد تتفاقم إذا لم نحتوى هؤلاء البلطجية وفاقدى الإنتماء سريعا، وأعتقد أن الجمعية ممكن ترخيصها خلال شهر واحد، وعلى كل بلطجى التقدم بتسجيل اسمه وبيانته وصورة من بطاقته وهذا من أجل ضمان حقة فى الجمعية وضمان إيجاد الفرصة المناسبة له، وبالتالى يتم توزيعهم حسب لياقتهم البدنية وأعمارهم، ولا مانع من تدريبهم وتوفير الرعاية الطبية لهم من ميزانية الجمعية والتى سوف تمول بالجهود الذاتية من أصحاب الأعمال، وطبعا مع الأخذ فى الأعتبار عمل فيش وتشبيه وأخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لمراقبتهم وأعطائهم فرصة جديدة.
وبتوفير الراتب المغرى لهؤلاء، ووجود انتمائهم إلى الشركات ذات الأسم الكبير، ستتولد عندهم الثقة بأهميتهم فى المجتمع، وبذلك نعيد إليهم التوازن المفقود، ووقتها لن يستطيع أحد أن يغامر بفقد مركز بودى جارد فى شركة من الشركات المرموقة، بالأضافة أنه ليس من السهل أن يترك راتبا مغريا مقابل أن يعود للشارع ليرتزق يوما بيوم ويعود إلى فقد هويته مرة أخرى أو مطاردة الشرطة له، بالإضافة إلى الرعاية الطبية و الأجتماعية الذى سوف يلقاها مقابل تسجيل اسمه فى هذه الجمعية (جمعية معا ضد البلطجة).
هذا هو تلخيص مشروعى البسيط لحل مشكلة البلطجة فى مصر،قد يحتاج المشروع إلى وقت أو جهد للتنفيذ، ولكن لا أعرف من أناشد من رجال الأعمال لتبنى الفكرة وتنفيذها وتمويلها؟ وهل منهم من يساعدنى فى تحقيق الفكرة أو توصيلها لأولى الأمر؟
لذلك أناشد كل رجال الأعمال الشرفاء فى مصر بإنشاء الجمعية وتبنى حتى ولو بلطجى واحد مقيد فى الجمعية بعد تدريبه وتأهيله داخل دورات فى الجمعية وبذلك نكون حققنا توازن أمنى فى حل هذه المشكلة.
قد أكون حالمة فى هذا المشروع! ولما لا نحلم؟ فدعونا نحلم وساعدونى فى تحقيق حلمى، وبعدها سيكون المشروع التالى (جمعية معا لنقضى على الشحاتة فى مصر)، ولما لا! إذا كانت مصر مليئة برجال الأعمال الشرفاء الذين يهتمون بمصر قبل الأهتمام بملئ خزانتهم، وطبعا هذه الدعوة لرجال الأعمال داخل وخارج مصر، ودعونا نبنى مصر حتى لو كانت مجرد فكرة، حتى لو كان مجرد حلم.
كم أود عزيزى القارئ أن تتشابك أيدينا حتى نقضى على بلطجية النظام ونحرق حدائق شيطان مبارك وأتباعه بدون أن نحتاج أن نصرخ ونصرخ حتى تسمع صرخاتنا الشرطة. وشكرا عزيزى القارئ وعفوا أن كنت قد حلمت معك بصوتا عالى ومن يدرى لعلك تحقق حلمى.
التعليقات (0)