جاءت الاخبار اليوم بخبر صدور حكم المحكمة العراقية العليا بسجن البطل منتظر الزيدي بثلاث سنوات سجن .
على عكس توقعات الرافضين للوجود الامريكي في العراق ( وأنا منهم ) , وعلى عكس اماني محبي امريكا وبوشها , جاء حكم المحكمة العراقية العليا مفاجئا للجميع , وانا اقر هنا بان القاضي اللذي حكم في هذه القضية هو قاضي شجاع في وطن يموت فيه الشجعان منذ ان اصبح وطن والى الان .
وانا لا اقول ان منتظر يستحق السجن بثلاث سنوات ولا ثلاثة ايام حتى , ولكن المنظر اللذي سيق به منتظر الى خارج القاعة من قبل حماية رئيس الوزراء وعلى راسهم ابن عمه اللذي كسر يد البطل اللتي رفعت راس العراقيين جميعا جعلتني اعتقد ان منتظر سيسجن لمدة لا تقل عن 15 عاما وربما سيموت في السجن ( بحادث عرضي ؟!) بناء على الاخبار اللتي كانت تؤكد تعرض منتظر للتعذيب لأجباره على قول ما لايريد قوله , وبناء على تقارير منظمات حقوق الانسان والصور اللتي خرجت من ملجأ الجادرية وسجون الحكومة اللتي تغص بضحايا زوار الليل الجدد , واللتي يرفض زملائهم في سجون الاحتلال الامريكي ( الخليعة ) نقلهم اليها !! .
بالطبع الان سيقول الكثير , اليس في هذا الحكم دليلا كافيا على ان العراق اصبح ديمقراطيا , وان القضاء اصبح مستقلا , ولو ان احدا صنع ما صنعه منتظر ايام صدام فهل كان سيخرج حيا من السجن , واين كان منتظر وامثاله ايام صدام ؟ . وهل بعد كل هذا لايزال انا وامثالي يشككون بالنوايا الامريكية الطيبة تجاه العراق والمنطقة .
ولازلت لا افهم لماذا يصر البعض على هذه المقارنة اللتي تضيع الحقوق وتقتل الامل بالتحول الى الديمقراطية التامة المبنية على اسس صحيحة وليس على العشائرية والطائفية والمحاصصة المقيتة . فمنذ متى اصبح نظام صدام العفن المجرم الذي جعل من عشيرته الدولة ومن اوامره الدستور ومن معارضيه خونة وجواسيس مقياسا يقاس عليه في اي مناسبة . الا تعتقدون ايها السيدات والسادة ان المقارنة الصحيحة هي .
هل كان منتظر سيحكم بالسجن ليوم واحد لو انه قام بهذا الفعل على اراضي سويدية او هولندية او امريكية حتى ؟ . هل كانت اصوات الالمان ستخرج لتقول ان منتظر نازي ومن ازلام هتلر لوفعل فعله على اراضي المانية ؟ . اليس من الافضل ترك منتظر يضرب بوش بحذائه بدلا من كبته وحمله على حمل السلاح ؟ . اليست المقارنة بايام صدام هي اقرار بان الحكومة تقوم باعمال اجرامية ولكنها اقل اجراما اذا ما قورنت بايام صدام ؟ . وهل سنظل نقبل بالعشائرية والطائفية والمحاصصة والفساد فقط لان الوضع العام اصبح افضل بكثير من ايام صدام السوداء ؟ .
اعتقد اننا ( العراقيين ) نتصرف كالطالب اللذي يفرح بحصوله على درجة صفر من مئة , فقط لانه كان قد حصل على درجة ناقص مئتين في الامتحان السابق . في حين ان درجة النجاح المطلوبة والمقبولة هي سبعين من مئة !!.
اما نوايا امريكا واللتي تبدو طيبة تجاه العراق والمنطقة فلم يشرح لنا احد شرحا مقنعا الى الان اشكالية حماية امريكا لنظم لا تقل اجراما عن نظام صدام , ولدولة هي سرطان يدمر الجسد العربي اسمها اسرائيل ؟ .
التعليقات (0)