مواضيع اليوم

البلطجة عمل من أعمال الإرهاب

حسن الطوالبة

2011-11-14 13:39:28

0

 من الحوادث المشتركة في الانتفاضات العربية , وما شهده الرأي العام العالمي فيها , هي أعمال البلطجة التي وصلت حد الأعمال الإرهابية .

وإذا كان العنف يعني الاستخدام الفعلي للقوة المادية , بهدف إلحاق الأذى والضرر بالأفراد وإتلاف الممتلكات . والإرهاب يعني كل السلوكيات الخارجة عن القانون , والتي تهدف إلى تخويف الناس وإرهابهم لتحقيق أهداف سياسية أو عرقية أو دينية أو إيديولوجية . وعلاوة على ذلك فالإرهاب يندرج تحت تصنيفات الجريمة المنظمة , وخروج عن القانون

لأنه يمس سلامة الإنسان الجسدية والمعنوية .

في ضوء ذلك ماذا يمكن أن نصنف أعمال البلطجة إلا أنها عمل إرهابي

بامتياز , استخدم العنف المفضي إلى إيذاء الناس أو الجماعات جسديا ومعنويا  .

لقد شهد الناس من على شاشات التلفاز أعمالا نظمها افرد أو جماعات رسمية ضد المتظاهرين والمعتصمين في الساحات العامة في العواصم العربية .ففي مصر شهدنا منظر الجمال والخيول وهي تقتحم ميدان التحرير

بهدف ترويع الشباب وإجبارهم على مغادرة المكان ,واتبع ذلك ما قام به أتباع النظام من هجوم بالحجارة والعصي ضد المعتصمين , مما أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح .

لقد تبين فيما بعد رحيل مبارك أن وزير الداخلية حبيب العدلي كان وراء تفجير الكنيستين في الإسكندرية واتهام مجموعات فلسطينية بها , وأعمال أخرى في سيناء من تدبيره أيضا .

تكرر المشهد المؤلم في اليمن السعيد , عندما قام قناصة من فوق الأسطح المجاورة لساحة التغيير في صنعاء بإطلاق النار على المعتصمين فيها وقتل 55 شخصا وجرح حوالي 200 منهم , وقد لفق النظام تهمة للسكان المجاورين للساحة بأنهم انزعجوا من المعتصمين ففعلوا تلك الفعلة الإرهابية الشنيعة .

تكرر المشهد في مدينة درعا السورية بسيناريو مشابه , حيث زعمت الأجهزة الأمنية أن عصابة أطلقت النار على المتظاهرين , وأكملت الرواية

بعرض أسلحة وعملة نقدية في الجامع العمري في المدينة , واتضحت معالم المشهد المضحك باتهام فلسطينيين من مخيم الرمل قرب اللاذقية بتدبير

أعمال فتنة طائفية , ومع ذلك لم تعتذر الحكومة السورية أو أي مسئول فيها عن ما جرى ,أو تترحم على أرواح القتلى الذين سقطوا بنار قوات الأمن .

وحدث الأمر نفسه عندنا في الأردن عندما هاجمت مجموعات قيل أنها مؤيدة للحكومة والملك , هاجمت المعتصمين في دوار الداخلية يوم الجمعة

واتبعها طواف مجموعات من جنوب البلاد في مدينة عمان بالأسلحة وإطلاق العياران النارية في الشوارع , تحت ذريعة أن هذه المجموعات

تلبي نداء الوطن , وتعبر عن حبها للملك , ومثل هذا الحب لا اعتقد أن الملك يحبه أو يريده أصلا , لان الحب الصحيح يكون بالإخلاص والعمل الصادق لخدمة الوطن والمواطنين , واستكملت أعمال البلطجة الإرهابية

بالاعتداء على مكاتب بعض الأحزاب الأردنية في أحياء عمان , الأمر الذي يثير الريبة والشك حول أهداف هذه الأعمال .

أما ما حدث في ليبيا فهو يفوق العنف المدبر والإرهاب , فهو جريمة حرب

 متعمدة استهدفت السكان الأمنيين في المدن الليبية ,وبهذا الفعل الإجرامي الذي اقترفه ألقذافي ضد شعبه منح الفرصة للدول الغربية أن تتدخل برضا الدول العربية ,وهي سابقة ثانية مشئومة يقترفها المسئولون العرب ضد قطرين عربيين هما العراق وليبيا .

إن أعمال البلطجة الإرهابية تمنح الغرب فرصة الهجوم على العرب واتهامهم بالإرهاب , وإلصاق التهم بهم كلما وقع عمل إرهابي في العالم .

كما أن هذا العمل يعيدنا إلى العصر ما قبل الإسلام الذي وصف بالعصر الجاهلي ,رغم أن العرب في ذاك العصر كانوا يتفاخروا ببطولاتهم عندما ينتصرون على نضرائهم من القبائل الأخرى .ولكننا اليوم في عصر التقانة والانترنت وسرعة الاتصال والإعلام بحاجة إلى منطق الحوار والتسامح كما أمرنا الإسلام , فهل نشهد أفول هذه الظاهرة الإرهابية في قابل الأيام ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !