لماذا نبكى كالثكالى كل عام فى هذا الوقت على سقوط الأندلس , ذاك المجد الزائل والعلم الضائع والأمل المفقود .الأندلس الاسم الذى يحمل عبق الماضى وقسوته , وبين اوجاع الواقع وجبروته .
سقطت الأندلس وتركت فى قلوبنا جرحا مؤلما يزداد يوما بعد يوم مع سقوط أندلسيات أخرى , هُجر المسلمون وأحرقوا ومن بقى منهم أجبر على التنصير .
غرناطة هى أخر معاقل المسلمين فى الأندلس سقوطها يلخص ما يحمله الآخر للإسلام فى صدورهم , محوا كل شئ يعبر عنا , قتلوا كل من يقول لا اله الا الله , أحرقوا الكتب وغيروا الأسماء العربية والاسلامية الى أسماء مسيحية , قبضوا على كل من يحمل مصحفا ومن يضبط فى قلبه مصحفا كان الحرق مصيره , كانت محرقة من نوع خاص فاقت كل المجازر والمذابح التى قامت لها الحروب , حتى المساجد لم تسلم من صلبانهم .
اليوم يكتمل العام ال21 بعد ال500 لسقوط الأندلس قضيناهم كاملة فى البكاء على الأطلال , أصبح لدينا رصيد وأفر من كلمات الرثاء وأبيات الشعروالمقالات التى لو جمعت ما رجعت قطرة دماء واحدة من التى أريقت على أرض الأسلام وما عاد إلينا شبر من الأندلس .
الأندلس كانت حلقة فى سلسلة الهاوية والسقوط للدول الإسلامية , فطمع الحكام وتركهم لكتاب الله وسنة رسوله جعلهم يتناحرون فيما بينهم على بقايا دول الاسلام . مما جعلها محل طمع وغنيمة سهلة للغرب فتكالبوا علينا وظنوا أننا أمة فى سهوة من النعاس ربما نفيق بعد فترة من العمر , ولكنهم أدركوا اننا فى سبات عميق , فتناوبوا على إغتصاب دول الاسلام من أفغانستان والشيشان مرورابالبوسنة والهرسك وكسوفوا الى فلسطين والعراق , لم ولن يكتفوا بذلك إلى أن يزرعوا بداخل كل واحد منا إحتلال يكره الارض والعرق ويتعصب للغرب على حساب دول الاسلام , فماذا فعلنا حيال ذلك ؟ فقط البكاء على الأطلال و يموت بداخلنا كل يوم اندلس جديد.
عندما قام الصهاينة بحرق المسجد الأقصى فى أغسطس 1969 قالت جولدا مائير رئيس الوزراء للكيان الصهيونى المحتل : لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجا من كل حدب وصوب .... ولكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شئ أيقنت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فإننا أمام أمة نائمة .
حقا فإننا أمة نائمة لا نستيقظ إلا على صافرة الحكم فهل هى ضربة جزاء أم تسلل , وربما يكون لطاقم التحليل رأيا أخر , دعونا نأخذ فقرة إعلانية تخبرنا عن البرنامج الذى سيغير مجرى تاريخ العرب ويجعلهم فى مصاف دول العالم الأول إنه البرنامج الذى يتابعه كل العرب وهذا هو الشئ الوحيد الذى يتفق عليه العرب سويا إنه برنامج غنائى , وأبكوا على أندلسياتكم بعيدا عنا بين صفحات التاريخ أو بين أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعى , فالعرب اليوم لديهم أهم من الأندلس وفلسطين والعراق وسوريا وغيرهم من بلدان المسلمين التى دمرت , فكيف تريد أن تترك دبى ألإحتفال برأس السنة وتنظر الى الأطفال الذين تقتلهم برودة الطقس وقسوة الوطن , كيف ننشغل بفلسطين ونتغاضى عن من هو الأجدر بأرب أيدول , فحكامنا مشغولون بما هو أهم فلا تصدعهم بأوجاعك .
"أبكِ مثل النساء على ملكاً ضاع لم تحافظ عليه كالرجال " جملة قالتها أم محمد الثانى أخر ملوك الأندلس بعد ان استسلم وسلم مفاتيح غرناطة , نحتاج الى أن نقولها لأنفسنا كل لحظة فلنبكى على ع قدسنا على شامنا على مصرنا نبكى كما تبكى النساء لأننا لم نحافظ على ملكنا الذى أضعناه .
التعليقات (0)