مواضيع اليوم
أصيب بعير بمرض الجذام وبدأ يتلوى من الألم امام صاحبه البدوي ، فما كان من الاخير إلا ان أحضر ربابته وجلس عند (قفا) البعير واخذ بالقصيد ، البعير يتلوى من الألم ويرتفع صوته (بالرغاء) والبدوي يرفع صوته بالقصيد ، استمر الامر على هذا الحال حتى مات البعير من المرض وصاحبه لا يفعل شيئا إلا العزف على الربابه. ويحكى ان رجلا عربيا ذهب لزيارة حديقة الحيوان في احدى الولايات الامريكية مع افراد اسرته ، واثناء تجولهم بين اقفاص الحيوانات ،لفت نظرهم بعيرا ضخم الجسم له سنام كبير يمضغ الطعام بهدوء ويجول بنظره هنا وهناك ولا يعير الزوار اي انتباه لا يتأثر بالصوت ولا بملتقطي الصور ولا بضحكات الاطفال ومحاولة اثارتهم له ولا بحارسه الذي يقدم له الطعام وينظف له القفص ....كل ما يفعله هو الاكل والإستلقاء والتخلص من الفضلات (البعر). وقفت العائلة امام القفص فتقدم منهم الحارس وبدأ يشرح لهم عن هذا الحيوان فقال: (انه حيوان اليف يشبه المناطق التي يعيش فيها فهو لا يصدر اي صوت ولايأكل إلا الاعشاب التي يمضغها بكل هدوء وهو مسالم إلى ابعد الحدود عكس مظهره الخارجي الذي يوحي بالغطرسة والكبرياء والشموخ وله هيبة ورهبة يخافه الزوار في بداية الامر إلا بعد ان اتدخل واشرح لهم عندها تتغير الفكرة. هنا تدخل الاب وقال ان هذا الحيوان اعرفه جيدا لانه على الاغلب اتى من حيث أتيت لانه يعيش في الصحراء العربية وهو مكتسب لصفاتها ، وهو عكس ما تقول لانه من النوع الذي لا ينسى ثاره مهما طال به الزمن وعندما يغضب فهو يصدر صوتا مجلجلا مخيفا تخشاه حتى الحيوانات وله رهبة وهيبة وتخرج منه سوائل رغوية كريهة الرائحة تنبثق من فكيه ويمثل وجوده الثراء والقوة عند اصحابه وهو لا ياكل اللحم صحيح ولكن عندما يغضب قد يثور ويشطرانسان لنصفين . ضحك الحارس وقال له اقسم لك انني احرس هذا الحيوان منذُ ما يزيد عن عشرين سنة ولم ألحظ عليه اي من الصفات التي ذكرتها .. قال له الرجل هل تريد ان اثبت لك صحة ما اقول فقال له الحارس ان اثبت لي صفة واحدة مما ادعيت اعيد لك ثمن التذاكر . اقترب الرجل من البعير المسالم واخذ يتحدث معه باللغة العربية البدوية (هل تذكر ايها البعير كيف كان صاحبك العربي يعاملك وانت عنده الم يتركك تهيم على وجهك في الصحراء تبحث عن الماء والعشب ؟وكان صاحبك يجمعك بعد موسم التوالد مباشره لتكون اهم غنائمه ؟.....ألم يدهنك صاحبك بالقطران الحار لعلاجك من الجرب ؟...ألا يوجد حتى الان بعضا من اهلك يحرثون الارض ويحملون الامتعة الثقيلة ويضربون بالسياط حتى تدمى ظهورهم ؟...هل تعلم ان هنالك سباق للهجن يقام بشكل سنوي يبذل فيهم ابناء عمومتك جهدا يفوق طاقتهم من اجل ارضاء الامراء والاثرياء . بدأ البعير يصدر صوتا ويحرك برقبته ...وكانه فهم ما يقال ....انتبه الحارس وترك ما بيده ...... استمر الرجل بالحديث للبعير: ألا تذكر عندما كان الرعاة يأتون بالإناث من النوق البيض متناسقة الأوراك ويجبرون الذكور على معاشرتها عدة مرات، ليضمنوا غنائم الموسم التالي.(وكأن الرجل اصاب البعير في شرفه ) ، ألا تذكر كيف كان العرب ينحرون اخوانك ويتركونهم ينزفون امام عينك ودمائهم تسيل وهم مكبلين الايدي والارجل .!! عندها ثار البعير وبدأ بالرغاء والزبد يخرج من فمه وينثره هنا وهناك ..فاستمر الرجل بالحديث ووصف طريقة الذبح من سلخ وتقطيع وشوي وطبخ.. هنا ثار البعير ودفع بقوة القفص وخرج منه فاثار الرعب في جميع انحاء الحديقة فاعلنت حالة الطوارئ واغلقت الابواب ووصل ذلك البعير الهائج غلى الشارع العام واستمر بالتكسير والضرب والتدمير لكل ما يصادفه بطريقه . استرد الرجل وعائلته ثمن التذاكر وغادر الحديقه على الفور .....تم السيطره على ذلك البعير الهائج بعد عدة ساعات كانت الخسائر المادية كبيرة جدا . وعندها قررت إدارة الحديقة عدم احتوائها على اي حيوان له صفات عربية لعدم مقدرتهم على التنبؤ بسلوكه مستقبلاً. كتب:هاشم محمود مسلم الزيود - غريسا - الأردن - - الفكرة مقتبسة بتصرف شديد |
التعليقات (0)