البعد الزراعي لعيد الأسابيع اليهودي

البعد الزراعي لعيد الأسابيع اليهودي

يعتبر عيد الأسابيع واحدا من أهم وأقدم الأعياد اليهودية ، والثاني من بين ثلاثة أعياد تسمى أعياد الحج أو أعياد شد الرحال الى بيت المقدس وهي بيسح (الفصح) وشفوعوت (الاسابيع) وسوكوت (المظال). وتمثل الأعياد الثلاثة المذكورة علاقة ثلاثية الأبعاد هي : العلاقة بين الله وشعب اسرائيل حيث عيد الاسابيع هو ايضا عيد نزول التوراة ، والعلاقة بين الانسان والارض او بصفة عامة أكثر العلاقة بين شعب اسرائيل وارض اسرائيل حيث يمثل عيد الفصح بداية موسم الحصاد بينما يمثل عيد الاسابيع بداية حصاد القمح وثمار الارض في حين يرتبط عيد المظال بموسم جمع الثمار ، وثالثا العلاقة بين شعب اسرائيل وبيت المقدس وتتجلى بشد الرحال الى بيت المقدس اليهودي في أورشليم ثلاث مرات سنويا محملين بعطايا الله من خيرات الارض منح البركات الربانية (مينحا) ..

احصاء حزم السنابل (سفيرات هعومر)

دأب الشعب اليهودي منذ فجر نشأته على حمل حزم سنابل الحصاد الاولى الى بيت المقدس في عيد الفصح ، حيث يبدأ إحصاء حزم السنابل (سفيرات هعومر) ابتداء من غداة اليوم الأول لعيد الفصح ولمدة سبعة اسابيع بالتمام والكمال انتهاء بعيد الاسابيع الذي يستمد اسمه من هذا التقليد. وكانت الغلال والمحاصيل الزراعية معرضة لخطر الهلاك بفعل الرياح الجافة والحارة التي كانت تسود خلال هذه الفترة ، وهو ما نتج عنه ما يعرف بأجواء الحزن والحداد التي كانت وما تزال تخيم على المجتمعات اليهودية خلال هذه الفترة ، لتزداد حدتها بُعيد إلغاء فريضة حمل حزم السنابل التي صاحبت خراب بيت المقدس ومن ثم اخفاق ثورة بار كوخبا وارتفاع حصيلة الشهداء في هذه الفترة بالذات. وتتمثل مظاهر الحداد بالعزوف عن إقامة الأفراح والحفلات وغير ذلك خلال هذه الفترة ، ويتوقف الحداد ليوم واحد هو يوم الثالث والثلاثين من أيام إحصاء حزم السنابل (لاغ بعومر) حيث تعم مظاهر الفرح والاحتفال في هذا اليوم ، لينتهي الحداد نهائيا في عيد الحصاد (الاسابيع) الذي يحل في السادس من شهر سيوان العبري.

أسماء العيد ودلالاتها

يطلق على عيد الاسابيع عدة أسماء منها : عيد الاسابيع ، وعيد الحصاد ، وعيد الخمسين ، وعيد العنصرة ، وعيد البواكير ، وعيد نزول التوراة ..
عيد البواكير : عندما كان بيت المقدس قائما كان بنو اسرائيل يشدون الرحال الى أورشليم ، وفي عيد الاسابيع كانت تتوجه قوافل المزارعين من أقاصي البلاد الى بيت المقدس ، متوّجين بأكاليل وتيجان الزيتون ، يتقدمهم ثور طُلي قرناه بالذهب ، ومحملين ببواكير الغلال والثمار من "الانواع السبعة" التي تميزت ارض اسرائيل بزراعتها ، يستقبلهم أهالي أورشليم (القدس) بحفاوة بالغة ويصاحبونهم الى بيت المقدس. واما "الانواع السبعة" فهي : الحنطة والشعير (خبز) ، والعنب والتين والرمان (أشجار مثمرة تستخدم ثمارها لصناعة النبيذ ايضا) ، والزيتون (زيت زيتون) ، والنخيل (تمر وعسل).

عيد الأجبان والألبان

يعتبر تناول منتجات الحليب كالأجبان والألبان وكعكة الجبن وغير ذلك من أهم ملامح عيد الاسابيع ، وتعود جذور هذه العادة الى العصور الزراعية القديمة في ارض اسرائيل حيث كانت تزدهر تربية الماشية الى جانب زراعة المحاصيل الحقلية ، وتتراكم كميات كبيرة من منتجات الحليب في موسم الحصاد تقدمها العائلات اليهودية أطباقا شهية لأفراد عائلاتها وضيوفها في عيد الأسابيع الذي يحل في هذه الفترة من العام (موسم الحصاد) ..

ثمة معاني تاريخية وقومية ودينية لعادة تناول منتجات الحليب، ولغيرها من المعاني والمظاهر التي ترتبط بعيد الأسابيع نحن لسنا بصددها الآن ..

دمتم بخير