رغم ترحيبنا بالرئيس أوباما خاصه انه إبن لأفريقي مسلم عاش حياة كفاح في المجتمع الأسود الأمريكي ولمبادئه ودعواته التحررية في حملته الانتخابية , كنا نشك في قدرته على الضغط على إسرائيل لتغيير موقفها وسياساتها . و اليوم تحقق هذا الشك .لقد وجد العرب فيه املا عندما طالب في جامعة القاهرة بقيام دولتين دولة فلسطينية ألى جانب دولة إسرائيل , كما طالب بوقف توسع المستوطنات الأسرائلية في الضفة الغربية . ورغم أن ما طالب به ليس جديدا فقد طالب به كل رؤساء أمريكا السابقين , لكن العرب وجدوا فيها ضوءا أخضر للوصول إلى حل لقضية مضى عليها ستون عاما منذ مشروع التقسيم واكثر من قرن منذ قيام فكرة إنشاء إسرائيل . وقد تضاءل أملهم بعد خطاب رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو الذي أصر فية على إستمرار توسع المستوطنات الحالية الطبيعي, ونطق بالدولة الفلسطنية بعد أن أفرغها من معناها كدولة وهو لا يختلف عما هي عليه الأن . حكم ذاتي لدولة غير مسلحة محاصرة برا وبحرا وجوا وأشراف أسرائيلي على الأمن بداخلها وعلى علاقاتها الخارجية !!!!؟؟ ورغم ذلك أستمر أمل العرب في الرئيس أوباما للضغط على إسرائيل لتغيير موقفها , لكن العرب فوجئوا بتصريحاته في أوربا بعد محاضرته في القاهرة إلى الصحفيين بأنه لن يفرض أي حل على أسرائيل وأنه مقابل طلبه من إسرائيل وقف الأستيطان وقيام دولتين متجاورتين طالب العرب أيضا بالأعتراف بأسرائيل الشئ الذي لم يتعرض له الأعلام الغربي رغم أهميته حسب قوله . كما رحب بعد ذلك الناطق الرسمي للبيت الأبيض بتصريح أبوما وقبوله مبدأ الدولتين. وبالأمس كانت البعرة التي قسمت ظهر البعير . فقد كررت المسز كلينتون وزيرة خارجيته في تصريحاتها الأخيرة ما قاله أوباما حول وقف توسيع المستوطنات الأسرائلية وكانت دائما تصر على القول أن هذا ما يراه الرئيس أوباما حتى لا تتعرض هي نفسها لنقد اللولب اليهودي . وأضافت بان الولايات المتحدة تقدر الصعوبات الداخلية الشديدة التي تصل إلى درجة الأستحالة التي يواجهها رئيس الوزراء ناتنياهو لاقناع الشعب الأسرائيلي بوقف المستوطنات .
ولهذا على الدول العرب تقديم المزيد من الضمانات حتى يستطيع ناتنياهو إقناع الشعب الأسرائيلي لقبول ذلك , ومن هذه الضمانات الأعتراف بأسرائيل وأقناع الشعوب العربية بتقبل إسرائيل كدولة صديقة بينهم , أي تطبيع كامل شامل رسمي وشعبي مع إستئناف المفاوضات بدون قيد أو شرط ودون ألتزام أسرائيل بوقف تهويد كل القدس كعاصمة أبدية لأسرائيل أو عودة اللا جئين أو التوسع الطبيعي للمستوطنات ( بعد تراجع الرئيس أوباما وموافقة الولايات المتحدة على اقامة 2500 وحدة سكنبة جديدة حسب تصريحات إسرائيل الرسمية ) . شئ لم يتجرأ رئيس امريكي سابق على طلبه من العرب . وهكذا إستطاعت إسرائيل أن تضغط على إدارة الرئيس أوباما لألغاء ما وعد به , و تقنعه بتبني دعوة اسرائيل إلى الأعتراف العربي بها والتعاون الأقتصادي والامني معها ضد الخطر النووي الأيراني , وحل مشكة اللاجئين الفلسطنيين خارج إسرائيل في الدول العربية, وإستئناف التفاوض على إبقاء الوضع الفلسطيني على ما عليه الأن والقضاءعلى الأرهاب بما يعرف بالمقاومة الفلسطنية والعربية . والغريب إنه لم يصدر أي تعليق أو إستفسار رسمي عربي عن كل هذه التصريحات التوضيحية التي أعقبت محاضرة الرئيس أوباما في القاهرة , مما يبعث على الأعتقاد بأن بعض العرب إن لم يكن جلهم يوافقون على تعديل مبادرتهم بما يتمشى ومطالب إسرائيل كما عبرت عنها هذه التصريحات الأمريكية والأسرائلية الأخيرة . فسلام على فلسطين وسلام على العرب .
التعليقات (0)