مواضيع اليوم

البعـد الحداثـي فـي الفكـر العـلالـي (علال الفاسي)

شريف هزاع

2010-05-22 19:49:06

0


نظمت مؤسسة علال الفاسي وحزب الاستقلال ندوة فكرية حول موضوع علال الفاسي والديمقراطية فكرا وممارسة"، وذلك في إطار الاحتفالات بالذكرى المئوية لميلاد زعيم التحرير علال الفاسي.

وشارك في هذه الندوة الأساتذة محمد العربي المساري وعبد الحي المودن ومحمد الطوزي وعبد العلي حامي الدين وعبد الرحيم المصلوحي، وتمحور برنامجها حول قضايا "النظرية السياسية عند الزعيم علال الفاسي" و"مواقفه من التجارب الدستورية والنيابية في المغرب 1956-1974" العمل السياسي وبناء الدولة المغربية عنده".

وأبرز المشاركون في هذه الندوة، المنعقدة مساء يوم الجمعة بقاعة العمالة الكبرى بمدينة سلا البعد الحداثي في فكر علال الفاسي، الذي اتسم بالانفتاح على روح العصر والانخراط في حركية التاريخ المعاصر، موضحين أن مقومات حداثته الفكرية تتمثل في موقفه من الإصلاح السياسي، الذي دعا إلى ضرورة أن يرتكز على ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية التي لا تتنافى مع الدين الإسلامي.

وأشارت المداخلات أن مقومات الحداثة الفكرية عند علال الفاسي تتمثل أيضا في تبنيه المنهج المقاصدي، الذي يربط أحكام الشريعة بروح العصر وما تقتضيه المصلحة العام للمجتمع المغربي المعاصر.

ولم تفت المداخلات تقديم نماذج التي عكست المشروع الحداثي الذي تبناه الزعيم علال الفاسي فلسفة لمرجعية حزب الاستقلال، وأشارت المداخلات إلى القيمة العلمية والحداثة في كتاب الزعيم "النقد الذاتي"، الذي ارتكز على نقد المجتمع والنزعة التقليدية والجمود والخرافة، وكذا "الزعامات الدينية والقبلية التقليدية، التي كانت ترسخ اللاعقلانية، وتدعم الوجود الاستعماري".
حيث اعتمد علال الفاسي رحمه الله في تدقيق مضامين كتابه الإرشادي كتبا ومراجع أجنبية (الفرنسية والانجليزية) بنسبة تفوق اعتماده على المراجع العربية الثراتية.

وأشارت المداخلات إلى أن فكر الزعيم قد جمع بين الانفتاح على التراث والفكر الغربي وبين نزعة نقدية صارمة له، بحيث أن الفكر العلالي "لا يعني بأي حال من الأحوال نقدا للحداثة، بقدر ما هو نقد للبعد الاستعماري والإديولوجي".

وأكد المتدخلون أن علال الفاسي، من خلال تنظيراته الفكرية والسياسية وتعامله الحداثي مع التراث وتبنيه للفكر المقاصدي وتأثره بمنهج الإمام الشاطبي، حيث تبت اعتماده على توظيف مقولات من قبيل "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، يكون رحمه الله قد ساهم في التأسيس والتأصيل النظري لفكر سياسي مغربي، يستحضر الخصوصيات التاريخية والحضارية لمنطقة المغرب العربي بشكل عام.

وأوضحت المداخلات أيضا أن انشغال علال الفاسي بالقضايا الفكرية لم يكن منفصلا عن الاشتغال بالشأن العام، مشيرين في هذا السياق إلى مواقفه المختلفة الداعية إلى استلهام مظاهر الحداثة السياسية وتكييفها مع الواقع المغربي، وكذا نضالاته من أجل ترسيخ أسس ومقومات حياة دستورية ديمقراطية ترتكز على مبادئ الحرية وحقوق الإنسان.

وأجمعت المداخلات خلال هذه الندوة أن الراحل استطاع أن يستوعب تيارات ومعارف سياسية عدة نظمها في نسق فكري متكامل يتسم بالأصالة والانفتاح، كما تؤكد مؤلفاته السياسية وخاصة كتاب "النقد الذاتي" و"حفريات عن الحركة الدستورية في المغرب قبل الحماية" و"الديمقراطية وكفاح الشعب من أجلها" و"معركة اليوم والغد".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات