د.أثير محمد شهاب
وضعنا الديمقراطي اليوم في حالة يرثى لها، بسبب فوضى الارادة وصعوبة اتفاق النخب السياسية على حل الاشكاليات والابتعاد عن كل ما يفضي الى خرق النظام السياسي الجديد، على النحو الذي جعل شكل الخطاب السياسي بمنأى عن وضع خطط استراتيجية تضع البلد والبنية التحتية له في المسار الصحيح الذي تسعى له الدول الناشئة ،ولا يبتعد قولنا عن الافصاح في كوننا دولا ناشئة في التجربة السياسية، فبعد مرور اربعة عقود على حزب البعث لم يكن هناك من تحديث للبنية التحتية التي شرع بانشائه –قبل ذلك- الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، وقد توقفت تلك المشاريع العملاقة مع لحظة غدره واستشهاده من قبل سلطة البعث المجرم..
اربع سنوات قدّم الزعيم الركن كثيرا من الانجازات، ونحن في ظل الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الصنم، لم يقدم سوى بيع النفط، وحرق اكبر كمية من المخزون، من اجل استيراد بضائع تافهة من دول داعمة للارهاب، وتسهم في قتلنا، وحرق مستقبلنا.
يبيعون مستقبلنا بثمن بخس، وربما تاريخنا.
أربع سنوات قدمت من الانجازات الشيء الكثير..
أقول يا سادتي:
لنشرع بالبناء ونحن على ابواب هذا التحول بدلا من الركض خلف اشكالية الخصم السياسي، اتركوه لحاله وانتبهوا لمستقبلكم، فالتاريخ والحاضر لن يرحم احداً...يا ابناء هذا الوطن...
وسوف انكر واذم كل من يسعى قبل الانتخابات الى الترويج والدعاية لكسب صوت الناخب من خلال تقديمه للوعود والوصايا، فقد عجز العراقي عن الوصايا والوعود، ولم يعد راغباً في الاستماع الى ذلك.
المشكلة التي تواجهنا اليوم....اهمال الدستور والاصطفاف مع القوانين العشائرية التي تزيد من الخيبات والانكسارات...
ثمة صديق عند جده مساحات واسعة من الارض، وعندما رغب ابناء العم بعد وفاة الجد والاباء، القسمة العادلة، حدث خلاف افضى الى خرق العدالة بينهما الى درجة تبادل الاتهامات واستخدام السلاح الابيض والاسود.. وربما المدافع.
لم تكن الارض هي الدافع في التوغل في العداء بينهم.. وانما كبرياء المنتصر والمهزوم، وما يستدعي ذلك من احساس بمسؤولية تحقيق الانتصار في معركة صارت محطة للاعتزاز والكرامة...
احدهم راح يصنع قصصاً حول ابن عمه وكيف استطاع ان يطعنه في ظهره، وهو يتبختر من فرحه، في حين الآخر.. سحب ابقاره من الحظيرة ليشرع باعدامهن، وتوجيه فوهة البندقية نحو قدمه من اجل اتهام ابناء العم والنكاية بهم...
قتلت البقرات... من اجل اتهام ابناء العم (الخصم)، ولذكاء اللجنة التحقيقية تم اكتشاف الامر .
و وضع في السجن بعد هذا الادعاء..
ترى ..ما ذنب البقرات وهن يواجهن مصير القتل الجماعي من اجل اثبات الامراض الداخلية لصاحبها...ومن اجل اثبات التهمة ضد ابناء العم..
ترى هل نحن فعلا بقرات.. تتم النكاية بنا في ظل مزاج سياسي سلبي، يفرح في صناعة النكاية والكذب والادعاء.
نموت بالمفخخات والعبوات الناسفة وكواتم الصوت...من اجل العزة والكرامة لسياسي مريض منذ بدء الخليقة...
وقبل ان انتهي من روايتي...
تذكروا اشياء هي جزء من طفولتنا الضائعة، حينما لم تكن هناك شكولاته...واكتفينا بالتمر لكي نرضي رغبة طفولتنا:
كم أكلنا حشائش في هذا الوطن!!!
كوك الله... شيخ اسم الله
ادغال تصلح لصعلكة الفتيان
ادغال تصلح لجوعنا
وبقينا نردد حينما لا نرى شخصاً في مكانه (شعيط ومعيط)
ارجوكم لا تحولنا الى بقرات في بساتينكم !!!
لا ترغمونا على الموت باطلاقاتكم الكاذبة.
التعليقات (0)